"اليوم السابع" يرصد رحلة الموت إلى المثلث الذهبى.. عـودة فى نعش أو تحقيق حلم الثراء والكنز المنشود.. وشيخ مشايخ العبابدة البشارية يطالب بتقنين الأوضاع لإعادة الحياة إلى المهمشين بصحراء الجنوب

السبت، 07 فبراير 2015 05:29 ص
"اليوم السابع" يرصد رحلة الموت إلى المثلث الذهبى.. عـودة فى نعش أو تحقيق حلم الثراء والكنز المنشود.. وشيخ مشايخ العبابدة البشارية يطالب بتقنين الأوضاع لإعادة الحياة إلى المهمشين بصحراء الجنوب حفرة معدة للتنقيب عن الآثار
قنا - هند المغربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلة أقل ما توصف به أنها "رحلة للموت" مثل رحلات الهجرة غير الشرعية، التى يقوم بها الشباب بحثا عن فرصة عمل فى بلاد الغرب، لانتشالهم من حالة الفقر التى يعيشون فيها، ويكون مصيرهم الغرق قبل الوصول لحلمهم المنشود، هكذا وصفها من عاش تلك الرحلة.

بعيدا عن الغربة ظهر حلم جديد للباحثين عن الثراء فى صحراء مصر الشاسعة، وتحديدا فى منطقة المثلث الذهبى التى تم الإعلان مؤخرا عن احتوائها لكميات كبيرة من المعادن النفيسة، وهو مادفع الكثير من الشباب لاختراق صمت الصحراء، بحثا عن الذهب فى رحلة تستمر أيام وقد تنتهى فيها حياتهم للأبد، فيها القليل من الأمل والكثير من الصعاب ما بين صحراء مترامية الأطراف وذئاب وثعابين مفترسة ومطاردة أمنية تنتهى بمحاكمة عسكرية.

وهناك وجه آخر للبحث السريع عن الثراء، وهو التنقيب عن الآثار فى أعماق الأرض، باستخدام إمكانيات بدائية للحفر فى المنازل المهجورة، وجاءت محافظتى قنا وأسوان فى مقدمة المحافظات الأكثر فى وقائع التنقيب عن الآثار، وفقا لتصريحات مصادر أمنية، وبعد الكشف عن المثلث الذهبى الملىء بالمعادن النفيسة، بدأ الكثير من الشباب بمساعدة بعض السودانيين التوجه لهذه المنطقة، بحثا عن الذهب فمنهم من حصل على فتات الذهب، الذى لا يُغنى ولا يثمن من جوع وآخرين لقوا مصرعهم وعثر على جثثهم بين الأتربة والرمال فى الصحراء المترامية، وهو ما دفع الكثير من وسائل الإعلام للإعلان والتحذير من رحلة الموت بصحراء المثلث الذهبى.

وبدأت وسائل الإعلام فى إلقاء الضوء على الثروات الضخمة، التى بدأت تفوح رائحتها من قبل بعض القبائل وزعمائها، والتى تقطن المنطقة الصحراوية، وهو مادفع أجهزة الأمن لنشر قواتها فى الصحراء الحدودية بوادى العلاقى الأشهر فى التنقيب عن الآثار، ليبدأ الشباب رحلتهم ما بين محاربة المجهول فى الصحراء، وبين الاختفاء من الأمن خشيه القبض عليهم.

بدأ "اليوم السابع" رصد أسباب خروج هؤلاء الشباب والأطفال للبحث عن الثروات، على الرغم من الهلاك الذى واجه بعضهم ومفارقة بعضهم للحياة.

التقينا الشيخ عوض هدان، شيخ مشايخ العبابدة البشارية بالعلاقى، الذى بدأ كلامه قائلا: "وادى العلاقى متحف جيولوجى به كل أنواع الخيرات والثروات المعدنية، وللفراعنة آثار تدل على وجودهم هناك، وبعدهم الإنجليز فهناك آثار لمناجم وآثار "لجبانات"، ورغم ذلك العرب لم يتمكنوا من استغلال هذه المناجم، مضيفا بالصدفة كشف أحد أبناء العبابدة وجود قطعة ذهب مما تسمى "الناموسة" فى حجم نقطة المياه، فعرف أن المنطقة تحتوى على ذهب، وبعد البحث عرف أن هناك أجهزة بالسودان تستخدم للبحث عن الذهب فى الصحراء، والتى يتم استخدامها من خلال البحث فى منطقة صحراوية، ويعلن الجهاز من خلال صفارة إنذار عن وجود معدن موجود فى باطن تلك المنطقة".

وتابع هدان قائلا: "زمان كان يتم الحصول على الذهب من سطح الأرض إلا أن السيول غطت تلك المناطق"، لافتا إلى أن من وجدوا الذهب مجموعة من المصريين مهمشين يقطنون مناطق لاتوجد بها وحدات صحية ولا مدارس ولا أى من الخدمات، ولا يتم تسجيل المواليد ومن يتوفى ليست له شهادة وفاة، حتى الزواج يتم بشكل عرفى ليس هناك مأذون لتسجيل الزواج، وبعد الإعلان عن وجود ذهب بالمنطقة، أثار الخبر ضجة كبيرة وحاول الجميع الحصول على هذا الذهب، دون النظر إلى هؤلاء المهمشين الذين ضحوا بأبنائهم بحثا عن ثروات الله فى الأرض".

وأضاف "وهدان"، أن وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال، ورئيس شركة شلاتين، بعد جلسة طويلة مع كبار قبيلة العبابدة البشارية، أكد أنه سوف يتم تقنين أوضاع الباحثين عن الذهب من أبناء قبائل العبابدة البشارية ممن يقطنون ذلك الوادى عن طريق الشركة، من خلال عمل بطاقات ضريبية وسجل تجارى ومخطط للمنطقة وإحداثيات للمناطق، التى من الممكن أن يتم العثور فيها على كمية من الذهب، ومن يجد ذهب يقوم بتسليمه للشركة والبيع بسعر اليوم مع خصم 20 % من قيمة الذهب تعود للشركة.

واستطرد "لكنه منذ آخر جلسة مع المسئولين لم يتم تنفيذ أى من الاتفاقيات، وتم القبض على مايقرب من 40 من أبناء القبيلة بتهمة التنقيب فى الوادى، قائلا "تم تجريم أى استغلال للثروات، التى منحها لنا الله فلم يتم استخراجها من قبل الشركة، ولم تسمح لأبناء القبيلة من الشباب المهمش بالتنقيب".

وأكد شيخ مشايخ العبابدة البشارية، أن الشباب المنقب عن الذهب يشبه الشباب الذين يلقون بأرواحهم فى الهلاك من المهاجرين فى الهجرة غير الشرعية، مضيفا أن الرحلة للبحث عن الذهب رحلة انتحار يخرج الشباب فيها وسط الآفات والثعابين فهناك منهم من مات من العطش، بعد أن خرج وتاه وسط الطرق الصحراوية الوعرة، لافتا إلى أن هناك 3 شباب ماتوا خلال بحثهم عن الذهب بعد أن غابوا لفترة، وبعد الحصول على تصاريح للبحث عنهم تم العثور على جثثهم ملقاة فى الصحراء.

وأوضح أن مركز قروى وادى العلاقى لا يوجد فيه قيد وفيات ولا ميلاد ولا وحدة صحية، وهناك العديد من السيدات قد ماتوا أثناء الوضع، وأن البطالة سبب كل الجرائم فى مصر ، مضيفا على الأقل يوجد هنا قانون العرب، فلا يمكن لأحد التعدى على حرمة جارة فى القبيلة على العكس ما يحدث فى المحافظات من قطع طرق وسرقات.

فيما أكدت مصادر أمنية، أن محافظة أسوان جاءت الأعلى فى وقائع التنقيب عن الآثار خلال عام 2014، حيث تمكنت شرطة السياحة والآثار بأسوان تحت إشراف اللواء مصطفى سلامة، مدير الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، واللواء علاء السباعى، مدير المباحث، خلال عام 2014 من ضبط عدد من قضايا التنقيب عن الآثار، وصلت إلى 42 قضية تنقيب عن الآثار منها 36 قضية تنقيب خلال 3 أشهر بقيادة العقيد أبو الحجاج كمال، رئيس مباحث شرطة الآثار بأسوان، كان أشهرها القضية التى كشفت عن جدار ممتد من الحجر الرملى بنقوش بارزة.

وأفاد مصدر بالآثار أنه من المتوقع أن تكون مقصورة لمدخل معبد فرعونى، وجاء الكشف خلال معلومات وردت لضباط مباحث الآثار بأسوان عن واقعة تنقيب عن الآثار بمنزل "محمد ع .إ" 60 سنة بالمعاش، والذى يقع على بعد أمتار من معبد خنوم الأثرى، ووجد فى حفرة على عمق 15 مترا بقطر 2 متر، بالإضافة إلى ضبط 21 قطعة يشتبه فى أثريتها.

وفى قضية أخرى تم ضبط شخص يقوم بوضع قطع أثرية مقلدة للنصب على أحد المواطنين بأسوان، وإيهامه بأن منزله يوجد به أثار لإقناعه بالتنقيب عن الآثار داخل منزله.

الأمر لم يقف عند الكبار فحسب، بل امتد للكثير من الأطفال الذين بدأوا تقليد الكبار فى رحلة البحث عن الثروات، وإلقاء أنفسهم للتهلكة للبحث عن الثراء السريع، وتبدأ رحلتهم بالخروج إلى الصحراء الوعرة للبحث عن قطعة ذهب، أو الحفر للتنقيب عن قطعة أثرية، فخلال الأيام القليلة الماضية ألقت قوات حرس الحدود فى وادى العلاقى، التابع لمحافظة أسوان القبض على 6 أطفال، وبحوزتهم 6 أجهزة كشف عن الذهب أثناء قيامهم بالبحث عن الذهب فى منطقة عسكرية، وأفادت تحقيقات النيابة أن المتهمين ينتمون لقبائل «الرشايدة» بمنطقة حلايب، وجاء من بين المتهمين حدث يبلغ من العمر 7 سنوات، وتم إحالة 5 منهم إلى نيابة الأحداث، فيما تم إحالة آخر يبلغ من العمر 19 عاما، كان معهم إلى النيابة العسكرية لبلوغه السن القانونية، وقررت نيابة الأحداث بأسوان، تسليم المتهمين إلى أسرهم، مع أخذ تعهد على أسرهم برعايتهم وتقديمهم عند طلبهم للمحاكمة.

فيما قال الدكتور مصطفى محمود إسماعيل، خبير استشارى فى العلوم الجيولوجية والبيئة وعضو مشروع المثلث الذهبى عن محافظة قنا، إن المثلث الذهبى هو سلة معادن مصر، لافتا إلى أن الدراسة الحكومية أوضحت أن مساحة المثلث مابين طريق قنا سفاجا طولة 160 كيلومترا وقفط القصير طولة 167 مترا حوالى 2.7 مليون فدان، وهذه المنطقة لايوجد بها كل المعادن، مؤكدا أن دراسته للمشروع تفيد أنه يمكن توسيع قاعدة المثلث، بحيث أن تكون رأس المثلث مدينة الزعفرانة شمالا والقاعدة حلايب وأسوان بوادى النيل "سلة معادن مصر"، والتى تم طرحها على لجنة المثلث الذهبى، وذلك للاستفادة من جميع المعادن الموجودة بهذه المنطقة.

وكان اللواء عادل لبيب أعلن فى وقت سابق أن منطقة المثلث الذهبى بقنا تحتوى على أكبر منجم فوسفات فى مصر ويقع جنوب القصير، ويحتوى على 1564 مليار متر مكعب فوسفات.

من جانبه كشف الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادى، عن أن الجامعة بالتنسيق ومحافظة قنا تستعد لمؤتمر عالمى، هدفه دعوة كل المهتمين بالتنمية فى المثلث الذهبى لتقديم دراسات، خاصة ومختلفة عن التنمية بشكل عام فى المثلث الذهبى، يأتى ذلك بإشراف مركز التخطيط الاستراتيجى بالجامعة، حيث سيتم مناقشة كل التصورات للتنمية فى المنطقة، فى محاولة من جمعية المستقبل، إحدى الجمعيات الأهلية بمحافظة أسوان، برئاسة سمير كامل لمساعدة الشباب للحد من اشتراكهم فى الأعمال غير المشروعة من التنقيب عن الآثار والبحث عن المعادن النفيسة والذهب بوادى العلاقى من خلال توفير فرص عمل لهم.

وقال محمد إبراهيم، عضو الجمعية وأحد المسئولين عن المشروع : "بدأنا فى الجمعية مشروع كنوز المستقبل، والذى أستهدف 5 مراكز بمحافظة أسوان، وكان يستهدف أطفال الشوارع وأطفال فى خطر وعمالة الأطفال والمتسربين من التعليم، حيث تم التنسيق مع الجمعيات التى لديها إمكانيات مادية وتوقيع برتوكول تعاون مع مركز التشييد والبناء بمحافظة أسوان لتدريب المستهدفين على الأعمال الحرفية "سباكة ، بناء ، نجارة"، وتقوم المؤسسات المشاركة فى المشروع بتوفير عدة العمل للمتدرب، بعد أن يجتاز فترة التدريب ليتمكنوا من خلق فرص عمل لأنفسهم، لافتا إلى أنه وصل عدد المتدربين فى الجمعية إلى 150 متدربا.

 أحد جدران المعبد التى تم اكتشافها - 2015-02 - اليوم السابع
أحد جدران المعبد التى تم اكتشافها

جانب آخر من الجدران - 2015-02 - اليوم السابع
جانب آخر من الجدران

نقوش الجدران التى تم اكتشافها - 2015-02 - اليوم السابع
نقوش الجدران التى تم اكتشافها

حفرة معدة للتنقيب عن الآثار - 2015-02 - اليوم السابع
حفرة معدة للتنقيب عن الآثار

نقوش فرعونية على أحد الجدران فى واقعة تنقيب- 2015-02 - اليوم السابع
نقوش فرعونية على أحد الجدران فى واقعة تنقيب

حفرة عميقة للتنقيب عن الآثار بأحد المنازل- 2015-02 - اليوم السابع
حفرة عميقة للتنقيب عن الآثار بأحد المنازل

ضبطية لمجموعة من القطع الأثرية - 2015-02 - اليوم السابع
ضبطية لمجموعة من القطع الأثرية








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد رزق

وماذا بعد ؟ !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

waleed

طوف وشوف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة