القصة الكاملة لشهيد الشهامة بالدقهلية..ابن قرية "الكمال" تدخل للدفاع عن طفل ذبحه عاطل بمساندة اثنين من أصدقائه.. والكبار والمشايخ يتدخلون لتهدئة الأهالى الغاضبين والقبض على المتهم قبل هروبه للإسكندرية

الجمعة، 05 ديسمبر 2014 07:07 ص
القصة الكاملة لشهيد الشهامة بالدقهلية..ابن قرية "الكمال" تدخل للدفاع عن طفل ذبحه عاطل بمساندة اثنين من أصدقائه.. والكبار والمشايخ يتدخلون لتهدئة الأهالى الغاضبين والقبض على المتهم قبل هروبه للإسكندرية المجنى عليه
بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تمنعه كثرتهم من الدفاع عن ابن بلدته الصغير المعتدى عليه بالضرب، ولم تمنعه أسلحتهم من التصدى لسطوتهم، رافضا التخلى عن الصغير الذى يعانى من جبروتهم، قرر التدخل لحمايته ورفع الظلم عنه وليكن ما يكن، حاول فى بادئ الأمر إقناعهم بالتوقف عن ضربه فاستهزأوا به، حاول تخليصه من بين أيديهم بالوقوف بجانبه فكان جزاءه طعنة نافذة بالرقبة أسقطته غارقا فى دمائه، لحظات قليلة وفارقت روحه الطاهرة جسده، ضاربا مثلا يحتذى به فى شهامة الرجال ومبادئ الإنسانية.

أحمد فتح الله صلاح الدين 28 عاما شاب فى مقتبل حياته، متزوج ولديه طفلين"محمد" 4 سنوت و"حمزة" الصغير البالغ من العمر عاما واحدا، خرج ساعيا لجمع لقمة عيشه وزاد يومه، فمهنته البسيطة كسائق توك توك لجأ إليها لتربية طفليه من قوت حلال، لم يعلم أن آخر مشاهدة لزوجته وطفليه ستكون اليوم، لم يعلم أن آخر لقاء بوالدته العجوز ستكون اليوم، لم يعلم أن آخر وداع لوالده المسن، الذى يعانى من إعاقة بجسده ستكون فى ذلك اليوم
خرج "أحمد" من قريته "الكمال" متجها إلى قرية مجاورة تسمى "تمى الأمديد" وفى مدخلها فوجئ بعاطل يدعى "محمد.ا" وبصحبته اثنين من أصدقائه بحوزتهم أسلحة بيضاء يتبادلون الاعتداء بالضرب على ابن قريته الطفل الصغير "شعبان.م" البالغ من العمر 15 عاما، لم يقنع نفسه أنهم كثرة وينصرف من المكان، ولم يخش أسلحتهم، أسرع إليهم محاولا تخليص الطفل من بين أيديهم، لكن الجناة لم يمهلوه، سدد أحدهم له طعنة نافذة برقبته بواسطة "سنجة" كانت بحوزته، فسقط بجسده أرضا ليختلط دمه بالتراب، وقد أبت روحه البقاء فى عالم البقاء فيه للأقوى، والعناء فيه للضعيف.

فشل مسعفو نقطة إسعاف تمى الأمديد فى تقديم المساعدة له، فالضربة التى تلقاها برقبته أنهت كل الآمال فى بقائه حيا، أسرع الجناة إلى الهرب، واختفى كل منهم فى مخبئه محاولا الإفلات بفعلته.

خرج أهالى قريته بعد انتشار الخبر، الصغار قبل الكبار والمشايخ والعجائز سارعوا إلى حيث كانت الفاجعة، نقلوا جثمانه إلى مستشفى أبو الصير التابعة لمركز تمى الامديد، لم يرغبوا فى تصديق ما حدث، ولم يتقبلوا حقيقة مقتله، أكد أحدهم أن "أحمد" مصاب، بينما أكد آخر أن حالته حرجته، ليخرج مسئول المستشفى بالنتيجة النهائية "إبنكم" فارق الحياة.

أعلن أهالى القرية التجمهر خشية التلاعب بالتقرير الطبى والمطالبة بسرعة ضبط الجناة، وصل التوتر إلى حدته القصوى، ليصل مساعد مدير أمن الدقهلية ليتابع الحادث، فعلم رجال الأمن بالعلاقة المليئة بالتوترات التى تجمع بين قرية المجنى عليه، والقرية التى ينتمى إليها الجناة منذ سنوات عديدة، تدفعهم للعمل بأقصى سرعة للقبض على الجناة والسيطرة على الأحداث قبل تفاقمها، نجح رجال المباحث فى تحديد مكان هروب المتهم الرئيسى، وألقوا القبض عليه قبل هروبه بمحطة القطار متجها إلى الإسكندرية للاختباء بها.

تدخل كبار القريتين ومشايخها لاحتواء غضب الرجال والشباب وخطب الشيخ محمد رفعت، مفتش عام وزارة الأوقاف، فى الأهالى الغاضبين لتهدئتهم، صاحت مكبرات الصوت بأصواتها قرآن يتلى وأحاديث تروى وقصص عن ضبط النفس تحكى، حتى هدأت الدعوات المطالبة بالثأر وتم الاتفاق على احترام القانون.

مرت الساعات وأنهى المسئولون إجراءات الدفن وخرج اآملاف يشيعون جثمان شهيد الحق إلى مثواه الأخير، فى مشهد مختلط بألم الفراق ودموع الوداع لشاب لم يذكر فى حديث إلا بالخير، ولم يسع يوما إلا فى العمل الطيب.

والدته الحاجة "ضحى" وجهت رسالة إلى رئيس الجمهورية "عبد الفتاح السيسى" تطالبه بالثأر لابنها وعدم إهدار دمه، كما طالبته بتوفير وظيفة لزوجة ابنها حتى تتمكن من الإنفاق على طفليها.

أما "صلاح" شقيق المجنى عليه فأكد أنه فى حالة عدم تحقق العدالة وصدور حكم قضائى يشفى صدور أفراد أسرته فالثأر من القاتل سيكون الملجأ له.

أما أصدقاء المجنى عليه فدشنوا له دفتر عزاء على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وصفحة تحمل صورته حدادا على روحه، ولقبوه بالشهيد البطل الذى لم يخف ومات دفاعا عن الحق، وانهالت التعليقات تترحم عليه وتبادلت القرى المجاورة دفتر العزاء بالترحم عليه.


موضوعات متعلقة..


3 أشخاص يذبحون شاباً بالدقهلية بسبب دفاعه عن طفل









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة