وليد فوزى يكتب: رسالة مخلصة إلى الرئيس السيسى

الخميس، 03 يوليو 2014 02:07 ص
وليد فوزى يكتب: رسالة مخلصة إلى الرئيس السيسى السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدون مزايدات أو مجاملات، أى إنسان منصف يعلم يا سيادة الرئيس دورك البطولى فى ثورة 30 يونيو، والفضل فى ذلك يرجع بعد الله إلى الشعب المصرى العظيم الذى خرج بالملايين، والذى أتاح الفرصة أمامك لاتخاذ مواقف شجاعة وجريئة، ومرت الأحداث إلى أن وصلت إلى الرئاسة بإرادة المصريين، وأعتقد أنك تدرك أنك أتيت فى مرحلة صعبة وحرجة للغاية من تاريخ مصر، بل الوطن العربى بأكمله.

وهنا أريد أن أوجه لك رسالة مخلصة فى ظل وضع اقتصادى واجتماعى وسياسى معقد للغاية فى مرحلة صعبة، وتحتاج إلى حلول خارج الصندوق.

رسالتى إليك تتلخص فى أربعة محاور، المحور الأول خاص بالشق السياسى وتتلخص المشكلة فى نظرية الفراغ السياسى التى نشأت منذ سنوات طويلة، وهى عدم وجود كيانات سياسية حزبية حقيقية تعبر عن قطاعات الشعب المصرى، وعدم وجود هذه الأحزاب القوية، سوف يجعل مصر دائما تحت رحمة شبح الجماعات المتطرفة والجهل، وهذا ما حدث بعد ثورة 25 يناير بسبب عدم وجود أحزاب سياسية حقيقية، أدى إلى فراغ سياسى والذى ملأ هذا الفراغ هى قوى التطرف والجهل، وأخشى يا سيادة الرئيس أن نعيد هذا السيناريو مرة أخرى، وتصبح الأحزاب عبارة عن ديكور لا تمثيل له على الأرض، وأنا أعلم جيدا يا سيادة الرئيس أنك لست المسئول عن الأداء الهزيل للأحزاب الحالية، ولكنك مسئول عن توفير المناخ المناسب لإنشاء أحزاب سياسية حقيقية تحمى مدنية الدولة وتعكس الهوية المصرية التى نعرفها، وتكون سند للدولة عند الحاجة، وخصوصا أنك صرحت أنك لا تنوى إنشاء حزب سياسى (باختصار أحذر ثم أحذر يا سيادة الرئيس من الفراغ السياسى).

المحور الثانى فى رسالتى لك يا سيادة الرئيس خاص بالشق الاقتصادى لا أريد تكرار الكلام الخاص بالعدالة الاجتماعية، لكن هذه الكلمة المطاطة تحتاج إلى ترجمة واقعية وخطط مدروسة تساعد فى التطبيق العملى، كما أننا نحتاج إلى حلول خارج الصندوق لعلاج مشكلة عجز الموازنة دون الإخلال بالعدالة الاجتماعية والجزء الرئيسى فى معالجة عجز الموازنة هو هيكلة الدعم بشكل عام وتدريجيا، بما يتناسب مع معدلات النمو الاقتصادية، كما نحتاج أيضا إلى توفير فرص حقيقية تمويلية وتسويقية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة كعمود فقرى لقاطرة الاقتصاد الوطنى.

المحور الثالث يتلخص فى محاربة التطرف الدينى وهذا لابد أن يأتى فى إطار تحالف حكومى شعبى فى نفس الوقت، وهذا يحتاج إلى ذكاء فى إدارة المعركة مع قوى التطرف على أن يكون الحل الأمنى جزء من الحل وليس هو كل الحل بحيث لا تتحول المواجهة إلى الصراع بين الكفر والإيمان، وخصوصا أن تيار الإسلام السياسى محترف فى استخدام الدين للظهور فى دور الضحية ولابد أن تعرف أيضا أن أهم سلاح لمواجهة التطرف هو إتاحة الفرصة للإبداع وانطلاق الفكر، لأن الفكر يحارب بالفكر والسلاح بالسلاح.

المحور الرابع والأخير خاص بالمحليات يا سيادة الرئيس إذا أردت أن تصنع نقلة نوعية حقيقية وتغيير ملموس فى وقت قصير على الأرض فلا يوجد أداة غير المحليات لأن المحليات من المفروض تكون ذراع الدولة فى كل شارع وحارة فليس أمامك سوى أعادة صياغة شاملة للمحليات ودورها وتطهيرها من الفساد المستشرى فيها، لأن فساد المحليات سبب رئيسى فى التشوه الموجود فى البلد وتدنى مستوى الخدمات لذا الأمر يحتاج إلى قرارات جريئة وسريعة وحاسمة.

يا سيادة الرئيس عندى الكثير لأكتبه لك لكنى اكتفى بما سبق، واعلم أيضا أننا نحتاج إلى سنوات حتى نحقق ذلك لكن عليك أن تضع حجر الأساس فى أمور سرقنا فيها الزمن.

اللهم إنى بلغت اللهم فاشهد











مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق شحاته

متخوف بعض الشيئ

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed ahmed

ألأسكندرية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة