الفلسطينيون يكتبون شهادة وفاة "فتح" و"حماس" فى ميادين القدس وغزة.. "الانتفاضة الثالثة" تقترب من حاجز الـ40 شهيداً.. وهنية وأبو مازن "خارج الخدمة"
الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 12:00 م
الطفله رهف
تحليل يكتبه: محمود جاد
عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فى مواجهة مرشحة للتصاعد، وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم، كانت تلك خيارات الفلسطينيين طوعًا وبكامل إراداتهم، قرروا النزول إلى الشوارع والميادين، دون أن ترهبهم مجنزرات الاحتلال، ولا الطوق الأمنى حول الأقصى، لم تعد شعارات حماس وصواريخها البالية كافية لإرغامهم على الصمت فى غزة، ولا مواءمات فتح وتلويح الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمقاطعة أوسلو، كفيلة بالصبر على جرائم المحتل وانتهاكاته.
يتأمل الفلسطينى المشهد جيدًا، ويختار «الانتفاضة الثالثة»، لم يجن أى مكاسب من نزاعات فتح وحماس، ولم تكفل له السلطة الفلسطينية يوما عيشا كريما.. يتابع الفلسطينى نشرات الأخبار ويرى كيف انغرس ملوك العرب ورؤساؤهم فى معاركهم الداخلية، لا جار اليوم ولا سند.. مصر تحارب إرهاب لا دين له، والمملكة العربية السعودية تحارب الزحف الحوثى الذى يقترب من حدودها مع اليمن، لم تعد دمشق عاصمة ضغط قادرة على إعلاء كلمة المقاومة، ولا قادرة على استقبال رئيس للسلطة.
لم تعد إيران الفائزة فى معاهدة مشروعها النووى فى حاجة إلى تعكير صفو علاقاتها مع الغرب بدعمها حركة حماس كما كان فى الماضى. ولم يعد فى وسع أردوغان إطلاق سفن لفك حصار غزة بعدما أصبحت شواطئ تركيا ملاذا للاجئين من دول الجوار.
اختار الفلسطينى الانتفاضة الثالثة بكامل إرادته، ليوجه صفعة مدوية لحركتى حماس وفتح، قبل أن يوجهها للمحتل الإسرائيلى.. كانت الصفعة قوية لحركة حماس حين بدأت شرارة الانتفاضة من القدس والضفة الغربية، ليبرهن الفلسطينيون على أنه لا فضل لغزاوى على عموم الفلسطينيين فى الانتفاضات والثورات، وكانت الصفعة قوية أيضا حين نزل أهالى غزة إلى الميادين فى وجه سلطات الاحتلال دون إذن من حركة حماس.
يكتب الفلسطينيون اليوم شهادة وفاة رموزهم ونخبهم، يكتبون شهادة وفاة من اختاروا الغرف المكيفة، واستجداء تدخل المجتمع الدولى، ومن اختاروا السير فى مواكب محاطة بحراس مقنعين، ويرفعون لواء مقاومة لا يمارسونها.. يكتب الفلسطينيون اليوم شهادة ميلاد انتفاضة جديدة، هم رموزها وأبطالها، بعدما انتهى دور فرقاء المشهد الفلسطينى.
تقترب الانتفاضة الثالثة من حاجز الأربعين شهيدا، ولاتزال حماس منغمسة فى البحث عن موارد أخرى للثروات بعد انهيار تجارة الأنفاق، أمام الإجراءات الاحترازية المشروعة التى تتخذها مصر فى رفح، تواصل الانتفاضة دفاعها عن الأقصى بالإنابة عن عموم المسلمين ودول العرب، بالسكاكين وبأبسط الأسلحة وأقل العتاد، فى الوقت الذى تتمسك فيه السلطة الفلسطينية بتدمير كل ما لديها من تاريخ زعيمها الراحل ياسر عرفات.
بإرادة حرة، اختار الفلسطينيون اللاحزبيين المقاومة بلا شعارات، بصدور عارية اختاروا أن يكتبوا سطور النهاية فى تاريخ النخب الفلسطينية، عبر صناديق اقتراع أو بدونها، فلا مكان اليوم لإسماعيل هنية، رئيس أول حكومة منتخبة من حركة حماس، ولا مكان اليوم للرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعدما تبددت كل وعوده بتحقيق السلام عبر خيار التفاوض.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشرات الشهداء ومئات الجرحى، فى مواجهة مرشحة للتصاعد، وضعت الجميع أمام مسؤولياتهم، كانت تلك خيارات الفلسطينيين طوعًا وبكامل إراداتهم، قرروا النزول إلى الشوارع والميادين، دون أن ترهبهم مجنزرات الاحتلال، ولا الطوق الأمنى حول الأقصى، لم تعد شعارات حماس وصواريخها البالية كافية لإرغامهم على الصمت فى غزة، ولا مواءمات فتح وتلويح الرئيس الفلسطينى محمود عباس بمقاطعة أوسلو، كفيلة بالصبر على جرائم المحتل وانتهاكاته.
يتأمل الفلسطينى المشهد جيدًا، ويختار «الانتفاضة الثالثة»، لم يجن أى مكاسب من نزاعات فتح وحماس، ولم تكفل له السلطة الفلسطينية يوما عيشا كريما.. يتابع الفلسطينى نشرات الأخبار ويرى كيف انغرس ملوك العرب ورؤساؤهم فى معاركهم الداخلية، لا جار اليوم ولا سند.. مصر تحارب إرهاب لا دين له، والمملكة العربية السعودية تحارب الزحف الحوثى الذى يقترب من حدودها مع اليمن، لم تعد دمشق عاصمة ضغط قادرة على إعلاء كلمة المقاومة، ولا قادرة على استقبال رئيس للسلطة.
لم تعد إيران الفائزة فى معاهدة مشروعها النووى فى حاجة إلى تعكير صفو علاقاتها مع الغرب بدعمها حركة حماس كما كان فى الماضى. ولم يعد فى وسع أردوغان إطلاق سفن لفك حصار غزة بعدما أصبحت شواطئ تركيا ملاذا للاجئين من دول الجوار.
اختار الفلسطينى الانتفاضة الثالثة بكامل إرادته، ليوجه صفعة مدوية لحركتى حماس وفتح، قبل أن يوجهها للمحتل الإسرائيلى.. كانت الصفعة قوية لحركة حماس حين بدأت شرارة الانتفاضة من القدس والضفة الغربية، ليبرهن الفلسطينيون على أنه لا فضل لغزاوى على عموم الفلسطينيين فى الانتفاضات والثورات، وكانت الصفعة قوية أيضا حين نزل أهالى غزة إلى الميادين فى وجه سلطات الاحتلال دون إذن من حركة حماس.
يكتب الفلسطينيون اليوم شهادة وفاة رموزهم ونخبهم، يكتبون شهادة وفاة من اختاروا الغرف المكيفة، واستجداء تدخل المجتمع الدولى، ومن اختاروا السير فى مواكب محاطة بحراس مقنعين، ويرفعون لواء مقاومة لا يمارسونها.. يكتب الفلسطينيون اليوم شهادة ميلاد انتفاضة جديدة، هم رموزها وأبطالها، بعدما انتهى دور فرقاء المشهد الفلسطينى.
تقترب الانتفاضة الثالثة من حاجز الأربعين شهيدا، ولاتزال حماس منغمسة فى البحث عن موارد أخرى للثروات بعد انهيار تجارة الأنفاق، أمام الإجراءات الاحترازية المشروعة التى تتخذها مصر فى رفح، تواصل الانتفاضة دفاعها عن الأقصى بالإنابة عن عموم المسلمين ودول العرب، بالسكاكين وبأبسط الأسلحة وأقل العتاد، فى الوقت الذى تتمسك فيه السلطة الفلسطينية بتدمير كل ما لديها من تاريخ زعيمها الراحل ياسر عرفات.
بإرادة حرة، اختار الفلسطينيون اللاحزبيين المقاومة بلا شعارات، بصدور عارية اختاروا أن يكتبوا سطور النهاية فى تاريخ النخب الفلسطينية، عبر صناديق اقتراع أو بدونها، فلا مكان اليوم لإسماعيل هنية، رئيس أول حكومة منتخبة من حركة حماس، ولا مكان اليوم للرئيس الفلسطينى محمود عباس، بعدما تبددت كل وعوده بتحقيق السلام عبر خيار التفاوض.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة