صدمة حضارية لهذه الفتاة التى ترسم صورة وردية عن الزواج وتتفاجأ بالواقع الأليم الذى يخلفه مشهد تنظيف المنزل، أو "نشر الغسيل" أو الوقوف لساعات داخل "المطبخ" إما لإعداد الطعام أو حتى لغسل أكوام الأطباق التى لا تنتهى.
هذا الجانب الحقيقى لا علاقة له بما ترسمه الفتاة لزوج المستقبل التى تتخيله دائماً سيشاركها الحياة بكافة تفاصيلها، وسيكون إلى جوارها دائماً فى كل الأوقات، لا تتخيله أبداً يلقى بحذائه فى منتصف الحجرة أو حتى يخلع "البنطلون" ويضعه على "كرسى السفرة"، كل هذا لا يأتِ فى ذهنها فقط صورته الوردية وهو يساعدها فى تحضير الطعام، أو مشاركته لها فى كل لحظة، ولأن هذه الأحلام الوردية دائماً ما تنتهى "بقلم بوابين" فيجب أن ينتبه كل شخص يُقدم على الزواج، حتى لا يكون الفشل حليفه، والحصول على لقب "مطلقة" أو" مطلق" كثمن أو ضريبة لأنه كما نعرف "القانون لا يحمى المغفلين أو الحالمين".
تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" مجموعة من الصور التى توضح ما هى شكل الحياة التى يرغب فى أن يعيشها الطرفان أو أن شكل هذه الحياة هو ما يتوقعه عن الزواج.
هذه الصورة من المؤكد أنها تحمل قدرا كبيرا من المبالغة، خصوصاً أن الرجال ليس لديهم الطاقة الكافية لأن يدخل قدمه فى "البنطلون" فما بالك بصبره على رسم "آيلينر".
مشهد لن تشاهديه إلا فى الأفلام الرومانسية فقط، واعلمى أن بعد الزواج ستكون مهمتك أنتِ أن تفعلى لها كل شىء بداية من "الشراب" وصولاً إلى تصفيف الشعر.
يجب أن تكون على دراية بحقيقة الوضع بعد الزواج، حتى لا تصابين بصدمة، قد تكون سبب فى الانفصال أو الطلاق.
مساعدته لكِ فى المنزل، درب من دروب الخيال، عزيزتى الأنثى كونى أكثر واقعية "عشان محدش يضحك عليكِ".
الجلوس بهذه الطريقة الساحرة مع الزوج فى أوقات رومانسية، حدث لن تشاهديه إلا مرة كل عشر سنوات، فلا تبنى قصورك وأحلامك الوردية على تخيلات لم تحدث.
حلم كل فتاة أن تشارك زوجها أثناء "لعب البلاى ستشين"، وبالتأكيد هذا لن يحدث وإن حدث سيكون مرة واحدة فقط بعد أن يثبت له بالدليل القاطع أنكِ لا تصلحى لتشاركيه.
هذه الصورة الوردية التى يتخيلها جمهور فيس بوك عن الزواج، وتأثيرها على شكل العلاقات فيما بعد "الصدمة"، تتحدث خبيرة العلاقات الزوجية فاطمة السعيد عما يحدث بعد الزواج والذى ينتهى أحياناً بالطلاق، تقول لـ"اليوم السابع" تعليقاً على المشاهد السابق ذكرها التى يتخيلها الشباب والفتيات عن الزواج تقول: "فى الحقيقة الشباب يخدع نفسه ويتخيل صورا وردية لا وجود لها على أرض الواقع، ولا أعلم لماذا يحدث هذا، فالزواج ليست تجربة خفية علينا، من الممكن أن يتعرف الطرفان على حقيقتها من خلال العلاقات والتجارب المختلفة المحيطة بهما، فرفضهما للشكل التقليدى لبعض علاقات الأزواج يدفعهما للتفكير بهذا الشكل السينمائى الخيالى الذى لا يمت للواقع بصلة".
وتضيف فاطمة: "هذا التخيل الطفولى لشكل العلاقة بين الأزواج يقودنا إلى التعرف على الأسباب الحقيقة لتزايد حالات الطلاق والانفصال التى زادت فى الفترة الأخيرة، وأصبحت ظاهرة، فجزء من فشل العلاقات، هذه التى تبنى على أحلامنا الوردية، ويجب أن يلعب الأهل هنا دورا فى توعية الطرفان بحقيقة هذه العلاقة، وأننا نملك بأن نجعلها أفضل وكذلك نملك العكس، وحتى إذا كانت رائعة فهذا لا يمنع أنها ستكون خالية من الخلافات والمشكلات الطارئة، التى يجب التعامل معها بحذر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة