بالصور.. عمال الطاحونة بالشرقية يروون ذكرياتهم عن الزمن الجميل.. مالكها: تعرضنى لخسائر كبيرة ولن أغلقها.. إحدى السيدات: كنا بنعرف أخبار القرية منها.. وبنفرح بجمع محصول القمح والقطن كفرحة العيد

السبت، 26 ديسمبر 2015 10:08 ص
بالصور.. عمال الطاحونة بالشرقية يروون ذكرياتهم عن الزمن الجميل.. مالكها: تعرضنى لخسائر كبيرة ولن أغلقها.. إحدى السيدات: كنا بنعرف أخبار القرية منها.. وبنفرح بجمع محصول القمح والقطن كفرحة العيد  عبد المعطى صاحب الطاحونة
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر ماكينة الطحين من أهم معالم القرى بالريف عامة، ومحافظة الشرقية بصفة خاصة، وذلك لأن محافظة الشرقية تضم أجود الأراضى الزراعية الخصبة لزراعة محصول القمح والذرة والشعير، وكان لزراعة وحصاد محصول القمح عند الفلاحين فرحة خاصة لا تقل عن فرحة العيدين، بحصاد محصول القمح من الأرض، حيث كان المزارعون يقضون فترة حصاد المحصول فى الأرض، وينامون فى الحقول مع بعضهم سويا ويتعاونون فى فترة الحصاد، ويرقصون ويغنون الأغانى المرتبطة بمرحلة حصاد القمح مثل "القمح الليلة ليلة عيده، يارب تبارك وتزيده" وبعد مرحلة الحصاد يقوم الفلاحون بدرس المحصول وتخزينه فى جولات من الخيش وبيع جزء منه لتسديد ما عليهم من ديون طوال العام وتخزين جزء آخر للأكل منه طوال العام لحين زراعة المحصول الجديد".

"اليوم السابع" يستمع لصاحب ماكينة طحين بقرية تل مسمار عن ذكرياته مع الماكينة


"اليوم السابع" زار قرية تل مسمار بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وتقابل مع "عبد المعطى بركات عبد المعطى" 47 سنة ليروى لنا عن ذكرياته مع ماكينة الطحين التى يمتلكها بالقرية، وتعد من بقايا الزمن الجميل، ليستدعى تفاصيل المهنة الأصيلة، والريف الذى لم يعد ريفًا.

قال "عبد المعطى" إنه ورث عن والده العمل بماكينة الطحين، وإنه لديه 3 أبناء يعملون معه بالماكينة، وإنه كان يقضى أغلب وقته بماكينة الطحين، وخاصة فى موسم الحصاد، حيث كان العمل فى الحقول يتم دائمًا فى صحبة و"لمة" كان العمل ليل نهار.

صاحب الماكينة يتعرض لخسائر كبيرة ويرفض غلقها


وتابع "عبد المعطى" أنه يتكبد خسائر كبيرة، من جراء حبه للماكينة ورغبته فى عدم غلقها، وخاصة أنه مرخصها ويحمل شهادة من السجل التجارى والضرائب بالماكينة، ولكن العمل بها أصبح لا يجيب همه على حد تعبيره، لأن الفلاحين بالقرية عزفوا عن طحن الغلال والحبوب، وعيشتهم ارتاحت وأصبحوا يعيشون على العيش من المخابز الآلية، التى دخلت القرى وأن المرض أصاب الناس من ساعة ما بطلوا يشتغلوا وارتاحوا، وأنه أسبوعيا يعمل بالماكينة بما يعادل نصف ساعة أسبوعيا، ولكن هناك بعض السيدات بالقرية من كبار السن يحبون العيش الفلاحى ويحرصون على طحن الغلال والخبز بالفرن الفلاحى، كما أن أغلب الأسر بالقرى يحرصون عند زفاف بناتهم بخبز عيش فلاحى لها، باستثناء ذلك لا يسمع صوت لماكينة الطحين بالقرية، مما دفعنى إلى عمل مزرعة دواجن كى أعيش منها أنا وأفراد أسرتى، ولكنى ما زلت محتفظا بماكينة الطحين لأنها بالنسبة لى تمثل تراثا غاليا على قلبى.

عامل بماكينة طحين: الدنيا زمان كان فيها خير وأهل الحضر كانوا يأتون للريف لكى يأكلوا العيش الفلاحى


وقال محمد عبد الله 75 سنة عامل بماكينة طحين بمركز كفر صقر بالشرقية، إن الناس الكبيرة زمان كانت "بركة" والدنيا كان فيها خير والحمير كانت بتحمل من النجوع والعزب وتأتى لطحن القمح والذرة بالماكينة، وكان هناك خير والناس كانت حريصة على أرضها وزراعتها وتشوين القمح والذرة حتى موسم الحصاد التالى، ماكنش فى حاجة اسمها نذهب "نجيب عيش من الطابونة" الفلاحين كانت "بتعجن الطحين" وبتصنع عيش فلاحى جميل، وكان له طعم ورائحة تشمها من على بعد أمتار، وكان أهل الحضر يأتون للريف عشان يتمتعوا بطعمه وأكله الجميل و"الجبنة القريش" و"الحادقة" لكن الآن الفلاحون تركوا أراضيهم واتجهوا للعمل بمصانع العاشر من رمضان، إلا قلة منهم والريف لم يعد ريفا حيث قام الفلاحون ببيع أراضيهم والبعض قام بالبناء على الأرض الزراعية الجميلة، وأصبح لا طعم للحياة والناس الحلوة بتاعة زمان راحت".

فيما كانت تمثل ماكينة الطحين بالريف جانبا اجتماعيا وسياسيا عند أهالى الريف، وخاصة أنها كانت المكان الوحيد بالقرية التى تتقابل فيها النساء بالقرية ويتحدثون عن أحوال الأهالى بالقرية ويعرفون الأخبار من "ماكينة الطحين" وأوضاع البلد.

سيدة مسنة: كنا نعرف أخبار أهالى القرية من الطاحونة


فيما قالت الحاجة "عزيرة مجاهد" 78 سنة ربة منزل من عزة الجمالى بمركز بلبيس، إن السيدات بالقرية كُنَّ يتشاجرن مع نساء منزلها على من تقوم بالذهاب إلى ماكينة الطحين لطحن القمح والشعير، حيث كانت الماكينة تعتبر المكان الأول الذى تتجمع فيه أخبار القرية، فكنا نعرف أى فتاة هتتزوج أو أى شخص بالقرية مسافر لأداء فريضة الحج وكنا نعلم بمرض أى شخص بالقرية من الماكينة وكانت الأخبار تنتشر كالبرق فى القرية، وكنا نعيش فى حب ومودة ونساعد بعضنا البعض فى حصاد محصول القمح وكنا ننام بالحقول مع أزواجنا وكان لمحصول القمح وجمع محصول القطن فرحة عندنا مثل فرحة العيد .


اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015

اليوم السابع -12 -2015









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة