عصام كرم الطوخى يكتب: لست حرًا فى اتخاذ قراراتك

الخميس، 11 ديسمبر 2014 10:13 ص
عصام كرم الطوخى يكتب: لست حرًا فى اتخاذ قراراتك شخص يجلس وحيدا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما أجمل أن نكون واعين بأنفسنا، مدركين لأفعالنا وسلوكياتنا، حتى نرى صورة صادقة لهويتنا ومكنون مشاعرنا من الداخل، فالانغماس بهوية وثقافة ورؤية الآخرين قد يفقدنا الشعور بهويتنا، مما يجعل عقولنا متشبعة بما يفعلون مبهرون بكل ما يقدمونه، فتبدو عقولنا غير حرة، كوننا اعتمدنا على ثقافة مغايرة لتقدير أنفسنا فنظرتنا إليها لن تكون صادقة.

وكثيرًا ما ننساق إلى أجندات وتوجهات وأفكار الآخرين بمحض إرادتنا والتى نراها فى اعتقادنا الخاطئ أنها حرة، ولكننا سلبنا من الداخل هوية أنفسنا ولكى نكون أحرارا فى اتخاذ قراراتنا علينا فهم أنفسنا بتقييم معتقداتنا وسلوكياتنا مما يمنحنا الثقة فى مردود أقوالنا وأفعالنا، مما يجعل فى استطاعتنا مراجعة وتقييم أنفسنا والتفكير فيما يصدر من قرارات ومحاولة سد أوجه القصور بداخلنا.

وقد يصعب علينا أن نرى أنفسنا بطريقة كاملة كوننا لا نرى إلا جانبا واحدا فقط لكون الرؤية قاصرة على إدراك أنفسنا من الداخل بل برمجت على ثقافة ورؤى الآخرين وقد جعلها تفقد الكثير من هويتها وإنسانيتها كوننا نرى الحلول لمشاكلنا فى ثقافة وهوية الغير.

فالأشياء المتطفلة والتى تعتمد اعتمادًا كاملًا على غيرها، إذا لم تطور وتغير من ذاتها فى حالات الضرورة مات بموت الآخرين، فالحياة تطالبنا بالقوة الدائمة والطاقة المتجددة وهذا لا يتأتى إلا بمزيد من الجهود العظيمة للتغلب على المصاعب التى نواجهها فنموك واستمرارك بقدر ما تعطى.

فلا تجعل نفسك عرضة للظروف بل صارح نفسك بالمواضع التى تريد الاكتمال فيها وأسعى إلى ذلك بتجديد وسائل الرقى بالذات ومعرفة توجهاتك الثقافية والحياتية ومحاولة إيجاد حلول للضغوط الواقعة عليك ورؤية النقاط المعتمة بداخلك ومحاول إنارتها، فالناجحون هم من يفهمون ويرون أنفسهم من الداخل رؤية واقعية وحقيقية.

يقول كريستيان لارسين: "إن قدرة الفرد على تغيير نفسه، وتحسين ذاته، وإعادة بنائها، والتحكم فى بيئته، والسيطرة على مصيره نتاج للعقل المنفتح انفتاحًا بناءً على قوة التفكير الصحيح".

انتقاء أكبر قدر من التجارب والخبرات التى قد تراها فى حياة غيرك وتتمنى أن تراها فى ذاتك شيء رائع لكن يتوقف ذلك على غرضنا مما نجذبه إلينا، حتى نستخلص ما يساعدنا على هذا النمو ويتوقف ذلك أيضاً على تشبثنا بما نملك، لكن لا تبرمج عقلك على حياة الآخرين وتكون نسخة غير نفسك.أكتب قصة حياتك بمقدار ما تبذله من جهد وبمزيد من الوعى واليقين والثقة بأعماق الذات وتحرر من قيود التعصب وتسلح بكل وسائل الإنارة التى تجعلك كيانًا متفردًا ومتواضعًا ومشاركًا فى الكون العظيم بآرائك واهتماماتك المتجددة والتى تزيدك رقى وتكمل الآخرين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة