فى الخامس ديسمبر الحالى توفى نيلسون مانديلا، أحد أشهر زعماء العالم فى السلام، وأشهر مصابى السل أيضا حول العالم، إذ أصيب به فى الثمانينات أثناء اعتقاله فى فترة الحكم العنصرى بجنوب أفريقيا، ومن ثم كان لدية العديد من الإسهامات فى مكافحة مرض الدرن "السل" عالميا.
وفى التقرير الذى أصدرته منظمة الصحة العالميا، مؤخرا، عن وضع الدرن فى العالم تبين أن عدد المرضى الذين أصيبوا بمرض الدرن فى العام الماضى على مستوى العالم بلغ 8.6 مليون مريض، وفى مصر 8145 مريض فى نفس العام، وتشير الدراسات إلى أن الدرن هو المصدر الثانى للوفاة فى العالم بعد الإيدز.
ومن جانبه يوضح الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر واستشارى الصدر والدرن، أن الدرن يعد واحدا من أقدم الأمراض التى عرفتها البشرية، إذ يرجع تاريخه إلى عصر قدماء المصريين حيث وجد فى مومياواتهم.
وأضاف المغازى، أنه كان يعرف قديما باسم السل، حيث جرت العادة على تسمية الأمراض بأشهر أعراضها ولما كان النحول وفقدان الوزن من أشهر أعراض الدرن أطلق عليه القدماء اسم السل، أما الاسم العلمى "الدرن" فيرجع إلى الأورام الصغيرة أو التجاويف المحتوية على مادة متجبنة، والتى تتكون فى العضو المصاب (غالبا الرئة) نتيجة إصابته ببكتريا الدرن.
ويشير الدكتور عصام، أن خطورة مرض الدرن تكمن فى تأثيرة على الشريحة المنتجة فى المجتمع، حيث 80% من المصابين به فى الشريحة العمرية من 15 إلى 44 سنة، وبالتالى يؤثر على الاقتصاد القومى للبلاد الذى ينتشر بها.
وعن أعراض المرض يقول دكتور عصام، الضعف عام، وفقدان الشهية ونقص الوزن، وارتفاع طفيف فى درجة الحرارة وعرق أثناء الليل، وكحة شديدة لمدة تزيد عن أسبوعين.
و من جانبه يشير دكتور وائل صفوت، مستشار الصحة الإقليمى، إلى أن الدرن كان قد اختفى تماما من مصر بفضل المشروع القومى لمكافحة الدرن والتطعيمات التى كان يوفرها للمواطنين، ولكن فى الاونة الاخيرة ظهرت نوعيات جديدة من المرض مقاومة للعلاج ولا تستجيب للعلاج المعتاد عليه !!
ويبين دكتور وائل، أنه حتى الآن أسباب الإصابة بالدرن غير معروفة إلا أن هناك وسائل تساعد فى نقل العدوى بميكروب الدرن منها التواجد فى أماكن سيئة التهوية، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، ويعتبر مرضى المناعة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتعد الشيشة مصدرا رئيسيا للإصابة بالدرن حتى لو تم تغيير "المبسم" إلا أن المياه تعد ناقلا جيدا للدرن.
ويستلزم علاج السل إلى فترات طويلة تصل من 9-12 شهرا للوصول إلى نتائج جيدة، لذا يجب على الجهات المعنية التدخل من جديد لمواجهة هذا المرض الذى يؤثر سلبا على الفئة المنتجة بالمجتمع.
ويؤكد أن علاج السلالات الجديدة من الميكروب المقاوم للعلاج التقليدى متوفر عالميا ويسهل توفيره فى مصر للقضاء على السل نهائيا كما حدث فى العقود الماضية.
ويعد الكشف المبكر للمرض، وتدريب الأطباء والممرضات على اكتشاف المرض أحد أهم طرق الوقاية منه، حيث يقول دكتور عصام المغازى، إن أهم خطوات الوقاية من مرض الدرن هى اكتشاف ومعالجة حالات الدرن، لأنها مصدر العدوى وعلاجها مبكرا يحمى المجتمع، وذلك من خلال التطعيم بلقاح الـ"بى. سى. جى".، والكشف على المخالطين، مع التثقيف الصحى عن طريق نشر المعلومات السليمة عن المرض يؤدى إلى اكتشاف الحالات مبكرا وعلاجها، مما سيؤدى إلى الإقلال من العدوى.
وينصح دكتور عصام، بضرورة ممارسة العادات الصحية السليمة مثل عدم البصق على الأرض أو العطس أو الكحة فى وجه الآخرين، والامتناع عن التدخين وتناول الشيشة، والحث على أهمية الكشف الطبى المبكر، خصوصا عند الشعور بأعراض مثل الكحة لمدة أكثر من أسبوعين، مع العيش فى السكن الصحى الذى يتوفر فيه التهوية الجيدة والشمس.
بعد وفاة مانديلا أشهر مريض درن بالعالم.. أطباء: المرض يعود بسلالات جديدة مقاومة للعلاج و8 آلاف مصاب فى مصر سنويا.. والصحة العالمية: الدرن السبب الثانى للوفاة بعد الإيدز عالميا
الأربعاء، 18 ديسمبر 2013 08:42 ص
صورة أرشيفية
تحقيق فاطمة إمام
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة