ينظِّم المجلس الثقافى البريطانى جولة عالمية لمجموعة ضخمة من الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية المبنيّة على أعمال الروائى الإنجليزى الشهير تشارلز ديكنز(1870-1812) أو المستوحاة منها، التى انطلقت من دار العروض الكلاسيكية التابعة لمعهد الفيلم البريطانى فى يناير 2012.
وفى هذا الإطار، أعلن المجلس الثقافى البريطانى عن شراكة مع مهرجان أبوظبى السينمائى لعرض روائع ديكنز على الشاشة فى الإمارات العربية المتحدة، إذ من المقرّر عرض عشرة أفلام فى ڤوكس سينما مارينا مول، أبوظبى فى الفترة من 27 آمارس إلى 2 أبريل 2012 بالتزامن مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2012، الذى سينصبّ الاهتمام خلاله هذا العام على المملكة المتحدة من خلال فعالية البلد الضيف، ويشمل برنامج ديكنز على الشاشة الأفلام المقتبسة من أشهر روايات تشارلز ديكنز الذى يُعدُّ أحد أشهر الروائيين الإنجليز على الإطلاق، مثل دايفيد كوبرفيلد وتوقعات عظيمة وأوليفر تويست.
وقال ميشال بشارة، مدير المشاريع فى المجلس الثقافى البريطانى: "يحتفل العالم هذا العام بمرور قرنين على ميلاد تشارلز ديكنز، ذلك الروائى الفذ الذى ألهم المخرجين السينمائيين والتلفزيونيين والممثلين على السواء، ومن خلال شراكتنا مع مهرجان أبوظبى السينمائى، وبالتزامن مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب هذا الشهر، والعديد من الفعاليات الثقافية والإبداعية والأدبية التى تغنى الحركة الثقافية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، نتوقع أن تجتذب روائع ديكنز على الشاشة المواطنين والمقيمين فى الدولة.
وكما هو معروفٌ تنافس مخرجون سينمائيون وتلفزيونيون بريطانيون وعالميون عدّة، منذ عقود، على الأعمال الروائية الخالدة لتشارلز ديكنز، وحققت أفلامهم السينمائية ومسلسلاتهم التلفزيونية نجاحاً واسعاً، منها على سبيل المثال فيلم "أوليفر" المقتبس من رواية "أوليفر تويست"، والذى فاز بعدّة جوائز أوسكار عام 1969، وكذلك مسلسل "بيت كئيب" الذى عرضته "بى بى سى" عام 2005.
ويعتبر النقاد إن تشارلز ديكنز ألهم بلغته الروائية البصرية البارعة المخرجين السينمائيين منذ عقود، تاركاً بصمته الفارقة فى اللغة السينمائية الحديثة.
ويُعدُّ فيلم "دايفيد كوبرفيلد" الذى يعود إلى عام 1913 أقدم فيلم مقتبس من أعمال تشارلز ديكنز، إذ لم يتبق منه سوى مقاطع محدودة، وبعد مرور أكثر من مئة عام على الفيلم المذكور مازالت أعمال ديكنز تجتذب المخرجين السينمائيين والتلفزيونيين، حيث يشير النقاد إلى أن كلّ واحدة من رواياته الخمس عشرة قد اقتُبست للسينما والتلفزيون مرتين على أقلّ تقدير.
وتابع بشارة قائلاً: "يتيح برنامج "ديكنز على الشاشة" فرصة فريدة للمهتمين فى الإمارات لمشاهدة مجموعة واسعة ومتنوعة من الأفلام المقتبسة من روايات ديكنز، ومنها الفيلم الصامت "دايفيد كوبرفيلد" الذى أخرجه منذ ما يقارب المائة عام المخرج البريطانى توماس بنتلى، ولم يتبق منه إلا أجزاء قليلة، حيث قام معهد الفيلم البريطانى "بى أف آى" مؤخراً بترميمه، وسيرافق عرضه قراءة حيّة لمقاطع من رواية ديكنز التى تحمل الاسم نفسه".
ومن جهته قال بيتر سكارليت، المدير التنفيذى لمهرجان أبوظبى السينمائى: "إن ما تقدمه هذه السلسلة الرائعة يجمع ما بين عرض أفضل الأفلام المستوحاة من روائع الأدب العالمى، وإتاحة الفرصة لمشاهدة مجموعة من أفضل أعمال نجوم السينما البريطانية مثل ديرك بوجارد، جويس جرينفيل، أليك جينيس، فاليرى هوبسون، جون ميلز، ألاستير سيم، وجين سيمونز".
واختتم سكارليت قائلاً: "بالإضافة إلى كل هؤلاء، لا ننسى أن نذكر أيضاً الممثل الكندى كريستوفر بلامر الذى حصل مؤخراً على جائزة الأوسكار الأولى له، والتى طال انتظاره لها، بالإضافة إلى اثنين من رموز حقبة السينما الصامتة هما لون تشاينى وجاكى كوجان، اللذين لعبا دور البطولة فى أكثر الأفلام ندرة ضمن هذه المجموعة، وهى النسخة الصامتة من فيلم أوليفر تويست من إنتاج عام 1922، والتى أعاد فرانك لويدز اكتشافها مؤخراً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة