العربى منصور يكتب: وتلك هى الحياة

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 12:04 م
العربى منصور يكتب: وتلك هى الحياة قطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هاتفنى صباحا ليقول إنه سوف يأتى فى القطار الواصل للقاهرة الساعة الخامسة، وأكد على ألا أتأخر عليه لأنه متعب قليلا فوعدته أننى سوف أكون هناك فى الميعاد ... كم اشتقت إلى جدى !! كم كنت سعيدا بمجيئه!!

ذهبت إلى محطة القطار قبل الميعاد بأكثر من ساعة، وسألت على رصيف القطار القادم من سفر بعيد فدلنى أحدهم أنه سيأتى على رصيف رقم واحد وبالرغم من عطشى لم أذهب إلى الاستراحة لأشرب شيئا، بل ظللت واقفا على الرصيف أنظر إلى كل قطار قادم لعله يكون هو بالرغم من علمى جيدا بميعاد الوصول وخارج عن إرادتى وجدتنى أمارس عادتى، وهى أن أنظر فى وجوه الناس وأصنع لكل واحد منهم قصة هذا فقير، لكنه سعيد وتلك جميلة ولكنها تهمل جمالها وذلك غنى لكنه محتال وتلك ....


حتى وصلت إلى ذلك الوجه المتجمل بأدوات التجميل مكتملة لا أعلم لماذا وقفت عندها كثيرا هل هى جميلة حقا أم تريد أن تظهر أنها جميلة، بملامحها وطريقة كلامها شيئاَ ما يشدنى لكننى لا أعلم!

فكرت أن أذهب لأكلمها فاستوقفنى ذلك الصوت الملائكى وهو ينادينى فلتفت فوجدت فتاة فى منتصف العقد الثالث من العمر تبتسم وتقول أراك تريد أن تشرب.
--فسألتها متعجباَ وكيف عرفت؟؟
لم تجب وقالت تفضل الماء
تناولت زجاجه المياة من يديها وقبل أن أشرب سألتها هل أعرفك من قبل؟
-ابتسمت و قالت نعم.
-- ما اسمك؟
- اسمى نور وتلك التى تنظر إليها.....
قاطعتها فى الكلام وقلت كيف عرفت أننى أنظر إلى أحد هل كنت تترقبينى ؟؟؟
- لا إطلاقا ولكننى كنت أنظر إليك لأننى دائما أفعل ذلك..
-- دائما؟؟
حاولت أن تبرر كلامها فتلعثمت.
-- أردت أن أزيح الحرج منها فقلت أنت تعرفين تلك المرأة؟
- نعم اسمها دنيا.
شربت حتى ارتويت من زجاجتها..... اسمها دنيا؟ كم أكره ذلك الاسم!!
فابتسمت أعلم أنك لا تحبه.
شكرتها وعندما مددت يدى لأعطيها زجاجة المياه فقالت لا لا تفضلها إنها لك فأنا معى أخرى.

واستأذنت بأدب أن تذهب.. فستوقفتها وقلت أنا أعرفك أليس كذلك؟
قالت نعم...

-- إذا كيف أراك مرة أخرى ؟
- أنا دائما معك.. وابتسمت وقالت سلام الآن
تعجبت من كلمتها وتمنيت من داخلى أن أراها مرة أخرى.
نبهنى وصول قطار الساعة الخامسة بصوت نفيرة أخيرا سوف أرى جدى لكن سرعان ما تذكرت أنه توفى منذ أكثر من عشر سنين .... كم أشتاق إليه الأن !! نظرت إلى دنيا (الفتاة المتجملة) فوجدت حولها أناسا كثيرة تتوددت إليها وتتقرب منها.. لكننى حينها لم أجدها جميلة فخرجت مسرعا من محطة القطار أبحث عن نور من حولى التى أعلم جيدا أنها دائما قريبة منى وترانى.












مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة