استضاف فى برامجه «سجل مفتوح» إلى «أوراق وأحداث» وغيرها من البرامج العديد من الملوك والرؤساء والزعماء وصناع القرار فى العالم، إنه الإعلامى اللبنانى عادل مالك، صوت يدق باب الذاكرة الراقدة فى أعماق الوطن العربى فيصحو الحنين إلى وجوه طيبة كانت تضىء بالأبيض والأسود عالمنا العربى المتلون بألف لون الآن.
عادل مالك حاور السادات ثلاث مرات وقدم عدة حلقات من الجبهة أثناء حرب 1973، وهو الذى عقد جلسة الصلح بين عملاقى الغناء العربى عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش فى برنامجه، واستضاف أيضًا معهما نزار قبانى وبليغ حمدى، وهو من أكثر الإعلاميين الذين حاوروا «فيروز» و«الشحرورة»، وقدم الكثير من البرامج السياسية والثقافية والاجتماعية، «مالك» يفتح قلبه لـ«اليوم السابع» فى حوار خاص يبوح فيه بالكثير من الحكايات والأسرار التى يرويها لأول مرة.. وإلى نص الحوار.
لك العديد من البرامج التليفزيونية التى قدمت فيها حوارات مع شخصيات مؤثرة إلى يومنا هذا فى المجال السياسى والفنى.. فمن هو أول زعيم عربى أجريت معه أول لقاء؟
- بداية أستهل هذا اللقاء لأتوجه بالشكر الجزيل إلى «اليوم السابع» الغراء على هذه الاستضافة العزيزة، وفى الحقيقة فإن أول لقاء عقدته مع زعيم عربى كان مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان ذلك قبيل اندلاع حرب الخامس من يونيو فى العام 1967.. أما الزعيم العربى الآخر فهو الملك فيصل بن عبدالعزيز عاهل «المملكة العربية السعودية»، ومن المفارقات السياسية والمهنية أن الحديث مع الملك فيصل تركز على تدخل قوات من الجيش المصرى فى الحرب المستعرة آنذاك فى اليمن إثر قيام الانقلاب الذى أطاح بحكم الإمامة الملكية «أسرة حميد الدين والإمامين أحمد والبدر».. وفى هذا الحوار الذى أجريته مع الملك فيصل تحدث فيه العاهل السعودى عن التدخل العسكرى المصرى فى اليمن دعمًا للحكم الجمهورى، وفى تلك الفترة أمر الرئيس عبدالناصر بإرسال أعداد كبيرة من أفراد الجيش المصرى إلى «اليمن الجمهورى»، وكانت المفاجأة الكبرى إعلان الملك فيصل عن سقوط ما يزيد على عشرين ألف جندى مصرى ضحايا القتال فى اليمن.
من خلال متابعتك الإعلامية فى مشوارك الحافل، هل تستطيع أن ترصد لنا من هو أكثر الزعماء تأثيرًا فى العالم العربى؟
- ليس هناك من شخصية عربية مركزية وشاملة بمفردها يمكن اعتبارها الأكثر تأثيرًا، بل أجيب بأن فى كل فترة زمنية من التاريخ العربى المعاصر، كانت تظهر شخصية معينة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن التحدث عن الرئيس جمال عبدالناصر الزعيم الأوحد والأبرز فى حقبة الستينيات من القرن الماضى فى حين كان العاهل السعودى الملك فيصل بن عبدالعزيز، شخصية مهمة على الصعيد العربى لفترة زمنية أخرى ومختلفة.
لماذا؟
- لأن المواطن العربى إجمالًا يحب التعلق بالزعماء، فرأى فى الرئيس عبدالناصر من رفع صورة الإنسان العربى إلى مرحلة متقدمة فى العالم منذ ثورة 23 يوليو 1952.
ومن أهم الشخصيات السياسية التى استقبلتها فى برنامجك؟
- اللائحة طويلة جدًا وعلى سبيل المثال لا الحصر بالإضافة إلى ما سبق فى الحديث عن الرئيس عبدالناصر والملك فيصل فقد استقبلت العديد من زعماء لبنان والعرب والعالم، ومنهم الرئيس أنور السادات، الملك حسين، وجميع رؤساء الجمهورية فى لبنان منذ فترة الستينيات وحتى يومنا هذا، والملك الحسن الثانى «المغرب»، والملك عبدالثانى «الأردن»، والرئيس ياسر عرفات «فلسطين»، وعلى الصعيد العالمى أول رئيسة وزراء فى بريطانيا السيدة مارجريت تاتشر، الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير، زعيم الموحدين الدروز فى جبل العرب المناضل سلطان باشا الأطرش، رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندى، اللورد كارادون «صانع قرار مجلس الأمن الشهير رقم 242 الذى اعتمد كأساس لأى حل للنزاع العربى- الإسرائيلى بعد حرب الـ1967»، وإضافة إلى هذه الأسماء البارزة كان لى الشرف أن أقابل عددًا كبيرًا من رؤساء الحكومات العرب والأجانب، ووزراء خارجية هذه الدول.
لو نظرنا إلى الأوضاع السياسية فى العالم العربى حاليًا، فما رأيك فى ثورات «الربيع العربى»؟
- بصراحة ومن منطلق التحليل الموضوعى أقول: عندما بزغ فجر «الربيع العربى»، سادت موجة من التفاؤل بالتغييرات التى يمكن أن يفضى إليها، وفيما برزت الكثير من الإنجازات مع هذا العهد العربى الجديد، وقع الكثير من القضايا الإشكالية بين مختلف التيارات العربية السائدة فى تلك الفترة، وهذا ما أدى إلى خطوات تراجعية وارتدادات غير إيجابية على الصعيد العربى والعام.. كذلك كان يؤمل أن يحمل هذا الربيع وجوهًا وطنية وقومية بارزة فى العالم العربى من محيطه إلى خليجه، لكن هذا الأمر لم يحدث.
وكيف ترى الوضع اللبنانى الآن؟
- يمر الوضع الداخلى فى لبنان بأكثر الأوقات دقة، وما سيشهده الوسط اللبنانى هذه الأيام هو نتاج تراكمات عديدة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والوطنية والاجتماعية، إضافة إلى ترسبات من التقصير والتخبط.
ما رأيك فى حركة «طلعت ريحتكم»؟
- هى حركة فتية يتولى القيام بها بعض الوجوه الشابة المطالبة بالتغيير فى لبنان، ورغم أن هذه الحركة هى وليدة الأيام والأسابيع القليلة الماضية، فقد أمكن لهذا التجمع الشبابى من إيجاد بصمة واضحة لجهة أحداث تغييرات جذرية على الوسط اللبنانى.
وما تقييمك لـ«حزب الله»؟
- ليس لـ«حزب الله» فى هذه التحركات أى دور خاص أو مميز، سوى مواكبة التطورات الجارية دون المشاركة فى التظاهرات الشعبية إلا من جانب بعض الأفراد من المنتمين للحزب.. وكما نعلم فإن الحزب منهمك الآن بالقتال فى سوريا إلى جانب النظام، ومعروف مدى عمق وقرب العلاقة بين «حزب الله» والجمهورية الإسلامية فى إيران، لذلك فإن أى تحركات للحزب الآن أو فى أوقات أخرى تتحكم بها طبيعة العلاقات مع طهران.
ما رأيك فى الوضع الفلسطينى.. وكيف ترى الصراع العربى- الإسرائيلى؟
أولًا: إن حال التشتت والانقسامات التى تعصف بدول العالم العربى تركت الكثير من النواحى السلبية على فعالية التضامن العربى الداعم من حيث المبدأ للقضية الفلسطينية على أساس أنها القضية العربية المحورية والمركزية.
ثانيًا: إن التشرذم القائم داخل الصف الفلسطينى الواحد كان ولا يزال نقطة الضعف الكبرى، خاصة وأن الخلافات الفلسطينية ما بين الفصائل على اختلافها ما بين حركة «فتح» من جهة وحركة «حماس» ومنظمات الرفض الفلسطينية الأخرى، هذا الشرخ داخل أهل القضية الواحدة أساء كثيرًا إلى منطق الحراك الفلسطينى، وهو ما أضعف صدق النضال الفلسطينى الكبير، ورغم المساعى المكثفة التى قامت بها مصر من أجل رأب الصدع فشلت، بالإضافة إلى أطراف إقليمية فى لملمة الشتات فى الموقف الفلسطينى.
ثالثًا: إن وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة فى إسرائيل لن يساعد مطلقًا على التوصل إلى حل للمشكلة الفلسطينية على صعيد استرداد الحقوق والأراضى المغتصبة من جانب العدوان الإسرائيلى.
نعود بك إلى زمن الفن الجميل، حدثنا عن جلسة الصلح بين العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، كيف أعددت لهذه الحلقة التاريخية وشعورك بعد عرضها؟
- سقى الله تلك الأيام من فترة الزمن الجميل.. إن اللقاء الذى جمع بين العملاقين فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ هو لقاء تاريخى بكل معنى الكلمة، وإليكم القصة الكاملة: فى حقبة زمنية تعود إلى مطلع سبعينيات القرن الماضى نشب خلاف عميق بين الفنانين الكبيرين لعبت فيه بعض الأجهزة الإعلامية اللبنانية والعربية دورًا تحريضيًا لتعميق الخلافات. ومن منطلق حرصى على كرامة ورصيد فريد وعبدالحليم حافظ قررت التدخل شخصيًا بينهما لإصلاح ذات البين، وإزالة أجواء التشنج بين الطرفين. فالتقيت الراحل الكبير فريد الأطرش وعبرت له عن حالة الغضب الشديد حيال هذه الحرب الإعلامية، وقلت إن هذا الوضع لا يمكن ولا يجب أن يستمر بين القمتين الفنيتين، فبادرنى فريد بالدفاع عن نفسه، وأقسم أمامى أنه ليس هو من بدأ بهذه الحملة الإعلامية من الاتهامات وقلت: «على كل حال هذا الوضع لا يجب أن يستمر ويجب القيام بتحرك ما فى هذا الاتجاه، قال أنا أضع الموضوع بين يديك، ما الذى تراه مناسبًا فأنا على استعداد».
وبعدما أخذت الموافقة النهائية من الفنان العزيز فريد الأطرش توجهت إلى صديقى الآخر عبدالحليم حافظ الذى كان موجودًا فى لبنان، وتناولت معه ضرورة وقف هذا الخلاف مع «فريد»، عندها فوضنى عبدالحليم باتخاذ أى قرار أو موقف من شأنه قطع تلاعب بعض الإعلاميين والعبث بسمعة الفنانين الكبيرين، وتم الاتفاق على استضافة كل من فريد وعبدالحليم فى مقابلة تلفزيونية وحددنا الموعد لتسجيلها، ولدى وصول فريد وعبدالحليم إلى مبنى تليفزيون لبنان والمشرق خيم جو من التوتر بين الرجلين ثم تبادلنا بعض الآراء فى إدارة هذا اللقاء المشترك، وما أن أعطانى المخرج التليفزيونى للقاء إشارة الانطلاق قلت: أسعد الله أوقاتكم.. وأضفت: نعم إلى يمينى الفنان الكبير فريد الأطرش وإلى يسارى الفنان الكبير عبدالحليم حافظ نعم صدقوا!. وأضفت: إنها مفاجأة.. وهى مفاجأة سارة لمن تابع فى الأيام الأخيرة الحملات الإعلامية المتبادلة إلى الرجلين، لكن دعونا من كل ما مضى ونحن أبناء اليوم.. أبناء هذا اللقاء.. ثم تدرجنا فى الحوار وطلبت من الأستاذ فريد ماذا يريد أن يقول:
وبدأ فريد الكلام معبرًا بكل صدق عن احترامه وتقديره لـ«أخيه عبدالحليم». ثم أعطيت الكلام للفنان عبدالحليم، فقام بدوره بالإعراب عن احترامه وتقديره لفريد.. مضيفًا.. «أنا أعتبر الأستاذ فريد زى أبويا»، فاعترض بكل ود فريد على استعمال تعبير «أبويا»، فرد عبدالحليم: «ده أنت زى جدى»، وسادت بعدها أجواء الود الوفاق طوال اللقاء.. وربما يضيق المجال بتفاصيل اللقاء لكننى أوجز ما أقول: كان لقاء على مستوى القمة، وحفل بالأخلاق وشعور الاحترام المتبادل، وهكذا أضفنا هذا اللقاء التاريخى الوحيد بين العملاقين إلى الأرشيف المرئى التليفزيونى ليكون وثيقة مرئية مشتركة بين قطبى الفن عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وهناك الكثير من العبر التى يمكن استخراجها من هذه المقابلة التاريخية وفى طليعة ذلك هذا الرقى الحضارى فى الحوار بين قطبى الغناء العربى، كذلك يؤشر إلى الترفع عن الكلام المبتذل وعن لغة التخاطب الساقطة المتداولة بين بعض أهل الفن أيام ذلك الزمن الجميل والرائع الذى ننتمى إليه والذى نعتز به مدى العمر. وفى سياق متصل أكشف النقاب عن سر ولأول مرة وهو أننى اقترحت فى نهاية اللقاء إقامة حفل غنائى مشترك فى لبنان، تأكيدًا للمصالحة وتتويجًا للقاء التلفزيونى الرائع، لكن اندلاع الحرب الأهلية فى لبنان حال دون التمكن من إقامة الحفل المشترك، هكذا شاء القدر.. أما عن سؤالك عن شعورى بعد عرض هذه المقابلة، فأقول إننى شعرت بنشوة من الفرح الكبير.
فى هذا الإطار، من هو مطربك المفضل؟
- تسألنى عن مطربى المفضل فأجيب بصيغة الجمع وليس بصيغة المفرد، إذ لدى مطربون مفضلون من الذين ينتمون إلى الزمن القديم أبرزهم السيدة الخالدة أم كلثوم، والرائعة «فيروز»، إضافة إلى عبدالحليم وفريد، دون أن ننسى من القمم الفنية محمد عبدالوهاب، ووديع الصافى.
بصفتك من المقربين من السيدة فيروز.. ما سبب اختفائها عن الأنظار؟
- ابتعاد السيدة فيروز عن الأضواء ليس بجديد، فهى تؤثر الصمت والخصوصية على أى اعتبار آخر، وكلما طلب منها إجراء حديث صحفى أو مقابلة تليفزيونية تجيب: «أنا لا أجيد الكلام بل أغنى».. كذلك هى تفضل التركيز على تقديم حفل فنى أو أى عمل آخر.. وتترك لجمهورها العريض الحكم على العمل.
كيف ترى فيروز حال الفن الآن؟
- العنصر الأكثر أهمية عند السيدة فيروز هو حرصها الشديد على المستوى الفنى العام.. لذلك هى تتلقى العديد من العروض لتقديم حفلات سواء فى لبنان أو فى عواصم عربية، لكنها تعتذر عن عدم القيام بها لنفس الغاية، وهذا معروف عن السيدة فيروز حرصها الشديد على مستوى أدائها الفنى.
كيف ترى أسباب الهجوم على فيروز؟
- هذا أمر مؤسف جدًّا، خاصة استخدام الحملات الساقطة، وهذا الإسفاف المعيب، ولقيت الحملة الإعلامية الأخيرة على السيدة فيروز الاستنكار الشديد لدى الكثير من الأوساط، التى ساءها شن الحملات المغرضة فى الآونة الأخيرة، خاصة أن لصاحب هذه الحملة مصلحة شخصية معينة.
ويعلم الجميع من متتبعى سيرة السيدة فيروز أنها لم تدخل طوال مراحل حياتها فى أى سجال إعلامى، وتترك لجمهورها العريض الحكم على أعمالها الفنية دون الالتفات إلى أى حملة إعلامية شخصية.
وإذا كان من تفسير للحملة الأخيرة فإن بعض القائمين بها يعملون بموجب الشعار.. هاجم الكبار تصبح كبيرًا.. لكن احترام السيدة فيروز هو السائد، ولا تؤثر الحملات المغرضة فى النيل من هذه الفنانة الكبيرة.
ما أهم حوار فنى فى حياتك؟
- اللائحة غنية بالأسماء، لكن إذا كان لا بد من الاختيار فيمكننى أن أشير إلى اللقاء التاريخى الآخر الذى أجريته بين عبدالحليم حافظ والشاعر المبدع نزار قبانى.. وفى نفس هذا السياق أود أن أبوح لــ«اليوم السابع» ولأول مرة لأقول باعتزاز إننى توليت تأمين لقاء للتعارف بين عملاق الشعر نزار قبانى، وعملاق الفن عبدالحليم حافظ، وبعد هذا اللقاء ظهرت الأغانى الجديدة المغناة بصوت عبدالحليم وكلمات نزار قبانى لـ«قارئة الفنجان» و«رسالة من تحت الماء» إلى آخر سلسلة القصائد الرائعة.
ما رأيك فى حال الإعلام العربى الآن؟
- شهد الإعلام العربى فى ربع القرن الماضى العديد من التطور والفقرات النوعية، سواء من حيث التطور التقنى أو لهجة مضمون الفقرات الإعلامية، وإذا كان للإعلام ذلك البعد المتعاظم والخطير فى حياة الشعوب وبناء الرأى العام الناضج والصالح، فإن التجارب العميقة والمهمة تحمل الإعلاميين والإعلاميات الكثير من المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، خاصة فى المراحل الدقيقة التى نعيشها.. ومهما حملت الثورات التكنولوجية المتطورة التقدم المذهل والهائل فى المجال الإعلامى، يبقى العامل البشرى هو الأهم ويتنامى أكثر فأكثر دور الإعلام مع التكنولوجيا المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعى الخاص منه والعام.
ما الكلمة الأخيرة التى تود قولها فى نهاية هذا اللقاء؟
- فى نهاية لقائى مع «اليوم السابع»، أود أن أبوح ببعض الكلام عن علاقتى بمصر، وأهمها أننى أنتمى إلى جيل أبصر النور على حب مصر فعشقناها وتعلقنا بأطروحات القومية العربية فى عز الزخم القومى، الذى كان سائدًا فى المنطقة مع بزوغ فجر ثورة 23 يوليو عام 1952 وظهور نجم الرئيس جمال عبدالناصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة