محمد محمد السعيد عيسى يكتب: استعدوا لموجة الجيل الخامس من الحروب

الإثنين، 23 مارس 2015 06:12 ص
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: استعدوا لموجة الجيل الخامس من الحروب أطباق أقمار - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنا نعتقد أن الجيل الرابع من الحروب التى يشنها الآن علينا أهل الشر من أجل تفتيت وحدتنا وتدمير بلادنا هو النمط الوحيد من الحروب فنحن بالتأكيد نعيش فى وهم كبير، فأهل الشر لن يتوقفوا أبدا عن تحقيق هدفهم وكلما نجحنا فى التصدى لهم والوقوف أمام مكرهم سنجدهم يدخلون علينا من باب آخر وبشكل آخر وبنوع آخر من الحروب النفسية التى تصيب المجتمع بالتشتت واليأس والهزيمة. إن الجيل الخامس من الحروب يرتكز على استغلال حالة التمزق والتشتيت التى أصابت المجتمع نتيجة الصراع السياسى الداخلى بين أفراد المجتمع فى نشر الخرافة والدجل والوهم بين الناس بحيث يعيش الناس فى حالة من البعد عن الواقع ومشاكله الحقيقية ويبدأ التفكير فى الخرافات وربط هذه الخرافات بالمعتقدات الدينية باستخدام تفاسير واهية وغير سليمة بغرض ضرب عقيدة المجتمع الدينية وتحويل الشعب إلى مجموعة من النائمين التائهين الواهمين.

لذلك نجد البعض يخرج على الشاشات ليروج لأوهام وخزعبلات مثل القمر الأحمر الدموى وكويكب العذاب نيبرو والكائنات الفضائية التى ستغزو العالم وغيرها من القصص التى يتم تجهيزها لكى تعرض على الناس خلال الفترة القادمة، وكذلك كثرة نشر أخبار فى الصحف عن التنبؤات بالحروب القادمة أو بإسقاط نظم سياسية أو بوفاة رموز سياسية وسينمائية.

فيا ترى ما هو دور المدرسة فى مواجهة هذا الخطر الذى يهدد عقول أطفالنا؟ هل سيظل المجتمع صامت وهو يشاهد هذه الخزعبلات ولا يعطى لها بال حتى تستفحل وتصبح كارثة تهدد الدولة وتسقطها؟ يجب أن يكون هناك دور لمواجهة مثل هذه الأفكار. لماذا لا يتم عرض مثل هذه الأفكار التافهة فى مناهجنا ومناقشتها وفضح زيفها أمام الطلاب فى المدارس؟ لماذا لا يقوم الأزهر بالدفاع عن الدين ويمنع هؤلاء النصابين من الظهور على الشاشات؟ لماذا لا يتحرك المجتمع المدنى ليرفع قضايا ضد القنوات التى تساعد فى نشر الخرافة وتضليل المجتمع؟

إن طريقة التدريس التى تعتمد على أساليب التعلم النشط وعلى بناء شخصية حوارية قادرة على تفنيد الخبر وتمحيص الحقيقة والتفكير العلمى وحل المشكلات هو السبيل لنجاة المجتمع ووقايته من كل شر، فالعقول المدربة على الفحص والاستدلال المنطقى من الصعب أن يخدعها أحد بسم الدين أو بسم الحرية والديمقراطية.

إن الفقر والجهل هم أشد أعداء الأمة والباب الذى تدخل منه كل الرذائل والفتن، ومهما حاولنا التصدى سنجد فقير محتاج يمد يده مقابل خدمة أهل الشر وسنجد جاهل يفتح فمه ويهز رأسه ليوافق الدجالين والمشعوذين وناشرى الفتن. عاشت مصرنا الحبيبة. عاشت أمتنا العربية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة