ساعات بتحب تنزل تمشى لوحدك فى البلد، تُحضن الشوارع بعنيك وتبص فى وشوش الناس الطيبة وقلبك يقولك إن الناس دى تستاهل عِيشة أحلى ألف مرة من اللى هيا عيشاها، وأنت ماشى فى الشارع اللى هو فى قلب المحافظة هتلاقى وزارة عريقة بس للأسف جدران مبنى الوزارة عليها كمية تراب رهيبة.
طبعاً مش هقول اسم الوزارة علشان كل وزير يطلع يبص على مبنى الوزارة من برة أو يبعت حد يبص مكانه، وبعدين برضوا شكلها وحِش أوى لما مبنى الوزارة الرئيسى يكون عليه تراب كتير كدا، أومال أفرع الوزارة فى المحافظات هتبقى عاملة إزاى؟ أنا لو مكان الوزير أكلم المطافى تيجى بالسَوارى الطويلة بتاعتها علشان تغسل المبنى غَسلة كويسة، بس أنا أنصح معالى الوزير بلاش المطافى، علشان هتلاقى مانشتات الجرايد (حريق هائل فى مبنى الوزارة ــ فرض كردون أمنى أمام مبنى الوزارة ــ الحريق ناتج عن ماس كهربى ـــ داعش تُعلن مسئوليتها عن الحريق) ما هو بصراحة الجرايد عندها حق، يعنى هتكون عربيات الإطفاء رايحه تغسل مبنى الوزارة مثلاً.. أكيد فيه حريق.
بلاش الفكرة دى إحنا ممكن نِطَلَع حد فوق المبنى ويمسك خرطوم ويرش على جدران المبنى من فوق.. بس يبقا حظنا وحِش لو كان حد مِعدى ومعاه موبايل بكاميرا.. أكيد هيصور دى فرصة كبيرة، وهيرفعها على الفيس بوك والراجل اللى بيرش مية فوق الوزارة هياخد شهرة أكتر من الوزير نفسه، وهتلاقى هشتاج #الراجل_اللى_فوق_الوزارة يتصدر تغريدات تويتر، وهتلاقى برامج "التوك شو" بتستضيف الراجل ده وبتسأله عن الدافع اللى خلاه "يخاطر بحياته" ويمسك "خرطوم الغضب" أمام كاميرات المارة؟ وعن الرسالة التى يُريد إيصالها للمسئولين؟
سيادة الوزير الترابُ الذى أعنيه هو «الروتين» الذى يُعرقل الوزارة عن تلبية احتياجات المواطن، سيادة الوزير متوسط عُمر الوزير فى الحكومة لدينا هو ستة أشهر، لن يُذكر لك منها سوى ما استشعره المواطن من خدمة نالها، سيادة الوزير لن أقول لك انزل إلى الشارع ولكن اترك مكتبك الآن وانزل إلى إحدى البوابات التى تستقبل المواطنين فى مبنى الوزارة واصطحب مواطنًا جاء لتخليص خدمة له واحتسب كم قطع من الوقت وأنت معه لتخليص الخدمة؟؟ سيادة الوزير الوقت الطويل الذى يقضيه المواطن فى أقرب مكان منك وهو الوزارة لتخليص خدمته بحجة "إحنا شغالين بقانون" لهو الوقت الذى سيذكره التاريخ ضدك لاحقًا عن حقبتك فى الوزارة، سيادة الوزير امح أى قانون يُزهق وقت المواطن، سيادة الوزير اقض على أى روتين يمنع المواطن من أخذ حقوقه مهما كانت الحرب ضدك، سيادة الوزير الرجل الذى صعد إلى أعلى الوزارة ليُطهرها من الروتين والقوانين الجائرة هو "ضميرك" ولكن قد تُواجهك حرب صحافية أو إعلامية كبيرة أو من جهات بعينها تُهدد استمرارك فى منصبك.. تجاوزها ولا تلتفت فالتاريخ هو الذى سيُثبت لاحقاً قدرك ويكفى أن الوزارة ستظهر الآن بعد غسلها بالشكل الذى يجب أن تظهر به صرحاً عظيماً بارقاً برَّاقاً يفتخر المواطن بوجوده فى بلده.
محمد صبرى درويش يكتب: على فكرة مبنى الوزارة عليه تراب
الثلاثاء، 01 ديسمبر 2015 02:00 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة