علاء إبراهيم السطيحة يكتب: لاتدع اليأس يسيطر عليك

إذا كنت مواطنا مصريا فلابد أنك تستيقظ يوميا على أخبار الانفجارات والقتلى، ثم تذهب إلى عملك لتجد أصدقاءك يتبادلون الأحاديث حول حدث اليوم، ومن ثم تعود إلى منزلك لتتابع برامج (التوك شو) بعد أخذ قسطا من الراحة بعد يوم العمل المتعب فتجد المذيع يتحدث عن خبر الصباح وفى نهاية البرنامج تجده يخبرك أنه غدا فقط وحصريا فى برنامجه اللامع سوف نناقش هذا الخبر مع الخبير الأمنى الشهير، ومع المحلل النفسى الشهير، إلى أن تصاب باكتئاب فتذهب للطبيب النفسى، لتخبره عن تلك المشكلة التى تمر بها يوميا، فتجده يصرخ فى وجهك، ثم يقول لك هيا بنا لعلنا نجد طبيبا نفسيا آخر يعالجنا – الطبيب والمواطن المصرى – عزيزى القارئ لا تتعجب فالجو العام الذى يحياه المواطن المصرى جو ملىء بالاكتئاب، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو أنك تجد أن نفس الإعلامى يتعجب من اليأس المسيطر على المصريين، ولو أنك تمر بجوار إحدى شقق الدور الأرضى المطلة على الشارع فلا تتعجب إن سمعت صوت مشاهد لبرامج (التوك شو ) وهو يقول كفاااااااية حراااااام، هو غالبا يُحدِّث المذيع، لذلك عزيزى الإعلامى أرجوك أخبرنا الخبرالسيئ ولا تناقشه، فمن المؤكد أن هناك الكثير من المواضيع الأكثر أهمية التى تستحق النقاش.

فالأخبار الجيده تستحق النقاش، نعم الأخبار الجيدة يجب أن تُناقش، بل من المهم أن تحضر لنا خبراء فى مجال هذا الخبر الجيد، لعلنا نتعلم فعل المزيد من الأشياء الجيدة، فتصبح حياتنا مليئة بالأشياء الجيدة، فيزول اليأس عنا ويحل محله التفاؤل والأمل.

لا أقول لك ألا تكون واقعيا، ولكن أريدك فقط ألا تصر على إخبارنا أن الواقع سيئ ومرير، فكما يوجد السيئ، أقسم لك أن الجيد موجود أيضا، ولكننا أصبحنا ننظر إلى الشىء الأكثر إثارة وفقط، فلا تحاول إقناعى أننا نعيش فى وادى من الدماء، فهذا غير صحيح.

وأخيرا أتمنى أن يكون المستقبل نصب أعيننا، وألا ندع اليأس يسيطر علينا، فاليأس إذا تمكن من أحد كان كالشيطان لا يترك من يتمكن منه إلا فى النار.