عشرون عاما مرت على ولادتها، لديها ثقب بأذنها، وشعر طويل واسمها اسم بنت، ولكن لم تشعر يومًا بأنه يناسبها وربما تذمرت كثيرًا من طبيعتها، التى لا تشعر بالانتماء لها، دائما ما كان بداخلها نقص لا يكتمل ولا تدرى سببه، اعتقدت أن ثديها المسطح قد يكمل هذا النقص إذا أصبح أكثر بروزا، ربما حينها تشعر بالانتماء لبنى جنسها من الإناث.
اتجهت إلى أحد المستشفيات لإجراء جراحة تكبير ثدى ليكتشف الطبيب أنها ذكر !
ما سبق ليس قصة قصيرة من واقع الخيال، وإنما واقعة حقيقية تعرض لها مواطن مصرى عانى طوال سنواته من الضياع والشعور بالنقص، وعندما حاول الخروج من دائرة هويته الجنسية المضللة، وجد نفسه فى مواجه المجتمع الذى لم يتوان عن تعليق المشانق له وجلده على ذنب لم يرتكبه ولم يقدر حتى على استيعابه.
انتشر الخبر فى مصر كالنار فى الهشيم ثم هدأ كأى زوبعة أخرى، ولكن ترك خلفه العديد من التساؤلات التى تفرض نفسها، والتى يجب علينا استيعابها جيدا قبل التعامل مع تلك الحالات باستهجان أو سخرية.
فما سبب انتشار التشوهات الجنسية الخلقية وما هى أنواعها وكيف نكتشفها منذ الطفولة لتجنب وقوع كوارث فيما بعد ؟
أسئلة كثيرة استعنا فى الإجابة عنها بأستاذ طب الأطفال وحديثى الولادة الدكتور طلعت حسن سالم، والذى يؤكد على زيادة انتشار وظهور تلك الحالات فى السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من وجود العديد من الدراسات، التى أجريت للبحث عن أسباب العيوب الخلقية الجنسية للمواليد، إلا أنه وإلى الآن لم يتم تحديد سبب واضح لها، فيما كانت النتائج الترجيحية لأغلب تلك الدراسات ترجح أن السبب قد يكون ناتجا عن تناول المرأة فى فترة الحمل لعدد من العلاجات وخاصة الهرمونية.
وقد قسم الدكتور طلعت التشوهات الخلقية الجنسية لعدة أنواع، والتى يمكن ملاحظتها على الطفل بعد الولادة مباشرة.
الذكر الذى لا يمتلك أعضاء تناسلية واضحة
وهى من الحالات التى تظهر بوضوح بعد الولادة، خاصة التى تعانى من أمراض الخصية المعلقة، فغالبا يلاحظ الطبيب اختفاء إحدى الخصيتين أو كلاهما، وتزيد فرص الشك فى جنسية المولود عندما يكون العضو الذكرى قصيرا، وفى تلك الحالات يجب إجراء أشعة وفحوصات للطفل للتأكد من امتلاكه خصيتين، وتحديد مكانهما، وغالبا ما يستدعى الأمر تدخلا جراحيا سريعا لإنزال الخصيتين فى مكانهما الطبيعى داخل كيس الصفن، حتى لا يتعرضا للتلف وهو ما يصيب الطفل بالعقم النهائى فيما بعد، كما قد يسهم فى تحول الخصية المعلقة إلى أورام سرطانية.
أما فى حالة امتلاك الطفل لعضو ذكرى مع عدم وجود أى ملامح أخرى فيما حوله ككيس الصفن، هنا يجب إجراء فحص للكروموزومات وأشعة على الحوض وإذا أظهرت الفحوصات أن الطفل لا يمتلك خصيتين، وفى المقابل يمتلك أعضاء تناسلية أنثوية كالرحم والمبيضين، فى تلك الحالة يتم استئصال العضو الذكرى الذى غالبا ما يكون بظزا متضخما، وزراعة أعضاء تناسلية أنثوية خارجية وهو ما يمكن تأجيله إلى مراحل متقدمة من عمر الطفلة.
الأنثى التى تمتلك أعضاء أقرب للذكورة
وتلك الحالة تظهر لدى المواليد ممن يملكون أعضاءً تناسلية أقرب للذكورة، كعضو ذكرى بارز وشفرتين ملتصقتين، مع صغر حجم فتحة المهبل.
ويقول د طلعت: للأسف تلك الحالات إذا لم يتم تشخيصها فى البداية قد تؤدى إلى مشاكل كبيرة فيما بعد، وتكمن خطورة تلك الحالات عندما تتم الولادة فى المنزل وعلى يد "داية"، كما يحدث فى الأرياف، حيث يتم تشخيص الطفل أو الطفلة تبعا لقرب الشكل الخارجى للأعضاء التناسلية وميله الظاهرى إلى أحد الجنسين.
أما فى حالة الشك فى جنس الطفل فيتم بالطبع اتخاذ الإجراءات التشخيصية المعتادة فى تلك الحالات، وهى أشعة الحوض للكشف عن الأعضاء التناسلية الداخلية، مع إجراء تحاليل للهرمونات والكروموزومات، وهى التى تحدد جنس المولود كما تظهر الإشاعات وجود رحم ومبيضين فى موضع الأعضاء التناسلية الداخلية، ومن هنا يبدأ اتخاذ الخطوات الجراحية لعلاج الحالة بصورة سليمة والتى تتم من خلال تصغير البظر مع توسيع فتحة المهبل أو علاج أى قصور بها.
حالات وجود أعضاء ذكرية وأنثوية معا
وتعرف علميا باسم "الخنوثة الحقيقية" TRUE HERMAPHRODITISM وتلك الحالات تمتلك عضويين جنسيين كاملين معا، كما قد تختلط أشكال الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل غير واضح الملامح، ويتم هنا خضوع الطفل للتحاليل والفحوصات التى تقيس نسب الهرمونات والكروموزومات، ومقارنة نسبة الخواص الأنثوية والذكورية معا لتحديد نوع المولود.
وفى حالة توازى تلك النسب وتساويها معا، يعد هنا الشكل التشريحى الخارجى للأعضاء التناسلية فيصلا هاما فى تحديد جنس المولود، ففى حالة امتلاكه عضوا ذكريا كاملا يتم هنا استئصال المبيضين وغلق فتحة المهبل إن وجدت مع وضع الخصيتين فى موضعهما الطبيعى.
أما فى حالة وجود قصور فى العضو الذكرى فيتم استئصاله، مع استئصال الخصيتين، والبقاء على المبيضين وترميم الشكل الخارجى للجهاز التناسلى بما يتناسب مع الصفات الأنثوية التشريحية.
علشان ماتكتشفش بعد سنين إن بنتك ولد أو ابنك بنت.. تعرف على التشوهات الجنسية وعالجها بدرى.. تناول الحامل للعلاجات الهرمونية أهم الأسباب والأشعة وفحص الكرموزوم أفضل طرق التشخيص لتحديد جنس المولود
الجمعة، 13 فبراير 2015 11:58 ص
صورة أرشيفية
كتبت سارة حجاج
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة