الخيانة لغة هى عدم تأدية الأمانة والغدر وفى الحياة الزوجية معناها نقض العهد، الذى يقضى باكتفاء كل منهما بالآخر سببا للامتاع الحسى والعاطفى من أحدهما أو كليهما فيندفع هذا الطرف أو ذاك للبحث عن سعادته لدى شخص آخر خارج دائرة الشرعية، وحتى نقف على أسباب هذه الخيانات يجب أن نتعرف أولا على الهدف من الزواج وكيف نجعله مثاليا، ويخطئ من يظن أن الهدف من الزواج هو إقامة أسرة بالتناسل والتكاثر فقط، أو غض البصر وإحصان الفرج وحسب، أو هو مجرد الإرواء العاطفى والحسى وتحقق المودة والرحمة بين الذكر والأنثى، ولكنه يجب أن يكون كل ذلك بلا نقصان اللهم إن لم نضف إليها الإحسان والإيثار.. فقد يقوم الزواج على مشاعر تشبه مشاعر حب الوالدين والأخوة والخير، ويقوم على الفهم المتبادل والاحترام وتطابق وجهات النظر وحسن النوايا والرغبة الصادقة فى تكوين أسرة مستقرة وإنشاء بيت سعيد أساسه الاتحاد والمشاركة فى الأغراض والمنافع، وقد يخلو هذا الزواج من التخاصم والتنافر ولكنه لن يصل أبدًا إلى حد الكمال والمثالية التى تحول بين طرفيه وبين الخيانة إلا إذا اقترن بعشق البدن وإرضاء شهواته العارمة الطاغية بفعل نشاط الغدد وفسيولوجية الأعضاء التناسلية، فكم من الأزواج والزوجات يعوزهم الجهل بألوان الإمتاع الحسى وفنونه، وكم من قصص الحب الطاغى قد انطفأت جذوتها وخبت وذوت وفنيت نتيجة البخل بألوان النشاط العاطفى، فالتدريب الحسى الناقص والعجز عن الاستمتاع ورشف اللذة من ناحية الرجل ومن ناحية المرأة بوجه خاص، هو سبب العداوة والشقاق والخصام وبالتالى الخيانة فى الزواج !! فالمرأة التى يقع عليها زوجها وقوع البهيمة ليقضى منها وطره دون أن يهتم بمشاعرها أو يملأ أذنيها بالكلام الحلو متجاهلا تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول، قيل وما الرسول يارسول الله قال: القبلة والكلام"، وقال صلى الله عليه وسلم "ثلاث من العجز فى الرجل"، وذكر منها الرجل يقارب زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها ويضاجعها فيقضى حاجته منها قبل أن تقضى حاجتها منه .
أقول إن هذه المرأة تصبح نفسها تواقة إلى سماع معسول الكلام حتى إذا ما خرج من فم ذئب مالت إليه ووقعت فى شراكه، وأصيبت بالرغم من ذلك بألوان الاضطراب العصبى، فهى تريد أن تستمتع بالعاطفة من خلال الزواج الكامل فإذا ما ارتوت المرأة العادية – غير الشاذة – ارتواء عاطفيا منعها ذلك من الخيانة والزوج العاقل يجب أن يفهم ذلك ويتعلمه فالمرأة تخلص لزوجها لشعورها بالاعتماد عليه وهى تخلص له لرغبتها فى الاستسلام له ولما فيها من مشاعر الأمومة ونتيجة فهمها الفطرى لمعنى الأعمال الحسية، ونتائجها ولن تميل إلى الخيانة إلا بسبب طبيعتها العاطفية، كذلك الرجل لا يستطيع الصمود أمام مفاتن امرأة أخرى إلا إذا ردعه الحب لزوجته عن ذلك ولن يتقد الحب فى قلبه بدون أن يرى كل مفاتن النساء فى زوجته التى لا تهمل زيها ولا عطورها ولا تكبت إعجابها بزوجها فى قلبها ولا تبوح به، ولا تتحرج أن تستميله إليها بطرق إيجابية محسوسة تؤجج شهوته الحسية، وهذه النقطة لخصها الرسول صلوات الله وسلامه عليه فى جملة واحدة عندما قال: هلا تزوجت بكرًا تلاعبها وتلاعبك ؟؟ ! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
اميمة
احسنت
بس مين بفهم الكل اصلح قاسى فقست علينا الحياة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
الحب