ما بين أنانية النفس واحترام رغبات النفس لتحقيقها واحترام رغبات الآخرين.. خيط واهن ضعيف.. يقوى أو يضعف معتمدا على معايير متعددة أهمها المجتمع وثقافته عن مفهوم "الذاتية والآخر"... ولم يكن المجتمع بغافل عن هذا المفهوم.. ولكن بلا شك أنه أحيانا يتغافل.. معتمدا فى كلمة أحيانا على ما يريد أو مالا يريد...
الازدواجية.. هى الكلمة الواضحة فى تصرفات الكثيرين.. ومن الواضح أنها أصبحت "أسلوب حياة" فنحن نحب هذا وذاك ولكن لا نريد أن هذا أو ذاك يقترب من مناطق الأمان لدينا.. فهنا خط أحمر يفصله لكننا لابد أن نتذكر أننا نحبهم كثيرا ونراقبهم.. كمثال واضح لهذا..
ازدواجية التفكير لدى جمع غفير من الرجال فى "المرأة المتحررة" فرأى الرجل أنها امرأة طموحة وثائرة وذكية وكم يحب أن يتجادل معها ويتقرب إليها!..
ولكن هذا المثال لا يجب أن يكون فى بيته..
بربك.. إن لم تكن تحب هذا قريب منك.. فحبه وتقربك إليه يجعلك "متملقا"..
ورأى المرأة فى الرجل الذى يغلب رأى زوجته إن كان صحيحا..
إنه رجل ليس لديه شخصية قوية.. هو يحب أن يسمع لكلام زوجته كثيرا.. رجل يمشى على أهواء زوجته..
ولكنها تتمنى أن يكون هذا الرجل زوجها فإنه رجل يحبها وناضج كفاية لرؤية الحقيقة
وتقبلها حتى وإن كانت إلى جانبها.. "عقدة الست أمينة" أو "عقدة الساحر"
وهاتين العقدتين زادتا من خلافات قبول الآخرين وبالتالى قبول الاختلاف بين الرجل والمرأة لتتفاقم المشكلة إلى الاختلافات التى تنتج المشكلات المجتمعية السائدة فى الطلاق وجيل يأتى متفكك ومشوه ومشوش التفكير.
إنه مرض متفشى فى المجتمع المصرى.. نعم إنها ازدواجية التفكير أو بمفهوم آخر.. ملء الفراغات بإجابات غير الإجابات.
فقد تعلمنا منذ نعومة أظافرنا أن لا نترك فى أى امتحان سؤالا لا إجابة له حتى وإن كنا لا نعرف الإجابة فيحق لنا استخدام سلاح "الإفتاء".. المهم ألا نتركه بلا كلام..
وتعلمنا أيضا أن نجيب على بعض كما قال الكتاب وليس كما فهمنا وكما نريد أن نكتب بأسلوبنا
وتعلمنا أننا كى نكن ناجحين.. لابد لنا من حفظ الإجابات المثالية ودخول جامعات لا نريدها.. جامعات فقط للمجموع الكلى وليس للحب الكلى فى هدف ونجاح معين منقادين وراء أسطورة.. "كليات القمة" التى من خلالها غالبا ما نحقق ذواتنا من خلال الرؤية الأبائية لنا أيضا قبلها.. وتلك الأسطورة.. التى بانتهائها تنتهى معها أهدافنا التى سبق وأن "لم نضعها فى الأصل" لنتوه فى صحراء العلم حتى نملأ فراغات الأسئلة التى لا نعرفها لنتخرج بما لا نعرفه.. ليتبخر مالا نعرفه.. لتجدنا العمالة صحراء جرداء ونجد أنفسنا على اقرب مقهى او منزل مع شهاده لا نعرف عنها شىء بعد مقابلة لعمل يمت بصلة قرابة قوية لشهاداتنا الجامعية التى لا نعلم عنها شيئا سوى أننا حصلنا عليها نتيجة "ملء الفراغات" و"ملء الأسئلة".. بما لا يناسب إجاباتنا وما نريده. وغيرها من الأمثلة التى تربينا عليها ..والتى اصبحت تحثنا على حب شىء.. وعمل شىء آخر قول شىء.. وبداخلنا مقال آخر... وهكذا انتشرت الازدواجية فى جملنا وحديثنا وأفعالنا.. حتى اطفئت داخلنا شعلة الإبداع.
نورا عادل قلينى تكتب: عندما تصبح الازدواجية أسلوب حياة
الجمعة، 04 ديسمبر 2015 06:02 م
ورقة وقلم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة