معرفة مع من تتعامل، تعتبر من أهم سمات الشخصية المتزنة لأن لها من القدرة والحنكة ما تستطيع به وزن الناس وتقويمهم، فحتى تحافظ على ثباتك وتسير بخطى واثقة عليك اكتشاف خصمك المحتمل، الذى سوف تجده فى نطاق إنجاز هدفك، فلا تثق بما تراه من الناس فيما يبدونه أو يظهرونه عن مدلول شخصياتهم، فكم من الناس يستخدمون مظهرا من العطف والمودة والكرم والحب وهم عكس ذلك، فكم من مظاهر كان وراءها العديد من المتناقضات.
إياك أن تعتمد على المعرفة الظاهرية، فإنها تقودك إلى مؤشرات غير دقيقة، فكل ما يقدمه الناس عن أنفسهم فهى معرفة لا يتعمد عليها مطلقا فى تعاملاتك والحكم عليهم بسهولة، ادرس مع من تتعامل معه وخذ الوقت الكافى لذلك حتى تستطيع التعامل بقدر من الثقة المتبادلة، وهذا لا يقلل من شأنك بل قد يريحك من مشاكل عديدة أنت فى غنى عنها.
فكثير من الناس قد يقعون فريسة الخداع والاحتيال والاستغفال وبنوع من التسليم السريع والثقة المفرطة، التى ليست فى محلها يقعون فريسة سذاجتهم، فى يد من يدركون بمهارة كيف ينصبون شباكهم، وفى النهاية لا نلوم إلا أنفسنا.
ستكون حياتك مليئة بالأسى والحزن والهم المستمر عندما تغمض عينيك عن مؤشرات واضحة فى كل من تصادفه فى حياتك، من المفترض أن يكون لديك من القدرة والتمييز والحنكة فى معرفة أنواع البشر، والتصرف بموجب استنتاجاتك حتى تعيش بسلام.
فهناك تعاملات هشة لا أمل فيه من البداية، بل قد تجعلك تعيش بشكل غير آمن وتنغص عليك حياتك من آن لآخر، بل هو خطر شديد من المحتمل أن يفتك بك فى أى وقت، كون من تتعامل معهم يتميزون بالمردودات الممكنة وبالهدوء والدهاء ما لا قد تستطيع اكتشافه بسهولة.
التعامل مع هذه الفئة يهدر الكثير من طاقتك ومضيعة للوقت واستهلاك واستنزاف لأغلى أيامك عمرك ومشاعرك ومواردك، حاول أن يكون لديك من الحرفية والذكاء ما يؤهلك لاكتشاف ذلك الخطر ومحاولة الخروج الآمن وإياك أن ترفضهم بشكل مهين حتى تتضح الرؤية لك بالكامل، فالجهل بالناس له أبعاده الخطيرة، والكثير منا لا يكلف نفسه عناء اكتشاف ذلك إلا بعد فوات الأوان.
فى نفس الوقت لا تجعل حذرك يخفيك من كل من تقابله ويوقظ بداخلك الشكوك والريبة فى معاملاتك، ولكن تعلم فن القدرة على وزن الناس وإعطاء كل ذى حق حقه وقدره الذى يناسبه.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة