لكن تناول وضع الشيعة فى مصر يكشف عن حالة من عدم التناغم تصل فى كثير من الأحيان إلى الصدام فهم بالمعنى الحرفى "شيعا" تتراشق الاتهامات بتلقى أموال من مصادر مشبوهة فى الداخل والخارج وتمخض هذا الصدام عن صراع على لقب زعيم الشيعة فى مصر، حيث تناوب عليه أكثر من شخص وأكثر من مجموعة فى أوقات مختلفة، ويمكن رصدهم على النحو التالى:
الدمرداش العقالى:
الزعيم الروحى للشيعة المصريين منذ منتصف السبعينات وحتى الآن وإن كان اعتزل العمل العام فى السنوات الأخيرة لأسباب تتعلق بالتقدم فى السن، ووفقا لسيرته الذاتية فإنه عمل مستشارا وكان عضوا بجماعة الإخوان قبل أن يتحول للتشيع، وهناك روايتان متداولتان حول أسباب اعتناقه المذهب الشيعى، حيث تشير إحداهما إلى أنه أثناء عمله قاضيا بمحكمة الأحوال الشخصية عرضت عليه قضية لامرأة تطلب الطلاق من زوجها لكن الأخير أبلغ المحكمة أنه طلقها غيابيا منذ عام على الرغم من أن السيدة أقسمت بأنه عاشرها معاشرة الأزواج منذ نحو شهرين، وهو الأمر الذى دعاه لبحث فى قضية الطلاق وتوصل إلى أن مذهب الإمام جعفر الصادق الشيعى هو الأفضل فى مسألة الطلاق.
أما الرواية الثانية فتعود إلى فترة عمله بالسعودية أثناء عمله كمستشار هناك، حيث حدث أن تم تحريز مجموعة من الكتب الشيعية وبعد قرأتها اقتنع باعتناق المذهب وبغض النظر عن صدق أى من الروايتين فإن العقالى دعم الوجود الشيعى فى المجال العام بأكثر من صورة منها أنه مارس العمل السياسى بأكثر من صورة فتولى منصب نائب رئيس حزب العمل فى بداية الثمانينات، كما تم تعيينه عضوا بمجلس الشورى من جانب الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وحدث أيضا أن دخل مجلس الشعب منتخبا فى نفس الفترة.
خلال السنوات الأخيرة ابتعد عن الوسط الشيعى لكن تصريحاته كانت تثير أزمات من فترة إلى أخرى مثل حديثه عن المجلس الأعلى لرعاية آل البيت الذى أسسه القيادى الشيعى محمد الدرينى بأنه مجلس موهوم.. والمعروف عن حياته الشخصية أنه كان متزوجا من آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر قبل أن ينفصلا، وأنه أيضا والد المستشار محمد الدمرداش العقالى.
أحمد راسم النفيس: كان عضوا بجماعة الإخوان قبل أن ينفذ إلى الوسط الشيعى فى بداية الثمانينات واستطاع أن يقدم نفسه باعتباره مفكرا شيعيا وأن يملأ حالة الخواء الفكرى التى كان يعانى منها الشيعة المصريين حتى صارت كتبه الآن منتشرة بقوة فى "قم" الإيرانية التى تعد مدينة الحوزة ومجالس العلم الشيعية الأبرز على مستوى العالم.
تنازع راسم النفيس مع صالح الوردانى بقوة على لقب مفكر الشيعة فى مصر، لاسيما أن الأخير استأثر به لسنوات طويلة قبل ظهور النفيس داخل الوسط الشيعى المصرى ووصلت الخلافات بينهما إلى ساحات القضاء بسبب حملات السب والقذف المتبادلة بينهما والتى تصاعدت عقب إعلان الوردانى فى 2007 ارتداده عن التشيع وهجومه القاسى على طهران.
ذهبت التفسيرات وقتها إلى أن النفيس انتهز الفرصة لتقديم نفسه إلى ايران باعتباره المفكر الشيعى الذى يمكن الاعتماد عليه فى مصر، ونظرا لأن الظروف الأمنية خلال عهد مبارك لم تكن تسمح للشيعة المصريين بالذهاب إلى إيران بشكل دائم فإن علاقة النفيس بطهران لم تختبر وقتها لكن بعد الثورة تزايدت معدلات زيارات النفيس إلى طهران وتزايد كذلك دفاعه عن السياسات الإيرانية فى وسائل الإعلام المصرية، حتى وإن اضطر لمخالفة الموقف الرسمى للدولة المصرية فى أمور مثل الحملة العربية على قوات الحوثيين فى اليمن والمعروفة باسم عاصفة الحزم.
أثناء عودة النفيس من زيارته الأخيرة إلى طهران، تم توقيفه فى مطار القاهرة وكان بصحبته مجموعة من النشطاء الشيعة المصريين أبرزهم الطاهر الهاشمى وعماد قنديل وقد بدى من الزيارة الأخيرة ومن النشاط المكثف على الأرض أن الثلاثى "النفيس والهاشمى وقنديل" هم الأكثر اتصالا بطهران والأكثر نفوذا بين الشيعة المصريين نظرا لأن الـ3 أسسوا جمعيات أهلية بعد الثورة واشتركوا فى مشروع حزب التحرير الشيعى وهو أمر استدعى الاتهامات بالحصول على تمويل من إيران لمباشرة هذه الأنشطة فى مصر.
وفقا لتصريحات النفيس والهاشمى وقنديل بعد الزيارة الأخيرة فإن أجهزة الأمن صادرت مجموعة من الكتب والسيديهات التى كانت بحوزتهم أما تصريحات خصومهم سواء مؤسسى الائتلافات السلفية مثل علاء السعيد ووليد إسماعيل أو حتى خصومهم من الشيعة مثل صالح الوردانى فقد اتفقت على أن ثلاثتهم ضبطوا وبحوزتهم مبالغ مالية تقدر بـ5 آلاف دولار لكل فرد، والغريب أن أحدا منهم لم يهتم بدفع تهمة التمويل عن نفسه.
صالح الوردانى:
فى حواره الأخير مع اليوم السابع روى صالح الوردانى أحد أبرز الباحثين الشيعة قصة علاقته بتنظيم المهدوية وهى قصة تحتاج إلى التوقف أمامها، حيث قال نصا: "إن هذا التنظيم عبارة عن مجموعة شيعية موجودة فى مصر الآن متمردة على التشيع ومثيرة للقلق فى الوسط الشيعى اسمها جماعة اليمانى وتعود نسبتها إلى أحمد الحسن اليمانى الذى يقولون إنه من سلالة المهدى المنتظر واحد الممهدين لظهوره حيث إن روايات الشيعة تشير إلى 12 شخصا يمهدون لظهور الإمام المهدى، ويقال إن هذا الرجل-أى اليمانى- يختبئ الآن فى البصرة وله أتباع فى العراق وأنه اصطدم بالمراجع الشيعية وهذا الشخص له أنصار فى مصر الآن وبعض الشيعة المصريين انشقوا وانضموا له".
وأضاف: "فى عام 2007 تلقيت اتصالا من شخص اسمه أبو زينب كان يحدثنى من دبى، وقال لى بالنص «عندى لك رسالة من الإمام المهدى» وعرفنى بنفسه وأنه عراقى لديه جنسية أسترالية ويقيم فى دبى وأبلغنى أن رسالته هذه حصل عليها من أحمد الحسن اليمانى وأنه يريد أن يلتقى بى"، مشيرا إلى أنه التقاه بالفعل فى الإمارات وجلس معهم فترة وعندما عاد عرفهم بالشيعة المصريين الذين لم يقبلوا بفكرهم بحسب قوله، لكنه مع ذلك يؤكد أن لديهم اتباع فى مصر.
القصة السابقة وكذلك اعترافه بأنه حصل بالفعل على تمويل من مؤسسة إيرانية لإصدار جريدة شيعية فى مصر خلال عهد الرئيس "المعزول" وصدر منها بالفعل حوالى 5 أعداد ثم توقفت بوشاية من أطراف شيعية أخرى، كل ذلك يؤكد أن صالح الوردانى الذى فر إلى سوريا قبل ثورة يناير ببضع سنوات وعاش هناك كلاجئ سياسى لاتزال لديه قدرة على التأثير فى أوساط الشيعة المصريين، حتى وإن ساءت علاقته مع طهران أو تمكن غيره من تصدر المشهد.
عاصم فهيم:
يعرفه تقريبا كل الشيعة المصريين رغم أنه بعيد عن الأضواء ويحب أن يبقى فى الظل دائما ولمن لا يعرفه فهو أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة برز اسمه بقوة بين الشيعة المصريين حين أسس مركز علوم آل البيت فى سنوات ما قبل ثورة يناير واختار له موقعا يبعث على الريبة، حيث كان مقر المركز فى المبنى المجاور لمقر القائم بالأعمال الإيرانى، وخلال أشهر قليلة من تأسيسه تحول إلى حسينية شيعية ومجلس عزاء وحوزة علم فى أن واحد، فى قلب الدقى، وكان لافتا إلى أن أعدادا كبيرة من العراقيين الشيعة المقيمين فى مصر بدأوا يتوافدون على المركز لممارسة شعائرهم الدينية إلى أن داهمت أجهزة الأمن مقر المركز فى إحدى المرات بعد احتفالية نظموها بمناسبة استشهاد الإمام على، وتسربت صورها إلى وسائل الإعلام.
كان عاصم فهيم يتجنب الصدام مع أجهزة الأمن ومن ثم قرر أن يهرب فجأة من مصر عام 2009 وبعدها ورد اسمه فى قضية لتنظيم شيعى ضمن عدد من عناصر الشيعة بعضهم تم إلقاء القبض عليه، وأبرزهم الداعية الشيعى حسن شحاتة قبل مقتله ووقتها ترددت أنباء حول وجوده فى سوريا لكن مقربين منه قالوا إنه كان يتواجد خلال هذه الفترة فى النجف بالعراق نظرا لأنه لم يكن يفضل الذهاب إلى طهران.
ظهر عاصم فهيم مجددا فى مصر عقب ثورة يناير وسط أنباء عن إعادة افتتاح مركز علوم آل البيت مرة
أخرى، لكنه كعادته حرص على ممارسة النشاط سرا، ولم يحدث أن اصطدم بأجهزة الأمن حتى الآن.
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن سوهاج
يجب ضرب هذا الكيان قبل فوات الاوان
نحن نحتاج الى قونون يجرم هذا الكيان باسرع ما يمكن
عدد الردود 0
بواسطة:
ا
البلد مفتوحة على البحرى جاء لها شيعة من العراق وسوريا دون تاشيرة او تدقيق
عدد الردود 0
بواسطة:
الحريه
مش مصردوله مدنيه