"يا رب لا تحرمنى من خدمة كتابك حتى ألقاك".. هكذا كان أول قارئ مصرى يقرأ بالمسجد الأقصى، الشيخ أبو العينين شعيشع، الذى استجاب له الله وجعله سفيراً للقرآن الكريم فى معظم بلدان العالم، متخذاً لنفسه أسلوباً فريداً فى التلاوة.
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع فى 22 أغسطس 1922م فى مدينة ومركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، حفظ القرآن قبل سن العاشرة وكان يهوى زيارة الكتاتيب الذين يحفظون ويرتلون القرآن وحضور الليالى التى يتواجد فيها القراء لتلاوة القرآن الكريم.
وكان أخوه، الشيخ أحمد شعيشع، من مشاهير قراء المنصورة, فكانت فرصة طيبة للشيخ أبو العينين شعيشع أن يذهب معه كل مساء إلى ليلة قراءة ليقابل مع أخوه القراء ويستمع لهم، من بينهم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى والشيخ محمد الصيفى والشيخ محمد رفعت, وذات ليلة كان الشيخ أحمد متعباً, فحل محله الشيخ أبو العينين, وسمعه الشيخ محمد رفعت فأعجب به, وتنبأ له بمستقبل باهر.
وسافر أبو شعيشع إلى القاهرة, وبدأ يلمع نجمه، والتحق بالإذاعة المصرية عام 1939م، وتأثر بالشيخ محمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به، حتى إن الإذاعة استعانت به لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليده، والذين يستمعون لأشرطة الشيخ محمد رفعت الآن لا يستطيعون ببساطة تمييز صوت الشيخ أبو العينين، كما أنه قبل وفاة الشيخ رفعت كان يقرأ الشيخ أبو العينين بطريقته وكان رفعت يرضى عنها كثيراً .
وبلغ أجر الشيخ أبو العينين فى عام 1948م مائة جنيه فى الليلة الواحدة، وأصبح يتقاضى خمسة وعشرين جنيهاً عن كل إذاعة له من محطة القاهرة, وهو مبلغ لم يصل إليه فى تلك الأيام سوى أربعة من كبار القراء هم "مصطفى إسماعيل وعبد الفتاح الشعشاعى ومحمد الصيفى والشيخ أبو العينين شعيشع"، وسافر إلى بغداد فى أيام الملكية وتقاضى ثلاثة آلاف جنيه.
وكان الشيخ أبو العينين فى ذلك الوقت يرتدى الكاكولا والطربوش, مخالفاً بذلك الزى التقليدى للمشايخ القراء، ولكنه اضطر إلى خلع الطربوش عندما زار تركيا, وكان مندوب السفارة المصرية فى انتظاره بالمطار , وحذره المندوب من ارتداء الطربوش فى اسطنبول لأن عقوبة ارتدائه السجن, فخلع الشيخ الطربوش وتعمم بمنديل ثم تعمم بعد ذلك بشال أبيض.
وعين الشيخ أبو العينين شعيشع قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969م، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992م، وانتخب نقيباً للقراء عام 1988م، كما عين عضواً بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعضواً للجنة اختبار القراء بالإذاعة والتليفزيون، وعميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن الكريم، وعضواً باللجنة العليا للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف وعضواً بلجنة عمارة المسجد بالقاهرة.
وحصل الشيخ شعيشع على وسام الرافدين من العراق، ووسام الأرز من لبنان، ووسام الاستحقاق من سوريا وفلسطين، وأوسمة من تركيا والصومال وباكستان والإمارات وبعض الدول الإسلامية.
وأجرى الشيخ جولات واسعة فى عدد من قرى مصر لاكتشاف المواهب الجديدة, وله رأى فى عدم وجود أصوات جديدة واعدة، غير أنه كان يرى قلة الأصوات الجديدة الواعدة وأرجع سبب ذلك فى اختفاء الكتاتيب, وأكل البلاستيك والماء الملوث واستخدام الأسمدة الكيميائية التى أثرت من وجهة نظره عضويًا على صحة الإنسان .
وتنبأ الشيخ أبو العينين بالمستقبل الباهر للكثير من القراء، أمثال الشيخ محمد المهدى شرف الدين والشيخ حجاج الهنداوى، وفى بداية الستينيات أصيب الشيخ بمرض خطير أثر على أحباله الصوتية فلم يستطع القراءة، ولكنه استطاع بالصبر والتوكل على الله أن يهزم المرض, وعاد إلى القراءة من جديد، إلى أن توفى يوم الخميس 23 يونيو 2011م عن عمر يناهز 89 عامًا.
1- الشيخ أبو العينين شعيشع يعزف على العود
2- الشيخ أبو العينين شعيشع يحمل عددا من الأوسمة
3- شعيشع والرئيس الراحل جمال عبد الناصر يحتفلان بثورة يوليو
أبو العينين شعيشع، القرآن الكريم، الإذاعةن نقابة القراء
فى ذكرى ميلاد أبو العينين شعيشع.. أول قارئ مصرى يرتل فى المسجد الأقصى.. عين عميداً للمعهد الدولى لتحفيظ القرآن ونقيباً للقراء.. وتنبأ الشيخ محمد رفعت بلمعان نجمه.. ومرض خطير حرم مستمعيه من عذوبة صوته
الجمعة، 22 أغسطس 2014 10:22 ص
الشيخ أبو العينين شعيشع
كتب على عبد الرحمن
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة