نسمع فى الآونة الأخيرة عن الكثير من حالات التحويل الجنسى، وهو ما يثير استياء واشمئزاز الكثيرين، ففى ليلة وضحاها قد يكتشف البعض تحول شخص يعرفونه طوال الوقت على أنه ذكر إلى أنثى أو العكس، وفى الغالب لا يتقبل المجتمع هذا التحول ويتعاملون مع هذا الشخص على أنه إنسان شاذ أو غير طبيعى، رغم أن الكثير من هذه الحالات تستحق الرعاية وتقبل المجتمع لأن ما حدث يخرج عن إرادتها أو أنه بسبب عيب خلقى، أو لأسباب أخرى قد يجهلها الكثيرون.
ولوجود الكثير من الالتباس حول هذا الموضوع، سنتطرق للكثير من التفاصيل حوله، حيث يقول الدكتور محمد عبد الرسول، مدرس جراحة المسالك البولية والتناسلية، إن حالات التحويل الجنسى التى انتشرت فى الآونة الأخيرة تنقسم إلى نوعين، حالات يكون التحويل الجنسى شذوذا، وآخر بسبب تصنيف الشخص على أنه جنس "بينى".
وبالنسبة للجنس البينى فهو حالات يلتبس فيها تحديد جنس الجنين منذ مولده بسبب عيوب خلقية بالأعضاء التناسلية.
ويضيف: من الممكن أن يولد الطفل بأعضاء تناسلية أنثوية أو يلتبس فيها تحديد نوع الجنين، وعند الكبر يكتشف أنه غير النوع الذى تم تحديده فى الصغر، لافتا إلى أنه فى بعض الحالات يوجد جهاز تناسلى ظاهرى فقط وعند الفحوصات لا يوجد رحم أو مبيض وتوجد خصية معلقة، وهذا يسمى عدم حساسية المستقبلات لهرمون الذكورة، فيكون المريض إكس واى، ولديه خصيتان معلقتان لكن الشكل الخارجى أنثى، وبسبب عدم حساسية الجسم لمستقبلات الذكورة لا توجد داخل الجسم، ومن خلال تحليل الكروموسات يظهر النوع الحقيقى للطفل.
ويتابع: إنه بعد إجراء الفحوصات وتحديد جنس الجنين، ففى حالة يتبين أن الطفل ذكرا فتجرى له عملية، ويتم أخذ سديلة جلدية عصبية دهنية دموية من الذراع الأيسر، ويشكل بها العضو التناسلى الذكرى، ويوصل بالمكان الطبيعى ثم يتم توصيل الشرايين والأعصاب عن طريق جراحة ميكروسكوبية، موضحا أن نسبة الإنجاب للأشخاص الذين تجرى لهم عمليات تحويل تكون ضعيفة جدا فوق 80%.
ويستكمل مدرس جراحة المسالك البولية والتناسلية أنه بعد تحديد نوع الجنين من خلال الفحوصات، ووجود العلامات التى تدل أن الطفل ذكر، فيتم إجراء عملية تحويل لنوع الجنين الأصلى، لكن مع معرفة أن القدرة على الإنجاب تكون ضعيفة جدا.
ومن جانب آخر يوضح الدكتور رفيق شوقى عطا لله، استشارى طب الأطفال، أنه فى بعض الأحيان يولد أحد الأطفال ولا يستطيع الأبوان تحديد جنسه، هل هو ذكر أم أنثى، حيث يكون تكوين الأعضاء التناسلية غير سليم، ويتم تحديد نوع الجنين من خلال الكروموسومات التى يحصل عليها من الأب والأم، لأن بويضة الأم تحتوى كروموسوم إكس إكس، والحيوانات المنوية للأب تحتوى على كروموسوم إكس واى، فإذا ورث الطفل من الأب كروموسوم إكس فيكون أنثى، وذلك لأن الطفل سوف يرث من الأم كروموسوم إكس أيضا فتكون أنثى، أما إذا ورث كروموسوم واى ويأخذ من الأم كروموسوم إكس فيكون ذكرا.
ويشير استشارى طب الأطفال إلى أن زيادة إفراز هرمون الذكورة يكون بسبب خلل فى الغدة الكظرية، أو إعطاء الأم هرمون البروجسترون الذى يعطى لعلاج وقف النزيف، أو إصابة الأم بالأورام التى تفرز هرمون الذكورة، وهذه من الأسباب التى تؤثر على الأعضاء التناسلية للطفلة ذات الكروموسومات إكس أكس، فتجعلها شبيهة بالأعضاء التناسلية للذكر فيحدث التباس فى تحديد جنس المولود.
ويضيف د.رفيق: أما إذا كانت الأم تأخذ حبوب منع الحمل أثناء فترة الولادة ويوجد نقص فى إفراز هرمون الذكورة أو عيب خلقى يؤدى إلى عدم تكوين الخصيتين، من الممكن أن يؤدى ذلك ويؤثر على الأعضاء التناسلية للطفل ذات كروموسوم إكس واى، لذا من الضرورى فى هذه الحالة عمل التحاليل اللازمة لمعرفة السبب وراء هذا المرض، وعمل السونار لمعرفة وجود الخصيتين أو الرحم، وتحديد نوع الجنين من خلال تحليل الكروموسومات، ويكون علاج حالات تحويل نوع الجنين من خلال اجتماع مجموعة من الأطباء كأطباء أطفال ومسالك بولية وغدد صماء وجراحة أطفال وأخصائى نفسى.
وومن جانبه، يقول الدكتور عبد العزيز عبد القادر، أستاذ جراحة المسالك البولية، إنه فى بعض الأحيان يوجد حالات تتطلب التحويل إلى نوع جنسى آخر بعد الكبر، حيث تكون الأعضاء التناسلية عند الولادة غير ظاهرة، ويتم تحديد نوع الجنين خطأ، مضيفا أنه فى أغلب الأحيان بنسبة 80% يستطيع الطبيب أن يحدد نوع الجنين من خلال الفحوصات والتحاليل التى تكشف بسهولة عن نوع الجنس.
ويذكر د. عبد العزيز أنه توجد حالات نادرة أقل من 1% لا يستطيع الطبيب فيها تحديد نوع الجنين، وهذه الحالات تظهر عند إجراء تحليل الكروموسومات، ويتم التعرف على النوع، لذا يوصى الطبيب بضرورة تكلفة الدولة بتخصيص ميزانية محددة للفحص الشامل على الأطفال وعلاجهم فى حالة وجود أية عيوب خلقية لم يلاحظها الأهل.
موضوعات متعلقة..
أخصائى مسالك بولية: نسبة الإنجاب فى عمليات تحويل الجنس البينى ضعيفة
"الجنس البينى".. فتيات يعشن ذكورا وذكور يعيشون إناثا..أطباء: تناول الأم حبوب منع الحمل وأدوية وقف النزيف أهم الأسباب المؤثرة على الأعضاء التناسلية للطفل..وأغلب الحالات غير قادرة على الإنجاب بعد التحول
الخميس، 18 ديسمبر 2014 07:42 م
الدكتور محمد عبد الرسول مدرس جراحة المسالك البولية والتناسلية
كتبت آلاء الفقى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة