"صباحى لم يدل بصوته فى الانتخابات البرلمانية"، هكذا كانت إجابة المستشار على السيسى رئيس اللجنة الفرعية بمدرسة "السيدة خديجة" بالعجوزة، المقر الانتخابى الذى يقع اسم حمدين صباحى ضمن كشوف الناخبين المقيدين به، وبالرجوع إلى آخر ما صرحه به صباحى عن مشاركته فى العملية الانتخابية تجد أن إجابته كانت "ربما أشارك".
"ربما أشارك" إجابة لا تتسق مع دعوات حمدين نفسه للمشاركة فى أكثر من اجتماع للتيار الديمقراطى فى اعقاب مناسبات مختلفة، حيث قال إن الأصل فى السياسة هو المشاركة ومحاولة خلق مساحات، مستشهداً دائماً بخوضه الانتخابات فى ظل حكم مبارك وسط الانتهاكات والتزوير التى يتحدث عنها الكثيرين"، ويفتح عدم اتساق الإجابات التى أدلى بها المرشح الرئاسى السابق الباب أمام سؤال حائر لا يجد إجابة إلا لدى صباحى نفسه.. "هل أخفى المرشح السابق مقاطعته للانتخابات البرلمانية؟ ولماذا؟".
الدائرة التى من المقرر لصباحى الإدلاء بصوته به، اشتدت المنافسة فيها بين الدكتور عمرو الشوبكى الذى يحسبه الكثيرين على معسكر ثورة 25 يناير مقابل كل من نجل رئيس نادى الزمالك أحمد مرتضى منصور، علاوة على عبد الرحيم على الذى حجز مقعده فى البرلمان.
هذه المنافسة تجعلنا نعود إلى تصريحات "صباحى"، نفسه فى العاشر من أغسطس الماضى عقب اجتماع للتيار الديمقراطى عندما قال: "نحن نبحث ملف الانتخابات ونعلم أن البلد بها اتجاه يعبر عن نظام مبارك البائد الذى قامت الثورة ضده وهذا هو نظام نهب وفساد، وكذلك النظام الذى عبر عنه مرسى وهو نظام هيمنة واحتكار للدين وأيضا خرج الشعب ضده وهناك اتجاه ثالث وهو اختيار الشعب"، مشدداً: "علينا أن نجتهد حتى يجد الاتجاه الشعبى المعبر عن 25-30 له ممثلين عنه فى هذه الانتخابات"، وتابع: "نسعى فى هذه الاتجاهات لتوحيد كل من هو ليس منتمياً لنظام فساد مبارك ولا لاحتكار الدين لدى نظام مرسى".
وفى الشهر نفسه، حضر صباحى مؤتمراً للتيار الديمقراطى أكد خلاله أنه يثق فى وعى الشعب المصرى فى أن يختار "النائب الشريف" الذى لا يسعى لشراء صوته بالأموال، والذى يقدم له البدائل المقنعة فى القضايا التى تهم حياته اليومية، مشددا على أن بلورة الاتحاد الديمقراطى هو نقطة ارتكاز للتميز بين 3 اتجاهات هم تيار الفساد وتيار المتاجرة باسم الإسلام والتيار المعبر عن 25 يناير و30 يونيو، موضحا أن إعلان الحسابات الأخيرة للتيار الديمقراطى فى الانتخابات البرلمانية القادمة سيكون عقب إعلان الجدول الزمنى للانتخابات البرلمانية، مشدداً: "سيكون لنا حظوظ داخل البرلمان القادم"، وزيادة نسبتها سيتوقف بالأساس على حسن التنظيم بين القوى الديمقراطية".
وفى اليوم الأول من الانتخابات البرلمانية فى جولتها الأولى، حضر صباحى اجتماع للتيار الديمقراطى بمقر حزب الكرامة، وخرج بعدها التيار مؤكدا أن ضعف المشاركة يؤكد تحذيراتهم السابقة بشأن قوانين الانتخابات وتشويه ثورة يناير، إلا أنهم ظلوا على موقفهم فيما يخص المشاركة فى الانتخابات حيث أكدوا أنهم يدرسون تكثيف الدعم لمرشحى الكتلة الديمقراطية فى الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية.
ويبقى السؤال حائراً.. "هل أخفى صباحى مقاطعة للانتخابات، أم أن ضعف الاقبال هو ما دعاه لعدم المشاركة حتى لا يتم المزايدة على موقفه من الانتخابات من خلال نشطاء الفيس بوك ؟".. ويطرح هذا السؤال سؤلاً آخر من واقع النتيجة التى أعلنت فى دائرة صباحى بالإعادة بين نجل مرتضى منصور أمام عمرو الشوبكى.. "هل سيصوت صباحى للشوبكى فى معركة حسم المقعد الثانى بالدائرة فى ظل ما أكده تياره عن دعم مرشحى الكتلة الديمقراطية فى جولات الانتخابات المتبقية؟".
هل أخفى "صباحى" مقاطعته للانتخابات؟.. المرشح الرئاسى السابق شدد سابقاً على أهمية المشاركة وفرصة كتلة يناير فى حجز مقاعد بالبرلمان.. وقاضى لجنته أكد غيابه.. ويظل التساؤل: هل سيدعم "الشوبكى" فى الإعادة؟
الخميس، 22 أكتوبر 2015 01:26 ص
حمدين صباحى
تحليل: مصطفى عبد التواب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة