- مصر لم تصمد بعد 30 يونيو إلا بوقفة السعودية والإمارات والكويت
- لن ننسى تطوع الملك سلمان فى الجيش المصرى ومواقفه العروبية الداعمة لنا
- نتشاور مع أشقائنا بشأن تشكيل قوة عربية لمحاربة الإرهاب
- هيبة الدول بقوتها أما التلاسن والإساءة فليسا من قيمنا
- توقعت حدوث ثورة 25 يناير 2011 قبلها بـ8 أشهر
- نصحت مرسى 3 مرات لتجاوز الاحتقان.. والجيش مع إرادة الشعب
- الشباب هم القوة الحقيقية التى نعتمد عليها فى الحاضر والمستقبل
- ما قمنا به خلال 8 أشهر من الرئاسة ليس بالقليل
قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، إن سقوط مصر هو سقوط للمنطقة بأكملها لـ50 سنة على الأقل، معترفًا بأنه فى الوقت الذى استطاع فيه المصريون تغيير وضع سياسى فى بلادهم، والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، "كان لا بد من ثمن اقتصادى وأمنى دفعه الـ90 مليون مصرى"، مشيرًا إلى أن مصر لم تصمد إلا بوقفة السعودية والإمارات والكويت.
وحول تشكيل قوة عربية لمكافحة الإرهاب أوضح "السيسى"، فى حوار موسع مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشر صباح اليوم السبت، أنه حريص على التحرك الجماعى، مضيفًا: "وأعنى دورًا عربيًا مشتركًا لا يقتصر على الدور السعودى والمصرى والإماراتى كل على حدة، ونحن نتشاور مع أشقائنا بشأن قوة عربية مشتركة".
وفيما يخص زيارته للرياض المقررة غدًا الأحد، أكد الرئيس: "لدينا مباحثات هامة وبناءة، سوف نتحدث فى كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التى تحيط بها، سنناقش أيضًا التطورات فى اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".
وردًا على سؤال حول عودة جماعة الإخوان المسلمين للمشهد المصرى من جديد، قال الرئيس السيسى: "هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصرى وللرأى العام، وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورًا"، مضيفًا أن "هناك بالفعل حالة غضب وألم مصرية منهم (الإخوان)".
وحول علاقات بلاده مع قطر، قال: "لم يصدر منا تصريحًا رسميًا واحدًا فيه إساءة ضد أى من الدولتين، قطر وتركيا. بكل تأكيد لن تجد تصريحًا سلبيًا واحدًا"، مستدركًا أن القاهرة لا تزال ملتزمة باتفاق الرياض التكميلى، وذلك تقديرًا للسعودية ودورها العربى الكبير.
وفى ملف العلاقات مع دول الخليج، قال السيسى: "لدينا أربعة عناصر مهمة فى علاقتنا مع دول الخليج هى، الأول: أمن مصر القومى يمر عبر دول الخليج. والثانى: أمن الخليج خط أحمر. والمحور الثالث: (مسافة السكة) التى تحدثت عنها سابقًا. أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة"، مؤكدًا فى الوقت ذاته أن "مسافة السكة" من دول الخليج ما زالت كما هى ولم تتغير.
وسألت "الشرق الأوسط" السيسى: "هل قدمت اعتذارًا للشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر عن أى إساءات صدرت ضد والدته الشيخة موزا بنت ناصر المسند فى الإعلام المصرى، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟"، فأجاب رئيس مصر: "فعلاً اعتذرت عن ذلك، لأنه لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأى شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر من فضلك بلغها عنى الاعتذار لأننى لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أى سيدة من أى مكان فى العالم".
وحول علاقة مصر المملكة العربية السعودية، شدد الرئيس على أن علاقة مصر مع السعودية ركيزة للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وإن المسئولين فى البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر "والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، الذى أدرك بحسه الاستراتيجى أهمية وضرورة دعم هذا التوجه".
وأكد الرئيس السيسى أن مصر لن تنسى مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المشرفة "منذ أن تطوع فى الجيش المصرى فى حرب العدوان الثلاثى، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر فى حرب أكتوبر 1973"، مبينا أن مصر حريصة على استكمال مسيرة العلاقات المتميزة مع العاهل السعودى.
قال "السيسى": "نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء فى المؤتمر الاقتصادى، ونعمل على ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التى تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر".
وبشأن التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية، أوضح الرئيس السيسى أن هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية، مضيفا: "نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب، أما الإساءات والتلاسن فنحن فى مصر قد تجاوزناها فى علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسىء للآخرين فهو يعبر عن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا".
وشدد الرئيس على أن مصر حريصة على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم وشرح الظروف الصعبة التى تمر بها، لافتا أنه من غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، مشيرا إلى أن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث فى مصر تطورات.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى: توقعت عندما كنت رئيسا للمخابرات العسكرية أن تحدث ثورة، حدث هذا منذ شهر أبريل عام 2010 وقبل 8 أشهر من ثورة يناير 2011، وذكرت بأن هناك ثورة قادمة لا محالة، وقدمنا كمخابرات عسكرية تقديرات واضحة، باختصار: الجيش المصرى مع إرادة شعب بلاده".
وأضاف السيسى فى حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، والذى نشرته فى عددها الصادر، صباح اليوم السبت، "نصحنا الرئيس الأسبق محمد مرسى، لتجاوز الاحتقان وهذا حقه علينا، وقد سبق إخطاره 3 مرات، وقدمنا توصيات لتجاوز الأزمة وكان آخرها فى مارس 2013".
أشار إلى أن الشباب المصرى هم القوة الحقيقية التى تعتمد عليها مصر فى الحاضر والمستقبل، قائلا:"من بينهم من شغل مواقع مسئولة بالمحافظات كنواب محافظين ومسئولين فى المجالس المحلية وبنسبة لا تقل عن 65 فى المائة، سواء كانوا من الشباب أو حتى السيدات. وحرصت فى كل لقاءاتى مع القوى السياسية على ضرورة مشاركتهم فى الحياة السياسية وصياغة المستقبل، كما تبنت رئاسة الجمهورية مشروعا قوميا لتدريب الشباب فى مجموعات تضم كل مجموعة نحو 500 إلى 1000 شاب للتدريب فى دورة لا تقل عن 4 أو 6 أسابيع، بهدف تأهيلهم للعمل والمشاركة فى الوزارات كنواب ومساعدين للوزراء وفى البرلمان والمحافظات. ومع هذا أرى أن كل ذلك ليس كافيا، وإنما سوف نستمر فى دعم الشباب واستيعابهم فى كل مواقع الدولة المصرية".
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى، "ما قمنا به خلال 8 أشهر ليس بالقليل، لدينا مثال فى مشروع قناة السويس الجديدة مفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، ولكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسوف يفتتح فى شهر أغسطس المقبل وهذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس".
وأضاف السيسى: "عملنا على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة ووضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ، وهو ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها. حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميجاوات على الشبكة".
وتابع الرئيس: "نقوم حاليا بعمل دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان، وفى الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياط والسويس والبحر الأحمر وبورسعيد".
إضافة..
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى أن أمن مصر الإقليمى يمر عبر دول الخليج، وعلاقة مصر والسعودية، علاقة استراتيجية بامتياز.. وقال "إننا فى مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولى، بمكافحة الإرهاب فى سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء فى السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وأضاف الرئيس السيسى ـ فى حوار مع صحيفة (الشرق الأوسط ) الدولية فى طبعتها السعودية ونشر اليوم السبت ـ " لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".
وأعرب الرئيس عن أمله فى أن يحقق للمصريين ما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه.. مؤكدا أن الشعب المصرى واع ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما.
وقال: "منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصرى يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأى العام الذى استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده..سوف نستمر فى دعم الشباب واستيعابهم فى كل مواقع الدولة المصرية".
وعن الذى تحقق فى الفترة الماضية.. قال الرئيس السيسى: "أستطيع القول أن مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية، إلا أن الشعب المصرى واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالى لا بد أن نعترف أننا سنأخذ وقتا فى ذلك، لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدار ثورتى 25 يناير و30 يونيو".
وأضاف: "وبالتالى كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة، وإدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع.. خذ مثلا قضية صحافيى قناة «الجزيرة»، لا يوجد مسؤول فى الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتى لإنهاء الموضوع؛ لأن صلاحياتى تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها".
وأكد الرئيس أن المؤتمر الاقتصادى الذى سيعقد الشهر المقبل فى شرم الشيخ يعد فرصة لعرض عدة مشروعات حيوية واستراتيجية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري...وأضاف" سنعلن عن قانون الاستثمار الموحد واتباع نموذج «الشباك الواحد» للتيسير على المستثمرين، فضلا عن تسوية الأزمات التى كانت تحدث مع المستثمرين والتى نعترف أنها أفقدتهم جزءا من الثقة، كما نقوم بعمل ذلك مع المستثمرين على المستوى المحلى والعربى والدولى، ويجب ألا ننسى أن الأربع سنوات الماضية كانت لها ظروفها الاستثنائية".
وردا على سؤال عن جهود الرئيس السيسى لتحسين حياة المواطن المصرى بعد المشاكل الاقتصادية التى عانت منها بعد ثورتى 25 يناير2011 و30 يونيو 2013 قال الرئيس السيسى "فى الوقت الذى استطاع المصريون فيه تغيير وضع سياسى فى بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادى وأمنى دفعه الـ 90 مليون مصرى وما زالوا يدفعونه، وبصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير فى المملكة العربية السعودية ودولتى الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصرى".
وعما تنتظره مصر من المؤتمر الاقتصادى قال الرئيس السيسى "أولا نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء، وكما تعلم أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلى أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصرى، واليوم نعمل على ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التى تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية؛ لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر".
وحول ماينتظره من أشقائه فى دول الخليج فى هذا المؤتمر قال الرئيس السيسى: "حجم التحديات فى مصر كبير، وبالتالى من الصعب الإجابة عن هذا السؤال.. إننا نثق فى أشقائنا فى الخليج وفى أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة فى هذا المؤتمر والتى ستعود بالنفع وتحقق مصالح الجانبين".
وعن جهود جذب الاستثمارات العربية، قال الرئيس السيسى: "الأشقاء فى المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدأوا فى العودة للاستثمار فى مصر؛ لأن المناخ أصبح أفضل من ذى قبل وكذلك الاستقرار أفضل، وأقول من خلال جريدة «الشرق الأوسط» أن بلادكم فى انتظاركم وهى فى أمن وأمان، وأقول أيضا عندما يلقى الإعلام الضوء على مشكلة فإن هذا لا يعنى أن البلاد كلها على هذا النمط وإنما مجرد حالات فردية.. لا أقصد طبعا أن الإعلام مضلل، ولكن أقصد أن وسائل الإعلام تركز على حدث وحيد فيظن من هو خارج مصر أن الدولة كلها على نمط هذا الحدث".
وعن زيارته غدا الأحد للسعودية، فى أول زيارة رسمية منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، وما الذى سيتم مناقشته فى الرياض..قال الرئيس السيسى "ستكون لدينا مباحثات مهمة وبناءة، سوف نتحدث فى كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التى تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات فى اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".
وأضاف: "تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومى وليست موجهة ضد أحد".
وفى سؤال هل «مسافة السكة» لا زالت نفس المسافة السابقة قال الرئيس السيسى "أكيد ولماذا تتغير؟ (وخلى بالك) عندما قلنا أن الأشقاء وقفوا معنا فى الأزمة التى مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء فى الأمر لا اليوم ولا غدا".
وفى رد على سؤال بشأن احتياج مصر لذبح 21 من أبنائها فى ليبيا حتى تعلم أن خطر الإرهاب ينهش فى حدودها الغربية قال الرئيس السيسى "الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسمعها من الآخرين وليس منا؛ لأننى شخصيا حذرت ومنذ عامين فى خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب فى سوريا والعراق وكذلك ليبيا، وحذرت وأبديت مخاوفى من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب".
وأضاف: "وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن؛ لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب فى كل مكان، فى مصر والعالم العربى وحتى فى دول الخليج".
وفى رد على سؤال: "لكنكم تحفظتم على المشاركة فى التحالف الدولى ضد الإرهاب فى العراق وسوريا واكتفيتم بمشاركة رمزية.. قال الرئيس السيسى: "اسمح لى أن أقول أن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، وأكدت ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين استراتيجية وشاملة؛ لأن العمل العسكرى والأمنى فقط غير كاف، والأكثر من ذلك أننا فى مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب فى سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء فى السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وحول كيفية القضاء على تنظيم «داعش» قال الرئيس السيسى: "الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا، والتى أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل فى كل المجالات، لأننى أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها فى عمل عسكرى وأمنى فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا فى المنطقة".
وأضاف: "لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".. وتابع قائلا: "لا بد من التحرك الجماعى وأعنى دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر على الدور السعودى والمصرى والإماراتى كل على حدة، لا أنا شخصيا، ولا مصر، لا نبحث عن «دور» وإنما عن «حالة» عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات.
وقال الرئيس السيسى نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهى قوة عربية مشتركة"، وقال الرئيس فى رد على سؤال "هل تضغط عليكم جهات غربية لعودة «الإخوان» مرة أخرى؟" لا بد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون، من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط على دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية".. وأضاف "إن الإخوان المسلمين تلاعبوا بالرأى العام.. أين الدولة إذن؟ تقصد الآن (تلاعبوا بالرأى العام) أم سابقا؟ الآن..لا.. ولك أن تسأل المواطن العادى البسيط الغاضب من كل ما فعله الإخوان بالبلاد، هناك بالفعل حالة غضب وألام مصرية منهم (الإخوان)، وعلى أية حال منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصرى يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأى العام الذى استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده".
وفى سؤال حول الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة؟ قال الرئيس السيسى "الإعلام فى مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلى حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام؛ ما يتسبب فى حرج للدولة المصرية؛ لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية، ولكنه فى الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصرى والرأى العام".
وفى سؤال مرة أخرى.. ما الذى بقى من المصالحة مع قطر.. قال الرئيس السيسى: "كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربى الكبير".
وفى سؤال بصراحة.. ماذا تريدون من قطر قال الرئيس السيسى "نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا.. هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة فى صراع لن يقل عن 50 عاما.
وعن اعتقاده بأن هناك وسائل إعلام تستهدف الدولة المصرية وعما إذا كان يرى أن المنطقة العربية أصلا مستهدفة أم لا.. قال السيسى إن الركائز التى تستند إليها المنطقة العربية مستهدفة والقارئ والمواطن العربى يعرف ذلك".
وحول سد النهضة وكيفية رؤية انفراج الأزمة فى ظل الإصرار الإثيوبى على ذات الموقف.. قال الرئيس السيسى: "لقد أوضحنا للإخوة فى إثيوبيا موقفنا، وأكدنا الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، وكذلك احترامنا لحقهم فى التنمية، وهناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلى تحويل التفاهم إلى صيغة ملزمة للطرفين.. نحن نسير على الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما فى ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابى مع إثيوبيا".
وحول الأزمة السورية.. قال الرئيس السيسى: "الأزمة السورية معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات ومرشحة للزيادة، وقلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهى البحث عن حل سلمى سياسى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية.. هذا عنوان الحل والذى يشتمل على المعالجة المتزنة وحل الميليشيات والعناصر المسلحة، فهل هذا حياد؟
وحول بقاء بشار الأسد؟ قال الرئيس السيسى "هناك فرق بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات، ومعنى حل سياسى سلمى لن يكون الحل لصالح طرف واحد وإنما لصالح الجميع، وأعنى المعارضة والنظام فى ظل البحث عن مخرج حقيقي، ثم نبدأ فى معالجة الملفات الأخطر التى تؤثر على الأمن القومى العربى".
وعما إذا كان هناك اتفاق مع المعارضة السورية على هذه الرؤية المصرية قال الرئيس السيسى "إننا نتشاور مع الجميع حول الحل السياسى السلمى، مع دول الخليج والمعارضة ولا نفعل شيئا بمفردنا".
وبشأن الوضع فى اليمن؟ قال الرئيس السيسى "أستطيع القول بكل صراحة أن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا فى التعامل مع الأزمة اليمنية".
وحول تنامى العلاقة مع موسكو والحفاوة فى استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى القاهرة، وهل هى رسالة ذات مغزى لواشنطن؟
قال الرئيس السيسى "علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو، علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر.. دعنى أقل بوضوح "أن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية بالنسبة لنا، ونحن فى مصر نستقبل الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر التى تستقبل الجميع بهذه الحفاوة كما تصفها.
وأضاف: "ومن جهة أخرى، فأنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق فى تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع".
وفى سؤال: "علاقتكم مع واشنطن مرت بتطورات وتوترات منذ 30 يونيو، إلى أين وصلت اليوم.. قال الرئيس السيسى: "نحن حريصون على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم، ونحرص على شرح الظروف الصعبة التى تمر بها مصر، ومن غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، ولكن يمكن القول أن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث فى مصر تطورت للأفضل".
وفى سؤال: هل تعتقد أن الغرب لا يفهم الحالة المصرية.. قال الرئيس السيسى "الغرب بصراحة لديه اهتمامات كثيرة، ويمكن القول أن ما حدث فى 30 يونيو أمر فاجأهم بثورة شعب اختار طريقا يرتضيه، ولكن مصر منحت أصدقاءها وشركاءها الوقت والفرصة ليتفهم حقيقة الأوضاع، ولا شك أن الشركاء الأوروبيين كانوا أسرع فى فهم حقيقة الأوضاع فى مصر؛ نظرا لعوامل القرب الجغرافى والثقافة المتوسطية المشتركة".
وعن رؤيته لمستقبل المنطقة العربية؟
قال الرئيس السيسى "المنطقة العربية فى خطر وفى أضعف حالاتها.. والجسد العربى مثقل بالجراح، والرصد للواقع غير دقيق للأسف، وأتمنى أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربى.. أتمنى أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كى نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربى المشترك".
وفى سؤال بشأن وجود مخاوف من عودة رجال نظام مبارك من الأبواب الخلفية لإدارة الدولة المصرية؟ قال الرئيس السيسى "الشعب المصرى يتمتع بوعى غير مسبوق وبأكثر مما تتصور، ولن يسمح بالعودة للخلف وأنا معهم، ولا تنسى أن الشعب دفع فواتير التغيير".
وفى سؤال يقول: "الرئيس عبد الفتاح السيسى محسوب على من"؟.. قال الرئيس السيسى "أنا لست محسوبا على أحد، وكل ما أتمناه أن يوفقنى الله سبحانه وتعالى لتحقيق آمال وطموحات المصريين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة