ومن "الحداثة" ما قتل.. الأوروبيون يقتلون الهنود الحمر بالأوبئة.. و"الخمير الحمر" يقيمون محافل التعذيب باسم "المدينة الزراعية الفاضلة".. "والثورة الثقافية فى الصين" تقضى على الملايين

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 09:04 ص
ومن "الحداثة" ما قتل.. الأوروبيون يقتلون الهنود الحمر بالأوبئة.. و"الخمير الحمر" يقيمون محافل التعذيب باسم "المدينة الزراعية الفاضلة".. "والثورة الثقافية فى الصين" تقضى على الملايين الهنود الحمر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التطرف لا دين له يأتى من التعصب الدينى أو التعصب العرقى أو من الجنون الشخصى، يقضى على الإنسان الذى يمثل الحلقة الأضعف فى الصراع، يأخذ هذا التطرف شكل ديكتاتور أو فكرة يكون الإنسان هو ضحيتها فى النهاية.

الأوروبيون للهنود الحمر .. من لم يمت بالسيف مات بغيره


"من الذى بدأ الغناء هنا، من الذى أطلق الأصوات الأولى للغناء فوق هذه الأرض الواسعة إنها أصوات الشعب الأحمر الذى كان يتنقل حاملا خيامه ورماحة وسهامه .. ما الذى لم يقع فوق هذه الأرض؟ كل ما حدث لم أكن أريده، ولم يسألنى أحد، إنهم يأتون ويعبرون فى أرضنا وعندما يذهبون لا يتركون خلفهم سوى أنهار الدماء" أختم بمقطع حزين من بكائية زعيم هندى يدعى السحابة الحمراء أحد زعماء قبائل السيوكس الهندية، قالها وهو يتفقد المذابح وآثار الإبادة التى تعرض لها شعبه

كتب القائد الإنجليزى العام اللورد "جفرى أمهرست " فى خطابه إلى هنرى بواكيه " يطلب منه أن يجرى مفاوضات مع الهنود ثم يقدم لهم بطانيات مسمومة بالجدرى وقد أجابه بواكيه بقوله "سأحاول جاهداً أن أسمهم ببعض الأغطية الملوثة التى سأهديهم إياها وسآخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا أصاب بالمرض ".

عندما اكتشف الرحالة الإيطالى كريستوفر كولومبوس القارة الأمريكية ظن أنه وصل للساحل الغربى لبلاد الهند فأطلق على سكانها اسم الهنود الحمر بسبب لونهم المميز المائل إلى الحمرة .

أدرك المستعمر الأوربى بسرعة أنه أمام أرض الأحلام الغنية بالخيرات التى سيبنى عليها حضارة المستقبل، فشرع مباشرة فى عملية التخلص و الإبادة بدون رقيب ولا حسيب من البشر وغير مراع أى حرمة أو قانون أو إنسانية طمعا فى أرضه فاستخدموا البنادق وقتلوا كل من صادفوا من نساء وأطفال أو شباب وأحرقوا المحاصيل ليفتك بهم الجوع وسمموا الآبار وارتكبوا أبشع المذابح فى حق آلاف الهنود وعندما ضاق زعماء القبائل الهندية بما يحصل لشعبهم طلبوا عقد معاهدات سلام مع أنهم لم يقاتلوا البيض ولكن قد يبدوا منهم محاولات يائسة لمنع الأمريكيين البيض من الاستيلاء على أراضيهم أو خطف بناتهم وأبنائهم للعمل فى الحقول والمناجم حتى الموت

قاموا بعد هذه المعاهدات بإهداء الهنود الحمر مئات البطاطين واللحف بعد كل معاهدة يعقدونها معهم ولكن ما لا يعلمه هؤلاء المساكين ولم يخطر لهم على بال وحتى أنت أيها القارئ أن هذه الهدايا تم جلبها من المصحات الأوربية محملة بجراثيم ووباء الطاعون والدفتريا والحصبة و السل والكوليرا لتحصدهم حصدا دون أدنى جهد يبذله العدو وما يبقى منهم يتم حصده يدويا أعنى بالبنادق .. أنها حرب بيولوجية تم التخطيط لها بدقة واستعانوا فيها بالأطباء لإيصالها بطرق أمنه دون أن تنتقل إليهم , هكذا يملى عليهم الشيطان ويهديهم إلى أقصر الطرق و أخبثها .

كما رصدت السلطات الاستعمارية المكافآت والجوائز لمن يقتل هندى أحمر ويأتى برأسه سواء طفل أو امرأة أو رجل لا يهم المهم الرأس وقد كانت الجوائز عبارة عن 100 جنيه إسترلينى لرأس الرجل الهندى و50 جنيه إسترلينى لرأس المرأة أو الطفل كأسلوب جديد للإبادة الوحشية.

وسرعان ما انتشر الصيادون فى أرجاء القارة يجلبون الرؤوس بأعداد هائلة ثم اقتصروا على فروة الرأس ليخف عليهم العناء ولكى لا تزدحم عرباتهم الخشبية بالرؤوس وليستطيعوا تحميل أكبر عدد من فروات رؤوس الأطفال والنساء التى يتم سلخها وكان كثيراً من الصيادين يتباهون أن ملابسهم وأحذيتهم مصنوعة من جلود الهنود تفاخرا بقوتهم ومهارتهم فى الصيد .

ويروى السفاح الإنجليزى "لويس وتزل" (أن غنيمته من فرو رؤوس الهنود لا تقل عن 40 فروة فى الطلعة الواحدة ) وهذا يعنى أن عدد من يقتلهم فى الشهر 1200 إنسان وربما أنه عاش سنوات طويلة فى هذه المهنة الدموية ويعتبر "وتزل" اليوم من أبطال التاريخ الأمريكي!!!! .

ومن طرق الإبادة التى أقترفها الإنجليز التهجير القسرى للقبائل التى كانت تعيش قرب نهر الميسيسبى إلى مناطق موبوءة لا تصلح للعيش الآدمى فقد ترك مئات الألوف من الهنود منازلهم وحقولهم وهم يذرفون الدموع حزنا على فراق الأرض فى رحلة طويلة شاقة توفى خلالها الكثير بسبب المرض والبرد والجوع وقد سميت هذه الرحلة فيما بعد (بدرب الدموع) .

الإبادة الأولى فى القرن العشرين مسجلة باسم "ناميبيا"


وفقا للأمم المتحدة، فقد ارتكبت القوات الألمانية أول إبادة جماعية فى القرن 20بناميبيا التى كانت تعرف آنذاك باسم جنوب غرب أفريقيا الألمانية، فمع بداية عام 1868م سيطرت ألمانيا على شواطئ ناميبيا وبدأت الحملات التبشيرية والعسكرية عملها، وفى عام 1884م أعلنت ألمانيا ضم ناميبيا وأصبحت تحمل اسم جنوب غرب إفريقيا الألمانية.

وفى التسعينيات من القرن الثامن عشر الميلادى أجبرت ألمانيا وبقدر كبير من الوحشية قبائل الدامارا و الهيريرو على النزوح من منطقة وندهوك، وقد أثار هذا الإجراء سخط قبائل الهيريرو التى بدأت الثورة والتمرد عام 1904م. وقد واجهت ألمانيا هذه الحركة بقدرٍ كبير من القسوة والوحشية إلى أن أخمدتها فى عام 1907م وكان الثمن باهظًا، إذ قتل نحو 65,000 من جماعات الهيريرو، وفى عام 1915م هاجمت قوات جنوب إفريقيا القوات الألمانية المتمركزة فى ناميبيا وهزمتها.

الخمير الحمر .. "الشيوعية الأكثر راديكالية على الإطلاق"


بعد أن قام مسلحو جماعة "الخمير الحمر" باقتحام العاصمة الكمبودية بنوم بنه، فى أبريل 1975، أعلنت تلك الجماعة انتصارها على معارضيها، لتبدأ فترة "عهد الطغيان"، والتى يصفها كثير من المؤرخين بأنها "الشيوعية الأكثر راديكالية على الإطلاق."

وتضمنت برامج عمل تلك الجماعة سياسات قامت على إشعال حرب طبقية، سعت إلى تفريغ المدن، ومنع الأموال، وإعدام المثقفين، بل وإعدام أى شخص يرتدى النظارات، فى محاولة من أجل تأسيس "المدينة الزراعية الفاضلة."

ولكن بدلاً من تأسيس تلك المدينة المنشودة، انتهى الأمر بتلك الجماعة إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية، أودت بحياة ما يقرب من مليونى شخص.

فقد قام مسلحو الخمير الحمر بتحويل مبنى المدرسة الثانوية فى تول سلينج، إلى مركز للاستجواب، وسجن سرى يعرف بالرمز "إس-21"، فضلاً عن أنه رمز للوحشية، وبلغ عدد المعتقلين 20 ألف معتقل خلال مدة أربع سنوات، نجا منهم سبعة فقط.

ارتكبت الجماعة الشيوعية المتشددة جرائم كبرى خلال سنوات حكمها الأربعة، فمع اكتساحها العاصمة الكمبودية أجبروت 2 مليون شخص على العمل فى الزراعة، ومات جزء كبير منهم تحت ظروف عمل قاسية.

وألقى "الخمير" التعامل بالنقود وبدأوا إغلاق المعابد البوذية، والمساجد، والكنائس، والمحال التجارية الخاصة، وتحويلها إلى صوامع للحبوب، وسجون أو معسكرات لإعادة تعليم الشعب الكمبودى، وكان على الشعب الكمبودى ارتداء الملابس السوداء فقط، حيث كانت تعد الملابس الثورية من وجهة نظر الجماعة.

وفور صعودهم للسلطة، قتل "الخمير" آلاف الجنود والعاملين فى الجيش الكمبودي، فى عملية قالوا عنها إنها " تصفية من أجل بناء الثورة"، كما احتجزوا الأقليات الصينية والفيتنامية بدعوى اتهامها بالخيانة، بعدها تم تعذب هذه الأقليات وقتلها.

ماو تسى تونج والثورة الثقافية


فى عام 1966 تجمع فى "بكين" أكثر من مليون شاب من أعضاء الحرس الأحمر تحت شعار "العصيان حق" وكان متوسط أعمارهم ما بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة وبتحريض من "ماو" انطلقوا للبحث والتنقيب عن أى آثار أو دلائل عند أى شخص أو موقع لميول غربية، وعلى هذا الأساس، وبعد فشله وتراجعه أعلن "ماو" الثورة الثقافية واستمرت حتى عام 1969 وأسفرت عن مقتل ملايين الأشخاص وعززت موقعه كدكتاتور مطلق

وقد تولت زوجته جيانج كينج قيادة عصابة الأربعة الشهيرة وشكلت تياراً وحشياً دموياً بذريعة استمرار الثورة الثقافية ولتسحق المعارضة، فقام بإطلاق ملايين الطلبة من المدارس العليا والجامعات ليستخدموا كحرس حمر ولكنهم سببوا الفوضى فى البلاد، دافعين الصين الى حرب أهلية ضارية فى أكبر فوضى ماوية ذهب ضحيتها 70 مليون منهم 35 مليوناً زمن المجاعة الكبرى (1958 1961) و25 مليوناً فى مخيمات العمل وأيام الحرب والقحط والأجور البائسة والزهيدة.

ستالين.. الموت يحل كل المشاكل


تفوق ستالين على أستاذه لينين فى البطش والتصفية وترحيل الأعراق، وتطهير روسيا من بعض المثقفين والمعترضين بنفيهم إلى سيبيريا، وارتكب فظاعات إلى حد حدوث نقص حاد فى عدد الذكور فى روسيا وارتفاع نسبة الأيتام فى الشوارع.

عاش ستالين حالة نفسية مرضية، مليئة بالشك والارتياب إلى درجة لم يثق بأى شخص واتخذ قرارات فردية بإعدام الملايين لمجرد الشك والتخمين، كان شخصية عنيفة وقع فى ليلة واحدة فى 8 كانون الأول 1938 على قائمة بإعدام ثلاثين ألف رجل، ثم قام بمشاهدة فيلم «الرجال السعداء».

"الموت يحل كل المشاكل" نظرية ستالين التى ذهبت بـ20 مليون شخص يضاف إليهم 28 مليوناً مبعداً ومنفياً فى سادية موت فانتازية غرائبية: السعادة الكبرى هى اختيار العدو، أن تحضر ضربتك.. ثم تذهب به إلى النهاية» يقول ستالين.


موضوعات متعلقة..


- دول لا تردد "نشيدها الوطنى".. السعودية الفارق بين الموسيقى ووضع الكلمات 40 عاما.. والبوسنة والهرسك لا يحبون "موسيقى النشيد" الجديد.. وإسبانى يسعى للحصول على 500 ألف توقيع لإقناع البرلمان بـ"كلماته"













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة