اعتدت الكتابة والتعبير عما آراه، وعما أشعر به، ولكن فى عقلى الباطن، لم أجد ما يستجدى أن أمسك بقلم أو ألجأ إلى جهاز الحاسوب الخاص بى لكتابة خواطرى أو يومياتى لأنها كثر، ولكن بعدما أيقنت من عدة عوامل ضرورة أن أكتب هذه المقال، وأملى أن تصل إلى كل مصرى خالص وأصيل، عندما أحسست - على الأقل من وجهة نظرى الخاصة - أن كلمة السر لما تمر به مصرنا الحبيبة الآن ليس بأزمة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية، لا على العكس تمامًا، ما هى إلا أزمة كارثية تتمثل فى فقدان الأخلاق فيما بين المصريين، ولا أقصد أبدًا العموم فأنا ضد منطق التعميم بكل أشكاله، ولكن للأسف الشديد أنها الغالبية العظمى إن صح التعبير، وهذه الأزمة ليست وليدة ثورة 25 يناير أو 30 يونيو على الإطلاق، بل هى أزمة بالغة من العمر ما يكفى كى تشكل لمجتمعنا العريق أزمة تضرب بكل ما أوتيت من قوة لتفتيت وتحطيم كيان الدولة المصرية العظيمة.
ولدت هذه الفكرة الشيطانية من آباء ذوى نزعة غربية لا تمتهم أية صلة بمصرنا الحبيبة، وهذه ليست بمهاترات لغوية أو شعرية كما يصفها الجميع، ومن آجّل ما جعلها أزمة كارثية هو اعتبارها الكلام فيها بمثابة نزوات وطنية وشعارات رنانة، هذا هو المطلوب يا عزيزى المصرى من مفجرى ومؤسسى هذه الأزمة منذ عقود، عندما أيقنوا أن مصر ليست بفريسة سهلة بأى شكل من الأشكال من الناحية العسكرية ولا السياسية، فقرروا اللجوء إلى فكرة الشيطان والقيام بعمله المنوط به وهو العمل فى الخفاء وبهدف تدمير العقل الإنسانى ومعتقداته التى ميزت العقل المصرى عن باقى سائر العالمين، وبانت كلمة السر فى كل ذلك وذاك وتم بناء الهدف المراد الوصول إليه مهما كلف الأمر من انتظار قد يطول لعقود أو بتوفير أية وسائل قد تعاونه فى الوصول إلى هدفه اللعين.
من ماضى الشعب المصرى العظيم وعند تصفحه ودراسة ميكانيكية عمل العقل المصرى ذى الشأن الكبير نجد أنه امتاز عن سائر الشعوب العربية بمواصفات تؤهله بالفطرة للقيادة والسيادة، وجعل للأسف أعداءنا هم أكثر من يقومون بدراسات علينا حتى أصبحوا يعرفون عنا ما لا نعرفه، ونحن أصبحنا لهذه السلوكيات والأخلاقيات فاقدين، بدأناها بتقليدنا لهم مهما كلف الأمر وجعلنا مصطلح التغريب أمرًا متداولاً ومعتادًا لدينا، وتناسينا عاداتنا وتقاليدنا التى كانت هى السبب الأصيل فى تميزنا بين شعوب العالم العربى والغربى.
نداء إلى كل مصرى ممتدة جذوره داخل الوطن العزيز الغالي، عد إلى تراثك، أعد بناء الأخلاقيات المفقودة، عد لما كنت عليه من علو وشموخ، انهر أعين الغادرين والشامتين، لا تمكن منا أحدًا ولا تجعله ينل مراده الشيطاني. فإذا كتب لمصر أن نكون أبناءها، فكتب علينا بالتالى إرضاؤها.
ورقة وقلم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة