ما يدخل الروح ويعبر عنها هو ما يبقى بالذاكرة فى النهاية، ما يجعلنا نتفاعل معه بدموعنا، وضحكاتنا وتصفيقنا الحار، ما يرسم بسمة مختلفة على وجوهنا تلمس أعماقنا الثرية، ما يخلق لنا جواَ نتقابل فيه مع من أحبوه وأخلصوا له حتى عرفوا كيف يشاركونا مشاعرهم وموهبتهم الصادقة، نختلف أحيانا فى وجهات النظر، ولكن نجتمع بالنهاية على حبه.. إنه الـــمـــســرح.
أغمضت عينى بيوم بعد انتهاء أحد العروض ومع دوى تصفيق الجمهور وتخيلت إذا لم يكن هناك مسرح هل كانت حياتى ستصبح بنفس الشغف؟ هل هنالك ما يُغنى عن المسرح ؟ أم أنه فريد لا يعوض دوره أحد؟
أؤمن فى العموم أن لكل منا دوره فى حياة من حوله الذى لا يعوضه أحد أى كان، وكذلك الفن وفروعه، فلا يوجد أبدًا ما يغنى عن المسرح وتفاعل الجمهور مع الممثل، والممثل مع تصفيق الجمهور وانحنائه وتحيته لهم التى تلخص العلاقة المُتبادلة بينهم المبنية على تذوق الفن والاحترام.
أتذكر صديقاً ممثلاً ومُخرجاً قال لى بيوم: المسرح بيجرى هنا، وأشار إلى عروق يده! توصلت بنهاية شرودى هذا فى أهمية المسرح أثناء تقديم المخرج لطاقم عمله وتصفيق الجمهور إلى أنه إن لم يكن هناك مسرح:
- لما كان لنا مُتنفساَ نعبر به عن أنفسنا ونناقش عن طريقه مشكلاتنا ونطرح من خلاله أفكارنا وأحلامنا بهذا التواصل الحى المباشر مع الجمهور .
- لما عرفت الكثير من الأصدقاء الذين أضافت صداقاتهم لى معان جديدة للحياة لم ألحظها من قبل.
- لما حاورت العديد من المخرجين والمسرحيين ورأيت بأعينهم هذه اللمعة الحالمة التى تقول كل شىء.
- لما فهمت أن هناك أشياءً بالحياة يمكن أن تعتبرها كأبنائك بالضبط الذين ترعاهم وتصب عليهم من المجهود والحب صبا كى ينجحوا ويتفوقوا بالحياة، ويرفعوا من شأنك عاليًا (كعرضك المسرحى مثلاَ)
-لما وجدت مادة للكتابة أحلى من الكتابة عن المسرح وأحداثه بفترة من فترات حياتى.
-لما وجدت ما يكسر خجلى الزائد بهذا الشكل السريع والذى كان يؤرقنى كثيراً قبل تعرفى على هذا العالم.
-لما شعرت بمتعة مشاهدة العروض المسرحية المختلفة التى تترك أثراً بالوجدان يختلف عن أى شىء آخر.
-لما تعرفت على أبواب الدنيا بحلوها ومُرها، وخيرها وشرها-فحقاً ما الدنيا إلا مسرح كبير- فإن أردت دخول نموذجاً مُصغراً لهذا العالم، فعليك بالمسرح.-
أفتح عينى أمام خشبة المسرح من جديد طاردة هذه الفكرة المُرعبة من ذهنى مستكملة تصفيقى مع الجمهور بانتهاء العرض الذى كنت أشاهده داعية دوام هذا التصفيق والاستمتاع وازدهار المسرح ليس ببلدى، أو على مستوى العالم العربى فقط، ولكن على مستوى العالم أجمع.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة