مزلقانات السكة الحديدية معابر الموت.. تطوير 63 على مدار 7 سنوات من أصل 1332 بالمحافظات.. ورئيس الهيئة: ننتهى من تحديث 871 يونيو المقبل.. حسام فودة: المسئولون اعتادوا إطلاق الوعود عقب حوادث القطارات

الأحد، 22 ديسمبر 2013 06:42 ص
مزلقانات السكة الحديدية معابر الموت.. تطوير 63 على مدار 7 سنوات من أصل 1332 بالمحافظات.. ورئيس الهيئة: ننتهى من تحديث 871 يونيو المقبل.. حسام فودة: المسئولون اعتادوا إطلاق الوعود عقب حوادث القطارات إبراهيم الدميرى وزير النقل
كتب رضا حبيشى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأ تطوير مزلقان "بشتيل" فى إمبابة بالجيزة، منذ نحو 5 سنوات، ولم تنتهى أعمال تطويره حتى اليوم، والخفيران المسئولان عنه يتواجدان فى "كشك" خشبى بجوار المزلقان، عقب هدم الغرفة الملحقة لإنشاء غيرها بالمواصفات التى وضعتها الوزارة للمزلقانات المطورة، يتوفر بها الحد الأدنى من الاحتياجات التى تلزم الخفير، وتستخدم سلسلة حديدية فى إغلاق المزلقان، والسلسلة الحديدية لا تغطى عرض المزلقان بالكامل، لذلك الكثيرون يقتحمون المزلقان أثناء إغلاقه.

وقالا خفيرا مزلقان بشتيل، لـ"اليوم السابع"، إن المزلقان بدأ تطويره منذ نحو 5 سنوات، وكل عدة شهور يرون مقاول مختلف، ويأتى عمال لعدة أيام يقومون ببعض الأعمال فى تطوير المزلقان، ثم يأتى مقاول غيره ويفعل نفس الشىء، وحتى اليوم لم ينتهى تطوير المزلقان، مستطردين: "بنقعد فى كشك خشبى غير آدمى، ولما بنحتاج نقضى حاجتنا بنروح نعملها على شريط السكة الحديدية فى الخلاء، وبنخاف نسيب المزلقان ونروح جامع نقضى حاجتنا أو نصلى تحصل مصيبة".

وعلى مزلقان "بورطس"، الواقع بمركز أوسيم بالجيزة يفترش تجار الخضر والفواكة شريط السكة الحديدية، مغلقين "السكة" تماما بخضرواتهم وفواكهم، وعندما يسمعون جرس المزلقان أو "صفارة" الخفير يقومون بفتح سكة واحدة للقطار حتى يمر، ثم يعاودون فرش بضاعتهم مرة أخرى عقب مرور القطار، غرفة خفير المزلقان استولوا عليها وقاموا بربط أحصنتهم فيها، والخفيران المسئولان عن المزلقان يتركونه ويتواجدون فى محطة سكة حديد "بورطس"، مع مراقب برج المحطة التى تبعد نحو 150 مترا عن المزلقان، عقب أن استولت أحصنة الباعة على غرفتهم.

وعندما يقترب قطار من المحطة يتوجها الخفيران إلى المزلقان، لمحاولة إغلاقه ودفع الباعة إلى فتح سكة واحدة للقطار القادم، وعلى الخفيرين أن يتحدثان بلطف مع الباعة حتى لا يعتدى أحد الباعة عليهما، لأنه إذا تعرضا لاعتداء لن ينجدهما أحد، فلا توجد شرطة بالمحطة أو المزلقان، كما أنهم إذا تعرضوا لاعتداء واستنجدوا بشرطة القسم التابعين له لن يأتيهم أحد، ولو وصلت سيكون متأخرا ولن تستطيع فعل أى شىء، على حد قولهما.

مزلقان "بورطس"، ومزلقان "بشتيل"، نموذجان لما يحدث فى كافة مزلقانات السكة الحديد، سواء التى بدأ تطويرها أو التى لم يبدأ تطويرها حتى اليوم، فمزلقان "بورطس" يمثل حال المزلقانات التى لم تبدأ أعمال تطويرها بعد، أما ما يحدث فى مزلقان "بشتيل" الجارى تطويره فهو نموذج لما يحدث فى باقى المزلقانات التى بدأت أعمال تطويرها منذ عام 2007، حيث أعلنت وزارة النقل فى أعقاب حادث تصادم قطارى قليوب، الذى أودى بحياة نحو 66 راكبًا، عن خطة لتطوير مزلقانات، وشلمت المرحلة الأولى تطوير 345 مزلقانا بنهاية 2009.

ومع بداية 2007 بدأت أعمال تطوير المزلقانات، لتسير أعمال التطوير بشكل متعثر لدرجة أن كل وزير يأتى على رأس وزارة النقل يكيل الاتهامات لمن سبقه، ويتهم فترة من سبقه بأنها شهدت تخبطا وبطئا شديدا فى إنجاز مشروع تطوير المزلقانات، ليعلن عن موعد محدد للانتهاء من تطوير المزلقانات، لكنه يترك منصبه دون أن ينفذ ما وعد به، ليأتى وزير جديد يكيل الاتهامات لمن سبقه بسبب البطء فى تنفيذ مشروع تطوير المزلقانات، وهكذا الحال مع كل الوزراء الذين توافدوا على وزارة النقل.

ووفقا لإحصائيات هيئة السكة الحديد، فإن من 2007 حتى اليوم- بعد نحو 7 سنوات من بدأ تنفيذ مشروع تطوير المزلقانات- لم يتم الانتهاء من تطوير سوى 63 مزلقانا من أصل 1332، يمثلون إجمالى مزلقانات السكة الحديدية القانونية التى تعترف بها هيئة السكة الحديد، وذلك نتيجة للأسلوب الذى تعامل به المسئولون مع مشروع تطوير المزلقانات، وبين الـ63 مزلقانا يوجد 57 دخلوا الخدمة فعليا، آخرهم 3 مزلقانات منتصف الشهر الجارى، بينما يوجد 6 تم الانتهاء من تطويرهم، لكنهم لم يدخلوا الخدمة حتى الآن، فى انتظار افتتاح المسئولين لهم.

وأكد حسام فودة، مستشار وزارة النقل، لشئون السكة الحديد السابق، لـ"اليوم السابع"، أن كل وزير يتحدث عن المزلقانات التى تم الانتهاء من تطويرها، باعتبارها تمت فى عهده هو فقط، ويتناسى أن الرقم الذى يعلنه حصيلة من تم إنجاره منذ بدأ مشروع تطوير المزلقانات بداية 2007، وأن الرقم الذى يعلنه متفاخرا يؤكد فشل الوزارة فى التعامل مع مشروع تطوير المزلقانات، مشيرا إلى أن حديث المسئولين عن خطة تطوير المزلقانات يكثر عقب كل حادثة قطار.

وأضاف "فودة"، أن تصادم قطار دهشور الذى وقع منتصف الشهر الماضى، وأودى بحياة نحو 30 شخصا، كان أخر الحوادث الذى كثر الحديث بعدها عن تطوير المزلقانات، لافتا إلى أن الدكتور إبراهيم الدميرى، وزير النقل، ومسئولى السكة الحديد، تحدثوا كثيرا عقب الحادث عن وضع خطة قومية، لتطوير كافة مزلقانات السكة الحديدية، إلا أنهم جميعهم لم يذكروا خطة التطوير الجارى تنفيذها بشكل متعثر منذ 2007، لكنهم شرعوا يرددوا أنه تم وضع خطة تطوير قومية يتم تنفيذها بشكل عاجل، تستهدف تطوير كافة مزلقانات الهيئة بنهاية يونيو المقبل.

اللافت أنه بعد حادث قطار دهشور بأيام، خرج "الدميرى" غاضبا أثناء وجوده بمؤتمر عن الاستثمار فى قطاع النقل بالإسكندرية، ليؤكد أن وزير النقل ليس مسئولا عن حوادث المزلقانات، لأنه ليس بإمكانه فعل شىء تجاه سلوكيات المواطنين، من تعدى على حرم السكة الحديد واقتحام المزلقانات، محملا حينها الشرطة والمحليات مسئولية مواجهة المشكلات التى عددها عن سلوكيات المواطنين التى تؤدى إلى الحوادث، وقال إنه تم وضع خطة عاجلة للانتهاء من تطوير المزلقانات بالكامل نهاية يونيو المقبل.

وأكد "الدميرى" ومسئولو السكة الحديدية، فى أكثر من مناسبة عقب حادث قطار دهشور على الانتهاء من تطوير كافة المزلقانات بنهاية يونيو، منتقدين أسلوب المسئولين السابقين فى التعامل مع مشروع تطوير المزلقانات، ومنذ هذا الحادث والدميرى يعقد اجتماعا شبه أسبوعى مع قيادات السكة الحديدية، لمتابعة مشروع تطوير المزلقانات، الذى يستهدف الانتهاء من تطوير 871 مزلقانا بنهاية يونيو المقبل.

وأرجع حسين زكريا، رئيس هيئة السكة الحديد السابق، لـ"اليوم السابع"، البطء فى تنفيذ مشروع تطوير المزلقانات إلى وجود العديد من المشكلات التى واجهت تنفيذ المشروع، منها إنهاء التراخيص مع المحليات، فضلا عن مشكلات واجهت عملية التمويل، لافتا إلى أن الهيئة تستهدف تطوير 871 مزلقانا بنهاية يونيو المقبل، بالاشتراك مع القوات المسلحة التى تولت تطوير جزء كبير من المزلقانات، وأنه تم توفير التمويل اللازم الذى كان يمثل عقبة فيما سبق، حيث تم تحويل من موازنة الحكومة 3.11 مليار جنيه، لتحقيق هذا المستهدف.

وأضاف "زكريا"، أنه سوف يتم تطوير 871 مزلقانا من أصل 1332، تمثل إجمالى عدد مزلقانات الهيئة القانونية، فيما لا تحتاج باقى المزلقانات إلى تطوير، حيث تتوافر فيها شروط السلامة، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من تطوير 63 مزلقانا حتى الآن، من أصل الـ871 بينهم 6 لم يدخلوا الخدمة بعد وجاهزين للافتتاح، كما أنه تم الانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية لـ181 مزلقانا، وجار تنفيذ أعمالهم الميكانيكية، لكى يدخلوا الخدمة ويعملوا آليا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة