تنوع نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضى، بين اجتماعات للبحث فى عدد من الملفات الداخلية، ولقاءات مع وفود خارجية، وإصدار عدد من القرارات الجمهورية.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوع الماضى باستقبال خوسيه مانويل جارثيا مارجايو وزير الخارجية والتعاون بمملكة إسبانيا، وبرفقته نائب وزير الخارجية لشئون أفريقيا والبحر المتوسط والشرق الأوسط وسفير إسبانيا بالقاهرة، وذلك بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، حيث تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية الإسبانى نقل للرئيس السيسى فى بداية اللقاء تعازى بلاده فى استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الإرهابى الذى وقع فى سيناء، مؤكدًا وقوف إسبانيا إلى جانب مصر فى مواجهة الإرهاب.
كما وجه الوزير الإسبانى الشكر لمصر على مساندتها لترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، معربًا عن تطلع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشترك فى المرحلة المقبلة لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن اعتبارًا من أول يناير 2015، وفى ضوء دور مصر كدولة محورية فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب المتوسط.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى أكد على متانة العلاقات بين البلدين والأهمية التى توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما.
كما استعرض الرئيس السيسى أهم تطورات الوضع الداخلى فى مصر، مشيراً إلى قرب إتمام الخطوة الأخيرة من خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات البرلمانية فى مارس المقبل، معرباً عن تطلع مصر لاستمرار موقف إسبانيا المتفهم للتطورات التى تشهدها مصر والداعم لها فى المحافل الأوروبية، وأن تأخذ إسبانيا فى الاعتبار التحديات الأمنية التى تهدد أمن مصر القومى، وذلك عند تناول المؤسسات الأوروبية والدولية للتطورات على الساحة الداخلية فى مصر، ارتباطاً بثقتنا فى قدرة إسبانيا، كإحدى دول إقليم المتوسط، على استيعاب حقيقة ما شهدته مصر من تفاعلات خلال السنوات الأربع الماضية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على دعم علاقات التعاون بين البلدين، مُشدداً على توجه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التى تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة فى مصر، وسعيها إلى إيجاد حلول ودية للمنازعات التى ثارت، مُبرزاً جدية مصر فى التعامل مع تلك القضية، وبما ينعكس بالإيجاب على صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب، ويصب فى مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبى فى البلاد.
كما وجه الرئيس السيسى مجدداً الدعوة للجانب الإسبانى لبحث فرص الاستثمار المُتاحة فى مصر، معرباً عن ترحيب مصر بكافة الشركات الإسبانية الراغبة فى الاستثمار والتواجد داخل السوق المصرية. ووجه كذلك الرئيس الدعوة للحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادى المقرر عقده فى شرم الشيخ خلال شهر مارس المقبل.
ومن جانبه، أعرب الوزير الإسبانى عن دعم بلاده للجهود التى تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية بالبلاد، مؤكداً حرص إسبانيا على تعزيز العلاقات بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية فى مؤتمر شرم الشيخ المقبل.
من ناحية أخرى، بحث الرئيس السيسى مع وزير الخارجية الإسبانى التطورات الخاصة ببعض القضايا الإقليمية والدولية، ومن بينها الأزمة الليبية، حيث توافق الجانبان على ضرورة إيجاد حل سياسى للوضع فى ليبيا، وأكد الرئيس على ضرورة تحديد أفق زمنى والإسراع فى التوصل إلى الحل السياسى دون محاولة فرض الأمر الواقع بقوة السلاح من جانب أى طرف، موضحاً أن التأخر من جانب المجتمع الدولى سيؤدى إلى انتشار التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
كما أعرب الرئيس عن أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها البرلمان المنتخب والجيش الليبى، وشدد على ضرورة وقف تدفق السلاح والمقاتلين إلى الأراضى الليبية، بما يهدد استقرار الإقليم بكامله.
ناقش أيضاً الرئيس مع الوزير الإسبانى التطورات المتعلقة بسوريا، حيث أوضح خطورة استمرار الأوضاع السورية بصورتها الراهنة، مشيراً إلى التأثيرات السلبية للتدخلات الإقليمية والدولية على هذا الملف، مبرزاً أن الموقف المصرى يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسى سلمى فى سوريا يراعى مصالح الشعب السورى ويُنهى المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها المواطنون السوريون منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات.
كما أبدى الرئيس استعداد مصر للعب دور إيجابى وبنّاء من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية، منوهاً بالمصداقية والقبول اللذين تتمتع بهما مصر لدى مختلف الأطراف الفاعلة على الساحة السورية.
وفيما يتعلق بالتطورات التى تشهدها القضية الفلسطينية، استعرض الرئيس الجهود التى تقوم بها مصر فى هذا الصدد واتصالاتها المكثفة مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، موضحاً حرصنا على التوصل إلى تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع استعداد مصر للمساهمة فى ضمان تحقيق هذه الأهداف.
وتطرق الجانبان أيضاً إلى عدد من القضايا أخرى، من بينها التعاون الأورومتوسطى اتصالاً بأهمية دور مصر فى حوض المتوسط، وكذا العلاقات الوثيقة التى تربط بين إسبانيا ودول جنوب المتوسط، كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لدعم إسبانيا للترشيح المصرى لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن للفترة (2016- 2017).
وفى ختام اللقاء، نقل وزير الخارجية "مارجايو" إلى الرئيس السيسى الدعوة الموجهة له من العاهل الإسبانى الملك فيليبى لزيارة إسبانيا، وهو ما رحب به الرئيس، مؤكداً على متانة العلاقات بين البلدين والعمل على تعزيزها خلال الفترة المقبلة.
كما استقبل الرئيس السيسى، مرزوق على محمد الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتى، الذى نقل تحيات أمير دولة الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" وولى العهد الشيخ "نواف الأحمد الصباح" إلى الرئيس، معرباً عن تطلع الجانب الكويتى لزيارة الرئيس المقبلة للكويت، وفى هذا الصدد، أعرب الرئيس عن ترحيبه بزيارة الكويت لتسجيل تقديره وامتنانه للمواقف الداعمة والمساندة التى أبداها كل من قيادة وشعب الكويت إزاء مصر ووقوفهم بجانبها فى أعقاب ثورة 30 يونيو.
وطلب الرئيس السيسى نقل تحياته وتقديره للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، ولولى العهد، موجهاً التهنئة بنجاح جهود الوساطة التى بذلها الأمير لتهدئة الأجواء الخليجية – الخليجية، وكذا مساعيه الحثيثة لتقريب وجهات النظر بين كلٍ من مصر وقطر، بما يعزز التضامن بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام بينها، فى إطار من الاحترام الكامل لإرادة الشعوب وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
وأكد الرئيس السيسى على اهتمام مصر بخلق مناخ جاذب للاستثمار، واتخاذها للعديد من الإجراءات فى هذا الصدد من بينها إعداد قانون الاستثمار الموحد واستحداث آلية لفض المنازعات التجارية، مع التشديد على التزام مصر بتعهداتها، ومعربا عن أمله فى أن تشهد الفترة المقبلة قيام دولة الكويت الشقيقة بزيادة استثماراتها فى السوق المصرية، خاصة فى ضوء حرص مصر على إيجاد تسوية ودية للمشكلات التى واجهت الاستثمارات الكويتية خلال الفترة الأخيرة، والتى قامت مصر بالفعل بحل العديد منها خلال الفترة القليلة الماضية.
وقد تم خلال اللقاء بحث عدد من الموضوعات التى تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث رحب الرئيس بزيادة أعداد المواطنين الكويتيين الذين يقومون بزيارة بلدهم الثانى مصر، كما أكد حرص مصر على مشاركة الكويت بشكل فعال فى أعمال المؤتمر الاقتصادى الدولى المقرر عقده فى شهر مارس 2015 بشرم الشيخ.
ومن جانبه، أكد مرزوق الغانم دعم وتأييد بلاده للمؤتمر الاقتصادى، مشيرا إلى أن المشاركة الفعالة فى أعمال المؤتمر تعد واجباً قومياً على كافة الأشقاء العرب.
وفى ختام اللقاء، رحب الرئيس بمشاركة الاتحاد البرلمانى العربى – والذى يتولى مرزوق الغانم رئاسته حالياً – فى متابعة الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة، مشيراً إلى ضرورة قيام الاتحاد البرلمانى العربى بوضع آليات لمراقبة الانتخابات فى الدول العربية، بحيث لا يقل الاتحاد عن المؤسسات الغربية العاملة فى هذا المجال.
واستقبل الرئيس السيسى أيضا حسن شيخ محمود رئيس الصومال، الذى شدد على عمق وأهمية العلاقات التاريخية بين البلدين، كما أعرب عن تقديره للمساندة المصرية المستمرة لبلاده، مشيداً بشكل خاص بموافقة الرئيس مؤخراً على زيادة عدد المنح المقدمة للطلبة الصوماليين للدراسة فى مصر، وأعرب الرئيس الصومالى عن تطلعه لمواصلة مصر دعمها لبلاده، ولاسيما فى مرحلة إعادة البناء، مشيراً إلى المكانة المتميزة التى تتمتع بها مصر فى قلوب الشعب الصومالى.
وأشاد بالمساعدات التى قدمتها مصر للصومال على مر السنين فى المجال التعليمى، مثمناً الدور الإيجابى للمدارس وللمعلمين المصريين، فضلاً عن الدور المتميز الذى لعبته المعاهد الأزهرية فى بلاده، معرباً عن تطلعه لإعادة تفعيل التواجد المصرى لاسيما فى القطاع التعليمى، منوهاً بأهمية دور الأزهر الشريف، كمنارة للإسلام الوسطى وللفكر المعتدل، من أجل محاربة الفكر الإرهابى والمتطرف الذى شهدته الصومال فى الأعوام الماضية.
ومن جانبه، أكد الرئيس السيسى على المكانة الخاصة التى تحظى بها الصومال لدى الشعب المصرى، مشدداً على دعم مصر الكامل للحكومة الصومالية فى سبيل تحقيقها لأهداف وتطلعات الشعب الصومالى الشقيق، ومشيراً إلى وقوف مصر دوماً إلى جانب الصومال، سواء من خلال مشاركتها فى الجهود الإقليمية والدولية للتسوية السياسية هناك، أو من خلال برامج الدعم الفنى التى تقدمها الحكومة المصرية، فضلاً عن الدعم الإنسانى خلال فترات الأزمات المختلفة، مبرزاً التزام مصر بدعم استقرار ووحدة الصومال، والتزامها بمساندة جهود التنمية البشرية الصومالية وتوفير برامج تدريبية للكوادر الحكومية الصومالية وبناء مؤسسات الدولة.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، عدداً من مجالات التعاون المشترك، حيث وجه الرئيس السيسى بتقديم المساعدات اللازمة طبقاً لاحتياجات الجانب الصومالي، وخاصة فى مجالات التعليم والثقافة والعدل والزراعة والصحة، كما تم الاتفاق على بحث عملية إعادة تأهيل المدارس والمعاهد الأزهرية المصرية فى مقديشيو، فضلاً عن إعداد برامج تدريبية للدارسين الصوماليين فى الجامعات المصرية، بحيث يتم تجهيزهم لتلبية احتياجات بلدهم عند عودتهم.
وقد تضمن اللقاء أيضاً بحث آخر التطورات على الساحة السياسية الداخلية فى الصومال، حيث استعرض الرئيس الصومالى الخطوات الجارية لبسط سيطرة الحكومة على مختلف أنحاء البلاد ومواجهة الميليشيات الإرهابية، فضلاً عن إعداد دستور جديد للصومال وإرساء دعائم الدولة والتمهيد لتحويلها إلى نظام فيدرالى قبل عام 2016.
وأعرب الرئيس السيسى عن استعداد مصر لتقديم خبرتها من أجل مساعدة الحكومة الصومالية فى تنفيذ التزاماتها، مؤكداً على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار من أجل دعم جهود إعادة البناء، كما رحب بالتعاون مع الأشقاء فى دول الخليج من أجل تنفيذ برامج للتعاون الثلاثى فى الصومال بما يضمن تنفيذ مشروعات وبرامج التنمية وفقاً لأولويات الجانب الصومالى.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلى عقد الرئيس السيسى اجتماعا بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزراء التجارة والصناعة، والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والتموين والتجارة الداخلية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتعاون الدولى، والنقل والاستثمار، وقد تركز الاجتماع على بحث نتائج زيارة الرئيس الأخيرة للصين، والعمل على بدء تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات مع المسئولين الصينيين.
ووجه الرئيس السيسى كلاً من وزير التجارة والصناعة ووزير الاستثمار بدعوة الجانب الصينى لعقد أول اجتماع لفريق العمل المشترك الذى تم الاتفاق على إنشائه خلال الزيارة، بحيث يتم وضع اتفاق إطارى للتعاون يتضمن مشروعات محددة وأفضل السبل لتنفيذها وتوفير التمويل اللازم لها بالتعاون مع الجانب الصينى.
كما وجه الرئيس بمتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التى تم التوقيع عليها مع الجانب الصيني، لتنفيذ مشروعات فى العديد من المجالات أبرزها توليد الطاقة والسكك الحديدية وصيانة وتمهيد الطرق باستخدام التقنيات الحديثة.
ثم عقد الرئيس السيسى اجتماعا حضره المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ووزراء التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والتنمية المحلية، والصحة والسكان، والتضامن الاجتماعى، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتناول الاجتماع سبل تنمية وتطوير القرى المصرية اجتماعياً واقتصادياً وعمرانياً، فضلاً عن استعراض الوضع الحالى لبعض المشروعات التنموية الجارى تنفيذها، حيث عرض اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية الموقف التنفيذى لبرنامج القرى الأكثر احتياجاً، والذى يستهدف تطوير مستويات المعيشة فى 1153 قرية من خلال توفير المرافق اللازمة من وحدات سكنية، ومدارس، ووحدات صحية، وصرف صحى، وأعمال الكهرباء والإنارة، وإنشاء وتطوير ورصف الطرق الداخلية.
وشرح وزير التنمية المحلية الجهود الجارية بالتنسيق بين الوزارات والهيئات المعنية لتنفيذ المشروعات التنموية المطلوبة وذلك بمعاونة من التمويل المقدم من الإمارات، كما تم عرض الجهود المبذولة لتنمية وتطوير عشر قرى من خلال صندوق 306306 "تحيا مصر"، حيث سيتم تنفيذ مشروعات لتوفير مياه الشرب والكهرباء والصرف الصحى بالإضافة إلى إنشاء أو تطوير مدارس ومكاتب بريد بهذه القرى.
وأضاف السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الاجتماع تناول الخطوات اللازمة لبدء تنفيذ المشروعات فى القرى والمناطق ضمن الأولوية الأولى للبرنامج والتى تبلغ 78 قرية فى 26 محافظة بحيث يتم تحويلها إلى قرى نموذجية، ووجه الرئيس بإطلاق مشروع قومى لتطوير وتنمية القرى المصرية من خلال توسيع نطاق وزيادة عدد القرى والمراكز التى سيتم البدء فى تنميتها وتطويرها، مع العمل على الاستماع إلى سكان القرى والتعرف على احتياجاتهم الحقيقية وأولوياتهم. كما وجه ببدء حوار مع عدد من الجمعيات التى تعمل فى مجال خدمة المجتمع، بحيث يتم تنسيق الجهود والعمل على تنفيذ المشروعات خلال عام 2015، ولاسيما إنشاء أو تطوير المدارس والوحدات الصحية.
كما أكد الرئيس على أهمية إيلاء الاهتمام اللازم بتشغيل الشباب من أبناء القرى فى هذه المشروعات.
ومن جانب آخر، قدم الدكتور عادل العدوى وزير الصحة والسكان عرضاً لبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين فى القرى والمناطق الأكثر احتياجاً من خلال إقامة نظام تأمين صحى اجتماعى شامل يضمن تقديم الخدمات الصحية بجودة وأمان.
وقدم وزير الصحة عرضاً للوضع الحالى للهيئة العامة للتأمين الصحى مع استعراض السلبيات التى ينتج عنها قصور الخدمات وسبل تلافى هذا القصور، وعرض وزير الصحة العناصر الأساسية للبرنامج، ولاسيما المستهدفين منه والخدمات المتاحة من خلاله لغير القادرين، والنطاق الزمنى والجغرافى لتنفيذه.
ورحب الرئيس بالبرنامج الجديد وأكد على أهمية توفير الإمكانات اللازمة لوحدات الرعاية الصحية الأولية فى القرى، والعمل على تزويدها بالأطباء وخدمات التمريض اللازمة، بحيث يتم تلبية احتياجات المواطنين فى المجالات الصحية.
وفى هذا الإطار وجه الرئيس بأهمية مواصلة سياسة تطوير الخدمات الطبية فى مصر، مع التركيز على تطوير كفاءة مقدمى الخدمة، وذلك بوضع برنامج تدريبى لأعضاء الفريق الطبى من الأطباء والممرضين، مع توفير السبل اللازمة لهم لأداء مهمتهم على الوجه الأكمل، بالإضافة إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بالتعليم فى كليات الطب.
وفى إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على دعم الفلاح المصري، فقد أعلن خلال الاجتماع بعدد من ممثلى الفلاحين عن مد فترة سداد الديون المستحقة على الفلاحين إلى بنك التنمية والائتمان الزراعى لمدة عام، كما وجه بسرعة إصدار قانون معاشات الفلاح، وإتاحة الفرصة للفلاحين وأبنائهم للدخول فى الجمعيات التعاونية التى سيتم إنشاؤها لاستصلاح الأراضى الجديدة، وذلك فى إطار قانون التعاونيات الجديدة.
كما تم الاتفاق مع وزارة الأوقاف على خفض إيجار الأراضى الزراعية التابعة للوزارة التى لا تُزرع بمحاصيل بستانية إلى 2500 جنيه للفدان لهذا العام، ووجه بخفض الغرامة المفروضة على المزارعين المخالفين فى زراعة الأرز بنسبة 50% هذا العام، على أن يتم الالتزام بمساحة 1,2 مليون فدان لزراعة الأرز فى العام القادم.
كما تناول الرئيس السيسى الخطة القومية لاستصلاح أربعة ملايين فدان، مشيرا إلى الإعداد لبدء المرحلة الأولى من الخطة، والتى تشمل استصلاح مليون فدان، وأشار إلى أهمية الخطة فى النهوض بأوضاع الفلاح المصري، وزيادة الرقعة الزراعية، وتطبيق نظم الرى الحديثة، فضلاً عن توفير فرص عمل للشباب فى القطاع الزراعي، وإقامة مجتمعات عمرانية متكاملة تتضمن إنشاء مساكن وتوفير الخدمات والمرافق الأساسية بالإضافة إلى مصانع لتصنيع السلع الزراعية والتعبئة والتغليف.
وفى لقائه بعدد من أبناء الجاليات المصرية المقيمين فى الخارج والمشاركين فى الملتقى الرابع لأبناء الجاليات المصرية، أكد الرئيس السيسى حرصه على تدعيم الروابط بينهم وبين وطنهم الأم، وتعزيز التواصل والتفاعل معهم ليكونوا ممثلين لوطنهم فى المجتمعات التى يقيمون بها، بحيث ينقلوا الصورة الحقيقية للمجتمع المصرى بقيمه ومبادئه، فضلاً عن شرح التطورات التى شهدتها مصر والعمل الجارى فى مختلف الميادين لدفع عملية التنمية الشاملة، وأكد الرئيس فى الوقت ذاته على أهمية الاستفادة من خبرات ومقترحات أبناء مصر فى الخارج الذين يمثلون ثروة كبيرة لمصر وينبغى الاهتمام بهم والعمل على إشراكهم فى الجهود التى تقوم بها الدولة لبناء المستقبل، والذى يتطلب عملاً جاداً دؤوباً وإرادة حقيقية واعية بالتحديات وسبل مواجهتها.
وشدد الرئيس على أهمية دور الشباب فى تنفيذ هذه الأهداف بما يملكونه من أمل وقدرة على الإنجاز، وما يتمتعون به من وعى ونقاء وهمة، مؤكداً حرصه على التواصل مع الشباب والاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم البناءة. كما أشاد الرئيس بدور المرأة المصرية ووعيها الذى انعكس فى حجم ومستوى مشاركتها السياسية، مؤكداً حرصه على النهوض بأوضاع المرأة المصرية.
وأبدى أبناء الجاليات المصرية المشاركين فى اللقاء، رغبتهم فى المشاركة فى العمل الوطنى عبر إثراء الجانب التنموى والمجتمعى فى حياة المصريين، وطرح الشباب المشاركون عدة مقترحات لتعزيز التواصل بين الجاليات المصرية فى الخارج ووطنهم الأم، منها إنشاء آليات دائمة للإشراف على هذا التواصل، وتيسير الإجراءات المتعلقة بأحوالهم الشخصية، وزيادة الاهتمام بالمبعوثين الذين يدرسون فى الخارج، وتعزيز الخدمات القنصلية المقدمة للجاليات المصرية، ولاسيما المقيمة فى مدن لا تتواجد بها قنصليات.
ووجه الرئيس بدراسة المقترحات التى تم طرحها، موضحاً أنه يجرى بالفعل إعداد قوائم للطاقات المصرية فى الخارج بحيث يتم الاستفادة من خبراتهم، كما أوضح أنه جارى ترشيد إنفاق تمثيل مصر فى الخارج، مع مراعاة عدم تأثر الخدمات القنصلية المقدمة للجاليات المصرية .. مشيرا إلى أنه تم مضاعفة الموارد المخصصة للبحث العلمى، ومفاتحته الدول التى زارها مؤخراً من أجل زيادة أعداد المنح المقدمة للشباب المصرى للدراسة فى جامعات تلك الدول، إيماناً منه بأهمية ذلك فى زيادة التثقيف والاطلاع على تجارب الدول الأخرى.
وبمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف والعام الميلادى الجديد، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى على الحاجة الماسة إلى التأسى بأخلاق النبى الكريم فى المرحلة الحالية من بناء الدولة، وخاصة فى المثابرة والاجتهاد وأداء الواجب على أكمل وجه فيما نقوم به من مشروعات قومية تُعيد وضع بلدنا إلى المكانة المرموقة التى تستحقها بين الأمم وأهمية اتقان العمل والارتقاء بالتعليم كعنصر رئيسى يتعين الاهتمام به من أجل تحقيق الرقىّ والتقدم.
وشدد الرئيس السيسى، فى كلمته أمام الاحتفال اليوم بذكرى المولد النبوي، على ضرورة ضبط منظومة القيم الأخلاقية بما يحد من حالة الفوضى ومظاهر الانفلات التى تفشت فى المجتمع حالياً، وأوضح الرئيس أن ما نشهده من ظواهر إرهابية يعود فى الأساس إلى الفهم الخاطىء لصحيح الدين الحنيف وتعاليم الرسول الكريم، مطالبا شيوخ الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بسرعة الانتهاء من عناصر خطاب دينى جديد يتواكب مع مستجدات العصر، وذلك بتصويب المفاهيم وعرض حقائق الأمور، تجديداً واعياً ومسئولاً، يتخذ من كتاب الله وسُنة نبيه منهاجاً أساسياً ويحفظ قيم الإسلام وثوابته ويقضى على الاستقطاب الطائفى والمذهبى ويعالج مشكلة التطرف، والفهم المغلوط أو المنقوص للإسلام، كما أكد الرئيس أن الدولة لن تألوا جهداً فى مساندة الأئمة والدعاة، وفى توفير المناخ المناسب لأدائهم للدور المأمول منهم خلال المرحلة المقبلة.
واختتم الرئيس نشاطه الأسبوعى بزيارة مقر المخابرات العامة المصرية، حيث كان فى استقباله خالد فوزى رئيس المخابرات العامة وقيادات الجهاز، حيث عقد الرئيس لقاءً مع قيادات وأعضاء المخابرات العامة وناقش معهم أهم التحديات التى تواجه مصر فى المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التى تشهدها المنطقة وتأثيرها على الأمن القومى المصرى.
واستمع الرئيس إلى عدد من تقديرات الموقف بالنسبة للتعامل الاستراتيجى مع التحديات المختلفة، وأشاد بالجهود الدؤوبة التى يبذلها رجال المخابرات العامة ودعاهم إلى مواصلة العمل على حماية البلاد من المخاطر التى تحيق بها.
وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية أصدر الرئيس ثلاثة قرارات، الأول يتعلق بمد خدمة مهاب محمد حسين مميش رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، وعضو مجلس الإدارة المنتدب لمدة عام، وذلك اعتباراً من أول يناير 2015، والثانى يتعلق بالموافقة على تعديل اتفاقية المساعدة بين حكومتى مصر والولايات المتحدة بشأن إدارة المرافق المصرية، والثالث يتعلق بالموافقة على إعادة تخصيص قطعة أرض بأسوان لإقامة منطقة صناعية عليها.
موضوعات متعلقة..
كواليس 6ساعات قضاها الرئيس فى أول زيارة لمبنى المخابرات العامة..مصادر: السيسى اجتمع باللواء خالد فوزى ونائبه وقيادات الجهاز..وشدد على أهمية دورهم فى الحفاظ على مصر من التجسس ومخاطر الأوضاع بدول الجوار
السيسى يتابع مع المسئولين أزمة الطاقة.. و3 توجيهات لـ"الكهرباء": خطة إسعافية لتوليد 3 جيجا وات.. وإنهاء صيانة المحطات قبل مايو القادم.. وإلزام "البترول" بتوفير الوقود
الرئيس يشهد احتفال "الأوقاف" بالمولد النبوى.. ويهنئ المصريين مسلمين ومسيحيين بالعام الميلادى الجديد.. ويدعو للاقتداء بأخلاق الرسول والحد من حالة الفوضى ومظاهر الانفلات.. ويطالب بتطوير الخطاب الدينى
الرئيس لشيخ الأزهر: تجديد الخطاب الدينى مسئوليتكم أمام الله.. وأعدكم بـ"الدعم الكامل".. أحمد الطيب: علينا إحياء سنة الرسول فى ذكرى مولده.. ووزير الأوقاف: الأزهر هو مناط تعريف الناس بدينهم (تحديث)
نشاط الرئيس فى أسبوع.. السيسى يستقبل وزير الخارجية الإسبانى ورئيس مجلس الأمة الكويتى ورئيس الصومال.. ويوجه بتنفيذ الاتفاقات المصرية الصينية.. ويبحث تحديات الأمن القومى خلال زيارته للمخابرات العامة
الجمعة، 02 يناير 2015 10:18 ص
الرئيس عبد الفتاح السيسى
(أ ش أ)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة