نقلا عن العدد اليومى...
«للإنسان نصيب من اسمه».. هذه المقولة تبدو صحيحة إذا كانت تنطبق على حالة مثل أنغام، فهى النجمة التى اشتق اسمها من النغم والموسيقى والسحر، فهى صاحبة الصوت الناعم الذى خطف القلوب وأسر الجمهور منذ بداية ظهوره، اختياراتها الفنية وضعتها فى الصدارة دائما، أسلوبها فى الغناء يجمع بين خبرة نجوم زمن الفن الجميل وحداثة الفن المعاصر، أغنياتها تلمس الإحساس وتطرب الآذان وتبهج القلوب.
«اليوم السابع» احتفلت مع النجمة أنغام والشاعر أمير طعيمة الذى كتب 6 أغنيات فى ألبوم «أحلام بريئة»، بنجاح الألبوم، وتحدثا فى الندوة عن الموسيقى والشعر والغناء وكشفا كواليس الألبوم وأسراره.
ألبوم «أحلام بريئة» كشف عن حالة الوعى بالكلمة والموسيقى ويعكس حالة من التناغم الواضح بين فريق العمل.. حدثينا عن التجربة؟
- رغم أن هذا الحديث يسعدنى ولكن عندما أتأمل هذا الكلام قليلا أشعر فى نفسى بالظلم تجاه ما قدمته من قبل، خصوصا أننى لم أغير طريقة عملى وعلاقتى بمن أعمل معهم، دائما شعارنا الإخلاص والجهد فى العمل، خاصة منذ أن أصبحت اختياراتى لها اتجاه واضح وأصبحت مسؤولة عنها بعد أن كان والدى يقوم بهذا الدور وبدأت أتحكم فيما أقدمه من أغنيات وأتعاون مع ملحنين آخرين، فمثلا الشاعر أمير طعيمة له نجاحات كبيرة معى، كذلك الحال مع بهاء الدين محمد وكل من عملوا معى فى ألبوم «أحلام بريئة» كان لهم نجاحات كبيرة معى من قبل، ولكن يبدو أن غيابى عن سوق الألبومات لمدة 5 سنوات جعل عودتى للجمهور بعد «شوقة»، وهو ما قد يفسر سر الحفاوة وتقدير جهدنا فى هذا الألبوم، كما أن من أكثر الأشياء التى أسعدتنى هو أننى وجدت نقادا وصحفيين يكتبون مقالات عن الألبوم وعن الموسيقى وهذا كان متوقفا منذ فترة طويلة وأصبحت هناك حالة حراك عامة لدى الجمهور الذى بدأ بالفعل فى شراء النسخة الأصلية للألبومات، خاصة أن الشركة الموزعة داخل مصر وخارجها أخبرتنى أن الطبعة الأولى نفدت بعد طرح الألبوم بيومين فقط.
ألبوم «أحلام بريئة» هو الإنتاج الأول لأنغام.. كيف كانت التجربة؟ وهل وجدتِ صعوبات فى الإنتاج؟
- لم أجد صعوبة فى اختيارات الأغنيات والموسيقى لأن ما حدث فى ألبوم «أحلام بريئة» هو نفس ما يحدث فى كل ألبوماتى، ولكن ما تغير هو أننى أصبحت «موسوسة» أكثر، خاصة أنه مادام لديك جمهور يحبك فذلك يضع عليك مسؤولية كبيرة ويصبح شغلك الشاغل هو الأفكار الجديدة التى ستقدمها فى الفترة المقبلة، خاصة أن الجمهور المصرى يحب سماع أغنيات فى الحب فقط على عكس العالم كله الذى يغنى عن أى موضوع أو قضية، ولذلك نجد أفكار الأغنيات الجديدة عن الحب محدودة جدا، وهو ما أحاول أن أقدمه فى أعمالى فأركز على الفكرة التى لم يتناولها أحد من قبل مثل أغنية «أكتبلك تعهد».
أجلتِ تقديم أغنية «بقيت وحدك» للشاعر الراحل عصام عبدالله لأكثر من 15 عاما.. فما السبب وراء ذلك؟
- حصلت على أغنية «بقيت وحدك» عندما كان الشاعر الراحل عصام عبدالله يعرض على أغنية «وحدانية» وبمجرد أن وقعت عينى على كلمات أغنية «بقيت وحدك» وقتها، قلت له «تسمحلى آخذها لأنها عجبانى جدا ولكن مش هغنيها دلوقتى ومش عارفة إمتى هغنيها»، وبالفعل حصلت عليها وكانت مكتوبة بخط يده وبالقلم الرصاص، وقررت أن أغنيها بعد أن أنضج فنيا وإنسانيا، حتى تكون «لايقة» على حالتى، خاصة أنى لم أقرأ كلمات تصف الفراق بهذا بالشكل، ولو كنت قدمتها قبل الوقت الحالى لما كنت عبرت جيدا عنها.
والشاعر عصام عبدالله واحد من أهم شعراء مصر فى العصر الحديث، وكنت أشاهده دائما وأنا صغيرة فى استوديو «الدلتا» وكان يقف ويلقى أغنية «فى قلب الليل» كشعر قبل تلحينها، وكنت أستمع له وأنا غير مدركة لما يقوله، وعندما قابلته بعدما كبرت، قلت له إننى أتمنى أن أغنى من كلماته وعرض على وقتها أغنية «وحدانية» وشرح لى كلماتها والتى كانت بلهجة فلاحين مصر، وأعتبر نفسى محظوظة لتقديمى هذه الأغنية، ولم أتوقع نجاحها بهذا الشكل ونجاحها فاق نجاح الأغنية المثقفة والكلاسيكية وأتمنى أن أغنى أغانى آخرى لعصام عبدالله.
رأى البعض أن تقديم أغنية «بكره الموسيقى» باللهجة اللبنانى هى محاولة لاستنساخ السيدة فيروز.. فما تعليقك على ذلك؟
- أنا متأثرة بالست فيروز منذ طفولتى، ولكنى لم أقلدها أو أستنسخها، وحاولت أن أدخل سوق بيروت، وأن تكون أغنية «بكره الموسيقى» تحية منى لأهل لبنان، ولكن الأغنية ليست فيروزية، فهى كلاسيكية لبنانية وانجذبت لها لأن بها فكرة جديدة ومختلفة.
ترددت أقاويل بأن شركة روتانا طرحت ألبوم سميرة سعيد بعد ألبومك بفترة وجيزة لمنافستك.. فكيف ترين ذلك؟
- على العكس تماما ألبوم «عايزة أعيش» مختلف عن ألبوم «أحلام بريئة» فى الأفكار والموسيقى، وأرى أن طرح الألبومين فى وقت متقارب ذكاء كبير من الشركة، وسببه هو إنعاش سوق الموسيقى وليس ضرب ألبومى، وحتى يكون أمام الجمهور أنواع وألوان مختلفة من الموسيقى ليختار منها، وعلاقتى بالنجمة سميرة سعيد جيدة جدا ودائما على اتصال، ولا يوجد ألطف منها.
هل تعتبرين عدد مشاهدات الجمهور لأغنيات ألبوم «أحلام بريئة» هى مقياس نجاحه؟ وهل يقلقك عدد المشاهدات التى تحققها؟
- اليوتيوب وسيلة مهمة ولكنها لا تحدد مصيرى، ولكن ما أعتبره مقياس النجاح الحقيقى هو تقديم الأغنيات على المسرح بنفس الجودة الموجودة بالألبوم، والدليل أنه عندما قدمت أغنية «أكتبلك تعهد» على مسرح دار الأوبرا ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية تقبلها الجمهور بشكل رائع ووصل عدد مشاهداتها على اليوتيوب لـ3 ملايين مشاهدة فور نشرها.
ما هى الأغنية الأقرب إلى قلبك فى الألبوم؟
- أغنية «بقيت وحدك» فهى حالة خاصة بالنسبة لى، ومن الأغانى التى أشعر أنها قريبة منى، وليس من الضرورى أكون عشت حالة الأغنية لكن لابد أن أقدم الأغنيات التى أشعر أنها تلمسنى.
كيف استقبلت الكوميكس التى تداولها رواد الفيس بوك عن أغنياتك؟
- سعدت جدا بها لأنها دليل على النجاح وأجد أنها تعكس الذكاء الشديد وخفة دم الجمهور المصرى الذى استمع إلى الأغنية وجمع مشاهد من أفلام مختلفة تشبه كلمات الأغنية، وقمت بنشر هذه الكوميكس على صفحتى الرسمية بالفيس بوك.
وكيف كانت كواليس التعاون بينك وبين الشاعر أمير طعيمة خاصة وأنك تعاونتِ معه فى 6 أغنيات بالألبوم؟
- أنغام: أمير طعيمة شاعر ذكى وتجمعنى به كيمياء شديدة، فهو دائما ما يرانى فى الأغنيات التى يقوم بكتابتها، يعرف جيدا المناسب لى.
أمير طعيمة: أنغام من أصعب الفنانات التى يستطيع الشعراء التعامل معها، لأنها من أكثر المطربات التى تهتم بالكلمة ولا تحب أن تعيد فكرة قدمتها من قبل، وبالتالى الشاعر إذا لم يكن مذاكرا جيدا لتاريخ أنغام فلديه مشكلة بالتأكيد، ولذلك أرى أنه يجب أن يكون الشاعر الذى يتعاون مع أنغام واحدا من جمهورها قبل أن يكتب لها، ويجب أن تكون لديه خبرة فى أن يقدم فكرة لم تتطرق لها من قبل، وبالنسبة لى فالتعاون مع أنغام أسهل من التعاون مع أى فنان آخر، فأنا مقتنع بمشروعها منذ بدايته حتى من قبل تعاونى معها، وبحكم الصداقة بيننا فأنا أعتبر نفسى محظوظا للتعامل معها، وفى بعض الأحيان أحاول أجود «كوبليه» من إحدى الأغنيات فترفض بشدة وتقول لى «انسى مش هغير حاجة» على عكس مطربين آخرين تحب أن تغير وتعدل كثيرا، و«أحلام بريئة» أجهد أنغام بشكل كبير وبذلت به مجهودا مضاعفا فى تنفيذ الأغنيات، وبعد انتهاء طعيمة قالت أنغام: «أنا بدلع وأهنن العاملين بالألبوم وأنا آخر واحدة بتدلع».
كيف جاء تعاونك مع محمد رحيم؟
- أنغام: أحب ألحان محمد رحيم جدا، وجمعتنى به جلسة عمل وقام بعرض عدد من الأغنيات ولكننى لم أجد نفسى فيها، وفى نهاية الجلسة سمعنى أغنية «فنجان النسيان» وهو «بيقفل القعدة» فقلت له «هى دى» أغنية رائعة وقام بتلحين الأغنية من غير «فزلكة»، وأنا سعيدة بكل فريق العمل خاصة بنجاح «مادى» كموزع فى «أكتبلك تعهد» وإيهاب عبدالواحد ومحمدى كملحن وعصام حسنى كشاعر، وشريف بدر ملحن «شاطر» وسيكون له شأن كبير.
لماذا فضلت أن تظهرى بمظهر انهزامى فى أغنية «أكتبلك تعهد»؟
- طوال الوقت وأنا أفكر فى الموسيقى لأنها لعبتى، ولا توجد لدى هواية أخرى، وبالتالى بالى دائما مشغول بالفكرة التى سوف أقدمها فى أغنياتى، من الممكن أن أغير لفظا لكن لا أغير الفكرة، وعملى يتطلب منى أن أجسد المشاعر المختلفة التى تحس بها كل «ست» فى مواقف متعددة، دورى أن أحس بكل امرأة وأحاول أن أؤودى أدوارا مختلفة تماما مثل الممثل، فأنا لا أعبر عن مشاعر أنغام فى كل أغنياتى، وأغنية «أكتبلك تعهد» لا تنطبق على حياتى الشخصية لأننى فى الحقيقة لا أصل لتلك المراحل «أنا أشرس من كده بكتير» ولا أستأذن قبل قرار فراق شخص ما، بل أرحل فورا.
لماذا اعتمدتِ على التسويق الإلكترونى بصورة أساسية فى الألبوم؟
- لكى أصل لفئة الشباب الذين يتواصلون مع بعضهم عن طريق الإنترنت من خلال «الآى باد» والتليفونات، وبالتالى لابد أن أذهب إليه من خلال الوسيلة التى يتطلعون منها على العالم، وإلا فلن يرانى أحد.
من وجهة نظرك.. هل نجاح أغنيات الفرق المستقلة الكبير مع الجمهور أثرت على الاختيارات الموسيقية للنجوم السوبر ستارز؟
- لا أرى ذلك، وبالنسبة لى فأعتقد أن أنجح أغنية على مستوى الوطن العربى هى الأغنية الشرقية ذات الجملة اللحنية الأصيلة التى تشبهنا وتشبه ما أحب تقديمه منذ بداياتى، والفرق المستقلة فى مصر لديها مساحة أكبر من الحرية بالمقارنة بالسوبر ستارز لأن هذه الفرق تستطيع المجازفة بتقديم أى شىء «ولو ما نجحش النهارده هينجح بكرة» ولكن النجم السوبر ستار يكون لديه حسابات مختلفة لأن لديه جمهورا كبيرا ولا يملك رفاهية الفشل أو الإخفاق.
لماذا لا تقدمين حفلا بدار الأوبرا كل شهر مثلما كانت تفعل أم كلثوم؟
- هذا المشروع قيد التحضير بالفعل، ودكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا، لديها استعداد كبير، وإن شاء الله يتم تنفيذه قريبا.
فى تقديرك لماذا لا توجد المطربة الناجحة والممثلة الجيدة فى نفس الوقت مثل نجمات زمن الفن الجميل؟
- أنغام: لأنهم زمان كانوا يتعاملون مع الفنان كمشروع متكامل، فنجد مشروع اسمه «شادية» أو «سعاد حسنى» ونجد أعمالهم بها استعراضات وأغنيات، والمنتج يعرف عمله جيدا وكانت السينما تأخذ المطرب إلى السماء، وكان هناك مؤسسات ومنظومة متكاملة تقدم الفن لكن فى وقت ظهورى كانت كل أنواع الفنون فى طريقها للهبوط، ومن الجيد أننى موجودة حتى الآن فأنا «بصفق لوحدى»، وهذا توفيق من عند ربنا ولأننى لدى إصرار أن أكمل مشروعى ولكن لوحدى، والحمد لله ربنا أكرمنى بشعراء وملحنين مؤمنين بمشروعى.
وفى وقتنا الحالى أحب مشروع على الحجار ومشروع محمد منير وهانى شاكر من أحب الأصوات لقلبى.
لماذا لم نر لك عملا فنيا جمعك مع حميد الشاعرى؟
- حميد الشاعرى فنان من طراز مميز وقدم موضة جديدة فى الموسيقى بأغنياته، وكان هناك مشروع سيجمعنا سويا وكان يشبه «ستايل» حميد وفاتحته فى الأمر ولكنه اعتذر عنه.
كيف ترين أغنيات المهرجانات؟
- أغانى المهرجانات بنت بيئتها، وهذا شىء منطقى وبديهى أن تخرج موسيقى بنت البيئة مثل الرجل الذى يعيش فى الصحراء ويستخدم «البوص» لعمل ناى ويعزف منه موسيقى تعبر عن بيئته وبالتالى لا تصح مهاجماتها طوال الوقت.
هل ترين أن برامج المواهب تفيد المواهب الشابة فعلا أم أنها شو وسبوبة؟
- برامج المواهب تعطى فرصة أولى وظهورا جيدا للموهبة، وأتذكر أننى كنت أتمنى أن أظهر فى برنامج فى التليفزيون ولو مرة فى الأسبوع مع آمال فتحى أو فتحى عبدالستار وشكرى أبو عميرة وكنت أقف طابور مع عمر دياب وغيرنا من الفنانين وندخل نغنى أغنية وننتظر عرضها مرة فى الأسبوع وكان بالنسبة لنا شىء جيد جدا.
أى من المطربات تقدمين معها ديو مثلما قدمت مع الراحلة ذكرى؟
- الفنانة ذكرى كانت صاحبة شخصية طبيعية، وليس لها شبه، فهى بريئة جدا، وكانت البراءة سببا فى رحيلها، وعلى الساحة الفنية أرى أن صديقتى أصالة من أكثر المطربات التى أشعر أن أصواتنا «لايقة» مع بعض لأنه لا يوجد تشابه بيننا، وهى فنانة طيبة القلب وعفوية ومتصالحة مع نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة