أحمد صلاح يكتب: إنجازات كثيرة للرئيس والإعلام لا يركز إلا على السلبيات

الأحد، 19 أكتوبر 2014 08:08 ص
أحمد صلاح يكتب: إنجازات كثيرة للرئيس والإعلام لا يركز إلا على السلبيات سلع - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقيظت صباح الجمعة فى ميعادى تقريبا، بالرغم أننى أعانى حلاوة ترك الفراش فى أيام العمل العادية، عيناى فتحت وحدها ووجدت نفسى أترك الفراش وأنا ساخط على ساعتى البيلوجية التى ضبطت وحدها وكأنها بيج بن فى رأسى، ارتديت ملابسى وأنا المعتاد أن أجهز الإفطار فى ذلك اليوم، فول وطعمية وبطاطس وعيش سخن وجرجير ومخلل وبيض مقلى، إفطار المصريين المفضل، كدت أخرج من المنزل لإحضار الإفطار فوجدت زوجتى تنادينى أن انتظر، قامت هى الأخرى من الفراش وأحضرت ورقة وقلما وبدأت تكتب، تجيب قزازة زيت وعلبة سمنة وخمسة كيلو رز للخزين وزيهم مكرونه وتروح لعم جمال بتاع الفراخ تجيب فرختين وكيلو بانية بعد كدة تجيبلى بطاطس وطماطم وفلفل وتخلى واحدة ست أو بنت حلوة زى ما بتعمل كل مرة تنقى ليك الخضار، أعطتنى ورقة كبيرة بالطلبات وورقة بمئتى جنيه، وقالت وهى تذهب للفراش مرة أخرى، الطلبات دى كلها هتعدى مية وخمسين جنية وماتنساش الفطار.

وبدأت اشترى الطلبات وأدون الأسعار أمام كل طلب، أنا كزوج منشغل بعملى الذى لا ينتهى ولا عرف سوى أسعار السجائر وفقط وبعض الحاجيات التكميلية، أما شراء هذه الأشياء فلم اتورط فيها الا قليلا وخصوصا فى أول أيام الزواج، فى الفترة التى تمسك فيها بيد زوجتك وتذهب الى السوبر ماركت لتشترى الأشياء وتفرح وأنت ترصها فى الثلاجة وتشعر بحلاوة المسئولية فى بدايتها، اشتريت الطلبات وعدت بالأكياس الثقيلة، وجسدى الذى تهرأ من السجائر والقهوة ولخبطة مواعيد تناول الطعام ينوء بالأحمال، تناولنا الإفطار بعدما جهزته وأثناء تناولنا للشاى أخرجت الورقة وبدأت أعدد أسعار الأشياء ووجدت زوجتى تقول، الأسعار نزلت، لم أصدق، قالت زجاجة الزيت أصبحت بتسعة جنيهات بدلا من احدى عشر، علبة السمن كذلك انخفض سعرها جنيهين، حتى الدجاج وباقى الطلبات، كان مجموع ما اشتريته لم يتجاوز المائة وخمسين جنيه، بل تجاوز المائة جنية بشئ بسيط.

أدركت أن هناك عمل رائع يجرى بدون الاعلان عنه بل غير محسوس إلا لنا نحن الموظفون المنتمون للطبقة المتوسطة، والفقراء الذين سيؤثر فيهم انخفاض الأسعار، القرارات الاقتصادية اتخدت بطريقة عبقرية جعلت التجار يخفضون الأسعار بدون أن يؤثر ذلك على اقتصاد البلاد، فهل نعمى أبصارنا عن كل ذلك التقدم فى غضون أربعة شهور فقط هى كل عمر نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى.

ليس هذا فقط بل إننى بعد صلاة الجمعة كنت معتادا أن اقف مع جيرانى، اليوم الوحيد الذى نتقابل فيه، وأثناء وقوفنا مرت عربة عليها أرغفة خبز طازجة ساخنة، يدفعها رجل انيق يحمل معه ماكينة من تلك التى يستعملها تجار التموين، وقف بجوارنا قائلا، عيش التموين بس للى معاه الكارت، قال جارى مش عاوز العيش عندى كتير، قلت أنا لم استصدر بطاقة التموين بعد، فقال جارى خد من معايا، وأخرج الكارت الخاص به ليعطينى الرجل خمسة أرغفة ويرفض جارى أخذ الربع جنيه، فالرغيف بخمسة قروش ومتوفر، بعد دقائق وجدت رجال وسيدات يقفون مع الرجل الموظف بالتموين ومعهم كروت تموينهم ويأخذون حصتهم فى الخبز وينصرفون ببساطة وسعادة، مرت سيدة عجوز تحمل خبزها على صدرها كانت تقول، ربنا يخليك يا بنى يا عبد الفتاح.

فى أربعة أشهر يا سادة لمست ببساطة هذه الأشياء، فما بالكم بعد عام، عامين، أو دورة رئاسية كاملة، ننتظر الكثير، وحده لن يستطيع، ولكن جميعنا، ولكن السؤال المهم الآن، هل ذكر الإعلام هذا، لا ولكنه يهتم ـ خاص وعام ومستقل ـ بمظاهرة هنا وتفجير هناك وحريق هنا وانقطاع تيار هناك، يلمس ويوضح السلبيات ويضخمها، ولكنه ـ بشكل مقصود أو غير مقصود ـ يتعامى عن كل الإيجابيات.

أننى لا أطبل ولا أنافق بل أقول حقيقة، هذه الفترة التى نعيشها سويا، إما أن نضع أيدينا جميعا فى أيدى بعضنا، أو ....











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة