يشعرك الخوف بالعجز بسبب تداعياتك لأفكارك السلبية التى لا تنتهى، وخاصة عندما تهم بالقيام بعمل ما أو إنجاز مهمة ما، فينتابك الشعور بالخوف من انتقاد الآخرين لك، أو من تلقى الأحكام عليك فيما بعد لأنك قدرت الأسوأ وافترضت حدوثه، فتجد التوهم ينتابك بشكل دائم ويسيطر عليك بأن ما تقوم به لا يستحق التقدير وسوف يقابل بالرفض فتظل فى متاهة الخوف والرعب وعدم الحراك بخطوة إيجابية فتتقلص بداخلك روح المغامرة والإقدام والمخاطرة وبل ينتابك الشعور بضيق النفس الذى يلازمك وقد يسبب لك الإحباط وتفقد طعم الحياة وجاذبيتها.
ومن أكثر الأمور شديدة الخطورة عندما تشعر أن ما تقوم به هو سبب سعادتك الوحيد وانه لا يتحمل الفشل فيه، وانه الطريق الوحيد للحصول على التقدير المناسب، مما ينتابك الخوف المستمر ولا يجعلك تهنأ بحياتك، ذلك استنزاف لطاقاتك بل يشعرك بعدم الراحة مما يسبب لك القلق والتوتر المستمر، فالبدائل فى الحياة كثيرة ولا تتوقف سعادة أى إنسان على شىء بعينه، لذلك كن من أصحاب الرؤية العاقلة المفكرة المدركة ماذا تفعل وتريد بوجهتها الصحيحة وأن تعثرت فعليها إعادة تصحيح أوضاعها حتى تصل إلى هدفها.
يقول توماس كارليل: "فلتذهب إلى أقصى مدى يمكنك رؤيته، وعندما تصل إلى هناك فسوف يكون بإمكانك الرؤية لمدى أبعد".
لا تهتم بما سيقال عنك، بل اجعل كل تركيزك فى انجاز مهمتك، وأبذل قصارى جهدك وثق فى ذاتك وقدراتك، ولا تشغل بالك بما سوف يصادفك وقد يعرقل خطواتك، فقط أبدأ واستمر دون توقف نحو تحقيق أهدافك وتوغل داخل فكرك فى كل خطوة تخطوها وقيمها وصحح ما صادفك من سوء تقدير ونقص فى معلوماتك واكتسب الخبرة التى تساعد على الخطوة التالية، هذا أفضل لك من إنهاء عملك وتحطيم ذاتك لمجرد أن عملك لا يسير وفق ما خطط له، ولا يسير على أرض الواقع كما كنت تريد.
لا شك أن آراء الآخرين مهم لك وخاصة الإيجابية، ولكن إذا كان التفكير وحالة الخوف المستمرة من الانتقاد سينقص من قدر ذاتك، فذلك سيعود عليك بأسوأ النتائج، فقط تحرر من الخوف، ولا تفكر فى استحسان الآخرين، بقدر ما تهتم بعملك وتحقيق نجاحات متتالية وبخطوات ثابتة وواعية، وحتى تحرر وتشعر بالثقة فى ذاتك، كن على يقين أن أراء الآخرين ما هى إلا شىء يخصهم، هى أفكار وليست حقائق أكيده عنك، فأنت الوحيد الذى يملك حق تقدير الذات من الداخل.
أرفض صدى الأصوات الداخلية السلبية التى تستهدفك وتريد تدميرك، فأنت بخوفك وإدانة ذاتك فى معظم تصرفاتك تعلن الحرب عليها، وتجعل من نفسك كبش فداء لمخاوفك وهواجسك، فبدلاً من الأعذار والتبريرات والخوف من الأشياء السيئة التى قد تحدث، وتضخيمك للأشياء السلبية وإعطاؤها حجماً يفوق حجمها الحقيقى وتحاول أن تجعلها أمراً واقعياً بالرغم أنها عكس ما تتوهم. كونك تعيش بفكر مشوش شارد وغير واضح الرؤية وتسيطر عليك عاداتك السيئة التى تفقدك تركيزك والتى حتماً ستقودك إلى الفشل. يقول بيفرلى سيلز: "قد تشعر بالإحباط عندما تتعرض للفشل، لكنك ستحكم على نفسك بالفشل أن لم تعد المحاولة مجدداً".
تجاهل تلك الأصوات المخيفة والمرعبة بداخلك لأنها مدعاة للفشل، وعائق كبير للتطور، مما تحد من أفق شخصيتك فى الاستكشاف والتجريب، بل فكر بكل ما يرتقى بك، وأى إنجاز ستحققه سيعطى لحياتك رونق خاص بذاتك، وكل خطوة ناجحة تجعلك تتطلع لإنجاز جديد، اجعل شعورك جيداً تجاه نفسك، فعندما تكون ثقتك بذاتك منخفضة سوف تحصد نتائج رديئة، لذلك قدر ذاتك وأعطها كل اهتمام ورعاية بتعزيز تقديرك لها.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة