أكد عدد من الدعاة والخبراء بالحركات الإسلامية على أهمية مواجهة تحريف الجماعات المتطرفة للتراث الدينى، وتنقيح بعضه وأخذ ما يتناسب منه مع ظروف العصر الذى نعيشه الآن، وذلك بعد استشهاد تنظيم داعش بالتراث الدينى فى تنفيذ عملياتها الإرهابية، وكان آخرها حرق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة، مشيرين إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل بعض أجزاء التراث فى استقطاب الشباب.
ويقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن التراث الإسلامى لا يأخذ كله ولا يهدر كله، لكن هناك أمور لها ظروفها وأحداثها وأسبابها ينبغى أن نتعامل بالموازين العلمية فى هذا الجانب.
وأضاف أحمد كريمة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن القنوات التى كانت توصف بأنها دينية أخرجت للعوام ما لم يكن يجب أن يخرج لهم لأن ليس كل ما يعلم يقال، موضحا أنه فيما يتعلق بتنقية التراث يجب مراعاة المراحل العمرية وجعل مختارتنا التراث.
وأوضح أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن أحكام الرق والجزية ليس من محله مناقشاتها الآن، لافتا إلى أنه ينبغى التنبيه على بعض التراث الإسلامى، وأن يكتب على الهوامش أن هذه النقطة ظهرت فى عصر معين لظروف معينة.
وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه ينبغى أن نأخذ من التراث ما يصلح لنا، ولا نأخذ من التراث ما لا يصلح للعصر الذى نعيش فيه.
ومن جانبه، قال صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن "هناك ضرورة لإعادة بحث وتنقيح وفهم لما يرد من أقوال العلماء فى التراث الإسلامى، حتى لا يرتبك الناس ويفهمون ما يرد فى دين الله فهم خاطئ وحتى لا يتم التغرير بالشباب تحت مسميات دينية واستخدام غير صحيح للادلة الشرعية، يؤدى إلى أن يقتل المسلم أخاه المسلم أو أن يتورط فى عمل عدائى ضد دولته ومجتمعه".
وأضاف القاسمى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المنوط به القيام بذلك هم علماء الأمة الإسلامية، وعلى رأسهم الأزهر الشريف والأوقاف المصرية فهم أملنا فى القيام بذلك.
وتابع مؤسس الجبهة الوسطية، "لكل فتوى مناط فلا يجوز الخلط بين المناطات والفتوى لكى تطبق لابد أن تتوافر فيها شروط وتنتفى عنها موانع وأن يتطابق المناط"، لافتا إلى أن كل كتابات السلف الصالح والعلماء فى حاجة لتحقيق وتوفيق مع الواقع، فما اتفق مناطه أخذ به وما اختلف مناطه يتم تنقيحه وتحقيقه بمعرفة أهل العلم والعلماء الحاليين.
وفى السياق ذاته، قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن جماعات التطرف مثل داعش وغيرها يستخدمون من التراث ما يؤيد أعمالهم الإرهابية وهو ما يتطلب من علماء الأزهر أن يوضحوا حقيقة ذلك.
وأضاف الزعفرانى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن هناك من يخطئ فى فهم التراث الدينى، ويفسره على هواه الخاص بما يخدم مصالحه، ويجب على المؤسسات الدينية مواجهة ذلك بشكل حاسم حتى لا تستطيع الجماعات المتطرفة جذب شباب إليها من منطلق التفسير الخطائى للتراث الدينى.
موضوعات متعلقة
الجبهة الوسطية: نستعد لأكبر حملة لمواجهة الفكر التكفيرى تشمل زيارة سيناء
حركات إسلامية تطالب بتنقيح التراث بعد استغلال الجماعات المتطرفة له بتنفيذ عملياتها الإرهابية.. "الجبهة الوسطية":هناك ضرورة لإعادة البحث فى أقوال العلماء.. و"أحمد كريمة":ليس كل ما فى التراث الدينى يؤخذ
الخميس، 05 فبراير 2015 07:15 ص
الداعية الإسلامى أحمد كريمة
كتب أحمد عرفة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة