كان يتجول فى شوارع القاهرة المزدحمة حيث المحلات والفنادق الفاخرة والمقاهى ومئات البشر يتجولون، يحاول بهذا أن يخرج من هذه الحالة التى كادت أن تنهى حياته حزنا وألما.
وفجأة توقف أمامه هذا الشخص الأنيق والذى تظهر عليه علامات الثروة والسلطة، وبدت عليه علامات الترحيب والبهجة وسأله: موش برضه أحمد بيه؟.
فيرد الرجل: أحمد بيه مين حضرتك أكيد غلطان.
فيتابع أحمد بيه بتاع الرحاب وزوج بنت على بيه.
فيرد الرجل: أنا لا أعرف أحمد بيه ولا على بيه النمرة غلط يا أفندم.
فيرد الشخص الأنيق متأسفا وينصرف ويتركه يتابع سيره هائما فى شوارع القاهرة الصاخبة وأضواء المدينة الساحرة محدثا نفسه فى هذا الموقف الخاطئ، حيث تمنت نفسه لو أنه كان أحمد بيه.
يمتلك هذه الشقة فى الرحاب ومتزوج بنت على بيه وأكيد هناك السيارة الفاخرة والوظيفة الهامة وأثناء تفكيره هذا كاد أن يرتطم بأحد الأعمدة من شدة التعمق فى هذا الحلم العابر. يحلم بأن يكون شبه أى شخص آخر غير نفسه التى يرى أنها الأسوأ حظا. فهى تعطيه ظهرها كما يقولون ولا يرى منها سوى الجانب القاسى والبهدلة والإهانة. ولم يحاول أن ينظر للحياة نظرة أكثر عمقا، فالرؤية أصبحت ضبابية بالنسبة له.
كان يرى أن السعادة فى كل مميزات أحمد التى تمناها فى هذه الدقائق، وأن البؤس فى كل ما يعانيه هو فقط ولم يسأل نفسه هل يوجد على الأرض من يجمع كل شىء فى نفس الوقت؟ بالطبع لا. فكل واحد منا ينقصه شىء ما ويحصل على شىء ما .فالسعادة فى أن ترى ما تملكه فيطغى على ما ينقصك. هى الدنيا لا تكتمل ولا تعطى كل شىء فى كل وقت. فالصحة والمال والأولاد الصالحين والزوجة الصالحة والعمل المربح لا يمكن أن ينالهم الإنسان فى وقت واحد.
فأحلامك التى تتمناها من الممكن أن تصبح مصدر شقائك وما لم يخطر على بالك قد يكون مصدر سعادتك. عند خلودك إلى النوم وأنت متصالح مع الآخرين ومع نفسك ستجد السلام الداخلى يريح بدنك وقلبك. فأعمالك هى التى تحدد خط سير حياتك سواء كانت طيبة فتنعم أو سيئة فتشقى وتتعب.
فكلمة السر فى موضوع السعادة هى رضا الله عز وجل عنك فيرضيك بنعمه عليك، ويجعلك ترضى وتقنع وتشعر أنك تملك الدنيا .
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة