راهن دكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رجل الدعوة الأول فى حكومات ثلاثة متعاقبة فى حواره لـ"اليوم السابع" على دور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى الصد عن صحيح وسطية الأزهر وتدعيم القيم الروحية للثقافة الإسلامية ومد جسور الفكر المعتدل عبر الأجيال ودفع منابع التشدد إلى وقف تسويق بضاعتها.
وإلى نص الحوار:
يراك البعض وزير تكنوقراط ذو اهتمام إدارى بينما يتم تهديد الحضارة الإسلامية بوسطيتها من تيارات تدعى حمايتها.. أين أنتم من هذا التهديد؟
- عفوا لدى اعتراض على جنوحنا نحو الجانب التكنوقراطى بعيدا عن حماية الثقافة الإسلامية، فالدعوة تقوم عليها وزارة تسير بشكل إدارى منظم كأى مؤسسة ونجاحها مرتبط بالتنظيم الجيد الذى دعتنا الحاجة إليه بعد محاولة سابقة لهدمه لصالح فصيل معين.
-هل تناصبكم الجمعيات الدعوية العداء وهو ما يعنى التباعد والافتراق؟
ليس إلى هذا الحد فلسنا أصحاب مصلحة كوزارة بل أصحاب قضية ومهنة ولسنا دخلاء على عملنا وبابنا مفتوح للجميع ولهذه الجمعيات قبل أى شخص أو جهة أخرى والدليل قائم فيوميا نعقد لقاءات مع رموز تابعة لها لمصلحة المسجد والوطن تبدأ بالتفاهم وتقريب وجهات النظر طالما لم يخالف ثوابت الوطن ووسطية الأزهر ومؤسسية الوزارة ضمن منظومة الحكومة المتكاملة، وقد شهدت الأيام الماضية لقاء لممثلى الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة شهد تفاهما متبادلا لصالح الدعوة والتزامهما الكامل بميثاق الشرف الدعوى الملزم، وإيمانهما به، وحرصهما على التعاون مع وزارة الأوقاف فى كل ما يتصل بتنظيم الشأن الدعوى، وتسلم مسئول كل جمعية نسخة من الميثاق وقواعد استخراج تصاريح الخطابة لمن تنطبق عليه شروطها من أهل الاختصاص، والتوقيع والموافقة على ما جاء بالميثاق من أن المساجد للعبادة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يجوز توظيفها لصالح حزب أو فصيل بعينه، خاصة فيما يتصل بالعملية الانتخابية وأعتقد أن هذا التعاون مثمر ويؤكد الحرص على مصلحة الوطن الذى يفرض استمرار التعاون وينفى وجود تصادم أو ندية، وتعاونا قائم يرسم ملامحه ميثاق الشرف الدعوى الذى وقعوا عليه.
- ألست قلقا على الثقافة الإسلامية بعد ما شهدته مصر خلال الفترة الحالية؟
- لا مجال لاختطاف الثقافة الإسلامية أو خداع الناس مرة أخرى، وأؤكد أن مؤسسة الأزهر الشريف بكل مفرداتها وأعنى منها ما أقوم عليه فى الأوقاف ولاسيما المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع للوزارة ووعائها الفكرى يعد ببساطة قاطرة الثقافة الإسلامية فى مجال النشر فى المرحلة المقبلة وهو ما يمثل حائط صد يرد الهمجية ويرمم ما علق بها من شوائب لن تصمد وستتلاشى قريبا.
- ماذا قدم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وما المنتظر منه حتى يشعر الناس بوجوده ويزيل خوفه من الهجمة واللغط الذى علق بالثقافة الإسلامية؟
- قدم المجلس الكثير وسيبذل أقصى ما فى وسعه لتقديم الوجه المشرق لتعاليم الإسلام بعيدًا عن كل ألوان التطرف والغلو، حيث سيخصص عدد شوال من مجلة منبر الإسلام للحديث عن مكارم الأخلاق، كما يعد لمحاور المؤتمر العلمى الدولى للمجلس تحت، عنوان: "التطرف والغلو بين أغاليط المضللين وتفنيد العلماء المحققين"، تمهيدًا لمخاطبة الجهات العلمية والبحثية للكتابة حول هذه المحاور.
- وزارة الأوقاف مسئولة عن أزمة الانفلات الخلقى فى الشارع بإنشغالها بأشياء آخرى بعيدا عن التربية الإسلامية؟
- من قال هذا، فالوزارة لا تغفل عن دورها دائما وبخاصة نحو حماية الثقافة الإسلامية والآداب العامة وعلى سبيل المثال أطلقت مؤخرا مبادرة "معًا نحو مكارم الأخلاق"، والتى دعونا إليها كل الجهات العلمية والفكرية والثقافية الإعلامية والوطنية للانضمام إلى هذه المبادرة فى إطار المشاركة الجماعية أو الفردية الموازية لنعود معًا بمستوى القيم والأخلاق فى مجتمعنا إلى سابق عهدها الذهبى الذى تربينا عليه وألفناه واقعًا معاشًا فى حياتنا.
- كيف يمكن تدعيم الخلق الإسلامى والقيم الروحية من قبل الأوقاف لدى المجتمع؟
- أولا ستبدأ وزارة الأوقاف بتخصيص خطبة على الأقل كل شهر فى مكارم الأخلاق، كما تخصص درسًا يوميًا فى جميع مساجد مصر بدأ بالفعل خلال شهر رمضان الجارى، وهو درس التراويح للحديث عن الأخلاق تحت عنوان "ثلاثون خُلقًا من أخلاق الحبيب"، كما تخصص عددًا كاملا من مجلة منبر الإسلام لسان حال الوزارة، وهو عدد شوال تحت عنوان: "مكارم الأخلاق وواقعنا المعاصر"، يضاف إلى ذلك تلبية الأوقاف طلب وزارة الثقافة بتثقيف الشباب عبر منشآتها من خلال قيام علماء الأزهر والأوقاف بإلقاء محاضرات دينية حول سماحة الإسلام، ومواجهة التشدد والغلو والتطرف والتكفير والتى تعم قصور الثقافة على مستوى الجمهورية ويجرى الإعداد لبروتوكول تعاون بشأن المحاضرات العلمية والدينية والثقافية، وتبادل مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهيئة قصور الثقافة مع إقامة معارض مشتركة لمطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وهيئة قصور الثقافة.
- أليس الأولى بالأوقاف حماية منابرها من التوظيف السياسى وهل هى مؤمنة من ذلك؟
الآن وبثقة كاملة أؤكد أن التوظيف السياسى للمنابر توقف بتوقف المد الإخوانى بعد قطعنا للذراع الإخوانية بالوزارة، وتم منع توجيه أى تهديدات للأوقاف أو لأى مؤسسة من مؤسسات الدولة تلميحًا أو تصريحًا، فلم يعد مقبولا قيام سلطات موازية لسلطة الدولة أو محاولات الحشد ضد الدولة باستخدام منابرها سياسيا والتمترس بالأهل والعشيرة والأتباع والجماهير أو التعريض بذلك، فهذا أمر لم يعد يقبله الشعب المصرى ولن تسمح به قيادته السياسية، فجميع الظروف المحيطة بنا لا تسمح بذلك، ولسنا فى فسحة من الأمر ولا الوقت.
ونحذر وبقوة من أى محاولة لاختراق مساجدنا والعمل على توظيفها سياسيًا أو حزبيًا أو لمصالح انتخابية، وقد أكدنا مرارًا أنه لا مجال لاختبار إرادة الأوقاف أو صلابتها وصلابة رجالها أو تحدى المجتمع ومحاولة خرق القوانين على نحو ما كان يحدث أيام الفوضى، فشتّان بين الفوضى التى عشناها والدولة التى نحياها.
-كيف تحافظ على المساجد بعيدا عن التوظيف السياسى؟
- نحافظ عليها بتطبيق القانون بحسم على كل من يخطب دون تصريح حسب ميثاق الشرف الدعوى كما نعلن أننا عازمون على استخراج التصاريح لكل من تنطبق عليه الشروط والضوابط والقواعد المنظمة فى ضوء مواد قانون "ممارسة الخطابة" وأن العبرة بالحصول على التصريح وليس مجرد الحصول على المؤهل مع التوسع فى مراكز الثقافة الإسلامية على مستوى الجمهورية لنشر الفكر الإسلامى الصحيح.
- هل تكتفون بالحديث مع الكبار مع تراجع الوزارة عن دورها تحفيظ القرآن وتربية النشء؟
بالعكس فالوزارة تهتم بتربية النشء بالاهتمام بجوانب عدة منها تفعيل دور الكتاتيب لتعود إلى سابق عهدها فى التحفيظ والتربية، ويتم الشروع فى إنشاء كتّاب بكل مسجد جامع لأبناء المنطقة بالأستعانة بأعضاء نقابة القراء ومحفظى القرآن المتخصصون فى ذلك ولكون وزير الأوقاف مشرفا على النقابة فهم جزء من الوزارة وهم أهل القرآن.
- إلى أى شىء انتهت التحقيقات مع القراء الذين سافروا إلى إيران وهل يستأمنون على أطفالنا؟
تم الاتفاق على طى صفحة الماضى، وأن يسهم القراء إلى جانب العلماء وأساتذة الأزهر وأئمة الأوقاف ووعاظ الأزهر والسادة المعلمين بالأزهر الشريف فى أن يكونوا دعمًا قويًا لسياسة مصر الخارجية من خلال تمثيلهم المشرف لمصر الأزهر فى شتى دول العالم، وأكد القراء أنهم سيعملون جاهدين على منع أى تجاوزات مما كان يحدث فى الماضى، وأنهم سيضربون بيد قوية على يد من لا يحسن منهم تمثيل بلده فى الخارج، أو يسيئ إلى زملائه، أو يخرج على آداب المهنة فى الداخل أو فى الخارج مع قبولنا اعتذار كل من تقدم باعتذار رسمى للنقابة سواء من سافر بدون تصريح أو أخطأ فى حق زميله، مع تعهد صريح بعدم السفر مستقبلا دون تصريح، وأن من يسافر خارج البلاد دون تصريح من النقابة والوزارة سيكون جزاؤه الفصل من النقابة عقابا له، ومن جميع الأعمال المكلف بها من وزارة الأوقاف، مع إخطار جميع الجهات المعنية فى الدولة بذلك لتأديبه ومنعه من مزاولة المهنة والحد من كافة نشاطاته، ولا قلق منهم لكونهم قراء للقران وليسوا مفسرين له أو مؤولين أو مصدر للفتوى فسفرهم إلى إيران بدأ فى زمن فوضى وللبحث عن المال دون تحريف للمعنى وقد يكون سفرهم غير مقبول لكنه توقف وتحدده ضوابط سيعاقب من يخالفها أشد العقاب دون رحمة بالإبعاد ومنعه من مزاولة المهنه فليس أحد أحرص على الأزهر منا ومواقفنا تشهد بذلك فنحن أول من أوقف وفصل من تخطى حدود وسطية الأزهر وخاصة من القراء.
- ما صحة إغلاق الوزارة المساجد أمام المعتكفين أو فتحها مع تعجيزهم بشروط قاسية؟
المساجد لله لا يستطيع أحد إغلاقها، وهذه شائعة أطلقتها جماعة تسعى لاستعادة السلطة بالشائعات وتزعم حب الدين والطعن فينا، ونحن أولى منهم بالدين الذى نخدمه ومن يبحث فى إجراءات الوزارة يعرف أنها لمصلحة الوطن وبشروط منطقية.
- ما شروط الإعتكاف.. وهل يمكن تطابقها مع الغالبية العظمى؟
شروط الاعتكاف بالمسجد الجامع لا بالزوايا ولا بالمصليات، فالزوايا والمصليات تكون لأداء الصلوات فقط، ولا مجال فيها لإقامة شعائر الجمعة والاعتكاف، فالمسجد الذى لا تقام به الجمعة التى هى فرض لا يقام به الاعتكاف الذى هو سنة، وأن يكون الاعتكاف تحت إشراف إمام من أئمة الأوقاف أو واعظ من وعاظ الأزهر الشريف أو خطيب مصرح له من وزارة الأوقاف تصريحاً جديداً لم يسبق إلغاؤه حيث تم إلغاء تراخيص حصل عليها أصحابها بسبب انتمائهم لفصيل بعينه.
ويشترط أن يكون المكان مناسباً من الناحية الصحية ومن حيث التهوية وخدمة المعتكفين، بناء على تقرير يرفع من مدير الإدارة التابع لها المسجد لمدير المديرية لضمان السلامة الصحية فكيف تأتى بنافلة الاعتكاف وتتخلى عن فرض الحفاظ على النفس فى مخالفة للشرع، وهذه أغلب الشروط وأهمها وجميعها من منطلق شرعى.
- الوزارة أطلقت مؤخرا مبادرة فى مجال الطب الوقائى والتوعية بالأمراض وهى جهة غير متخصصة فماذا يقدم الدعاة للمجتمع من معلومات طبية لا يعرفها؟
- نعم نهدف من ذلك نشر الثقافة الصحية بمفاهيمها الحديثة والحرص على اتباع طرق ووسائل مكافحة العدوى الحديثة باعتبارها حائط الصد الأول لوقف انتشار سيل الأمراض الحديثة، وبيان أن الوقاية خير من العلاج وخاصة الأمراض الفيروسية من خلال حملات توعية للدعاة المدربين بصحبة أطباء فى دروس بالمساجد، حيث إنها تسبب مشاكل صحية لا حصر لها وأحيانًا يصعب علاجها مثل مرض التهاب الكبد الوبائى الفيروسى.
-ما الذى قدمته الوزارة للدعاة فى المجال الطبى حتى يقدموا للجماهير ما يناسبهم طبيا؟
- نحن نهتم بصحة أبناء الوزارة والعاملين بها وخاصة الدعاة، فلدينا العديد من المستشفيات على رأسها مستشفى الدعاة بمصر الجديدة التى تشهد تطوير من قبل لجنة تقوم بذلك وقد بدأت نشاطا ملحوظا ليس فقط فى العلاج بل بتوعية وتدريب الدعاة بأهمية الوقاية من الأمراض، كما تم تشكيل لجنة برئاسة المهندس مرسى البحراوى وكيل الوزارة للشئون الهندسية، وعضوية الدكتور طارق السعيد الطبيب بمستشفى الدعاة، والمهندس محمد النجار المدير التنفيذى بالإدارة الهندسية بالوزارة، وذلك لمعاينة موقع فرع مستشفى الدعاة بأسوان لخدمة أهالى الصعيد والأئمة وجميع العاملين بالأوقاف ونعتزم إنشاء مستشفى ثالث للدعاة فى وجه بحرى يفترض أن تكون فى طنطا، لتوفير الخدمات الصحية على كل أنحاء الجمهورية على مستويات القاهرة وبحرى وقبلى.
موضوعات متعلقة..
حصيلة الجمعة اﻷولى لتطبيق ميثاق الشرف الدعوى.. وزير الأوقاف يحيل خطيب للتحقيق بإمبابة لإطالته الصلاة ساعة.. ويعلن اعتزامه تعديل خريطة عمل الأئمة.. والجمعية الدعوية تعظ بعيدا عن السياسة
وزير الأوقاف لـ"اليوم السابع": لسنا أصحاب مصلحة بل أصحاب قضية.. والتعاون مع الجمعيات الدعوية يرسمه ميثاق الشرف.. ومطبوعات "الأعلى للشئون الإسلامية" لتدعيم القيم الروحية ولا مجال لخطف الثقافة الوسطية
الأحد، 06 يوليو 2014 03:36 ص
وزير الأوقاف مع محرر "اليوم السابع"
حوار إسماعيل رفعت
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة