"رب صدفة تقود إلى جريمة"
الجريمة التى دارت أحداثها بشارع أبو الفدا الهادئ ربما تسببت الصدفة فى حدوثها، حيث تصادف تواجد الجانى بالمكان فاسترق السمع لحديث بين المجنى عليه "تامر توفيق" البالغ من العمر 48 عاما ويعمل "مهندس" وأحد أصدقائه الذى طلب منه مساعدته على الاستيقاظ لأداء صلاة العيد لكونه بمفرده بالشقة.
حيث قرر المتهم التسلل لمسكنه والاستيلاء على محتوياته، خاصة وأن الشقة التى يقيم بها الضحية كائنة بالطابق الأرضى وتطل نافذتها المصنوعة من "الألمونتال" على الشارع مباشرة وهو ما يسهل عملية الدخول بهدوء والحصول على مبتغاه دون أى مخاطرة.
المعركة الأولى وذبح شقيق السفير
فى الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الأضحى توجه الجانى إلى العقار وأخذ يتحسس طريقه حتى تأكد من خلو المكان من المارة وخلود حارس العقار إلى النوم بالغرفة الصغيرة الكائنة بمدخل العقار وصعد إلى النافذة وتمكن من فتحها بسهولة باعتباره معتادا على ذلك النوع من الجرائم وفور دخوله فوجئ بالمجنى عليه "المهندس" بمطبخ الشقة وبيده سكين" وفور مشاهدة المجنى عليه للمتهم حاول الاستغاثة ثم هاجم المتهم فأصابه بالسكين وسبب له جرحا ليشتبك معه المتهم وبعد مرور لحظات من الشد والجذب بينهما تمكن المتهم من استخلاص السكين من يد الضحية ثم سدد له طعنة برقبته فسقط على إثرها الضحية أرضا غارقا فى دمائه فاقدا لقواه ليستغل المتهم الموقف ويحصل على "يد الهون" ويسدد له عدة ضربات بالرأس حتى تأكد من مفارقته الحياة.
الجريمة الثانية وذبح والدة السفير
خلال تلك المعركة كانت والدة المجنى عليه "إقبال محمد" العجوز البالغة من العمر 78 عاما ترقد فى سريرها بغرفة النوم، ليفاجأ المتهم بها تستيقظ من النوم فحصل على العصا الخشبية"العكاز" الذى تستخدمه فى التنقل واعتدى بها على رأسها ثم سدد لها طعنه برقبتها أسفرت عن مقتلها فى الحال.
تخلص المتهم من أدلة الإدانة
عقب تأكد المتهم من خلو الشقة عقب ارتكابه الجريمتين جلس لحظات يفكر فى الخطوة التالية للجريمة التى لم يكن يتوقع حدوثها، حيث كان يهدف إلى تنفيذ جريمة سرقة فقط بعدما خطط لها جيدا، إلا أن الأمور سارت عكس اختياره، عثر الجانى على "قفاز طبى" فارتداه ثم فتش فى محتويات الشقة ليعثر على هاتف محمول و800 جنيه احتفظ بهما فى ملابسه، وقرر التخلص من أى أدلة من شأنها أن تقود أجهزة الأمن إلى هويته، خلع الجانى ملابسه وتوجه إلى الحمام فاغتسل من آثار الدماء التى لحقت به ثم خرج مسرعا من نفس النافذة التى دخل منها.
كيفية اكتشاف الجريمة
المرحلة الثانية فى الأحداث كانت كيفية اكتشاف حدوث الجريمة، إذ بعد مرور ساعات معدودة على وقوع الحادث، حيث استيقظ حارس العقار "عبد الموجود" واستعد لتهنئة سكان العقار المكون من 4 طوابق بعيد الأضحى توجه إلى شقة الضحية باعتبارها فى الطابق الأرضى وطرق الباب عدة مرات فلم يتلق أى استجابة، ولعلمه أن المجنى عليها تصاب عادة بحالة إغماء قرر الدخول للشقة من النافذة المطلة على منور العقار، وفور دخوله اكتشف جثة المجنى عليها ملقاة على سريرها غارقة فى الدماء وعثر أيضا على جثة ابنها فى المطبخ مفارقا الحياة.
سارع حارس العقار للاستغاثة بالجيران وسكان العقار وتم إبلاغ رجال المباحث، دقائق مرت قبل وصول ضباط مباحث قسم شرطة قصر النيل وتم كسر باب الشقة والعثور على جثتى الضحيتين لتبدأ المرحلة الثالثة الأصعب أمام أجهزة الأمن بكيفية اكتشاف مرتكب الجريمة.
كيفية التوصل للقاتل والقبض عليه
قيادات مديرية أمن القاهرة انتقلوا إلى مسرح الجريمة وتم وضع خطة بحث مكثفة وزادها اهتماما باعتبار أن المجنى عليهما هما والدة سفير مصر بإحدى الدول الأفريقية وشقيقه وتم فحص المترددين على الشقة واستجواب حارس العقار والسكان وإجراء التحريات حتى تم التوصل إلى أن أحد الأشخاص يدعى" عبد الله محى الدين" السابق اتهامه فى القضية رقم 9744 لسنة 2011م قصر النيل "شروع فى سرقة مسكن تردد على إحدى المستشفيات للعلاج من إصابة بيده نتيجة الاعتداء عليه بألة حادة.
ومن خلال تكثيف التحريات تم التوصل إلى أن المتهم متورط فى ارتكاب الجريمة، فتم إعداد عدة أكمنة له حتى تمكن المقدم محمد السيد رئيس مباحث قسم شرطة قصر النيل من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة وأرشد عن السلاح المستخدم فى الجريمة وملابسه الملطخة بالدماء.
وسرد المتهم تفاصيل ارتكابه الجريمة وإنفاقه المبلغ المستولى عليه لشراء بعض الاحتياجات الشخصية، وتم إحالته إلى النيابة التى وجهت له تهمة القتل العمد وتم اقتياده وسط حراسة أمنية مشددة لإجراء المعاينة التصويرية بمكان الحادث وأمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيق.
اليوم السابع انتقل إلى مسرح الجريمة حيث لاحظ حالة الحزن على سكان العقار بسبب الحادث، وذكر حارس العقار الذى بدا متحفظا أنه كان نائما بغرفته بمدخل العقار والمجاورة لشقة المجنى عليهما، إلا أنه لم يتنامى لسمعه أى أصوات استغاثة صادرة من الداخل خلال وقوع الحادث.
وأضاف أن المتهم تسلل عبر النافذة المطلة على الشارع واستغل عدم وجود أى مانع حديدى على النافذة، مؤكدا أن المجنى عليهما يقيمان بالشقة منذ سنوات طويلة ولم تشهد المنطقة أى حادث مماثل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة