نعرف جميعا أركان الإسلام الخمسة، ومن يقوم بها هو مسلم صحيح، وأياً كان من يحكم حكما إسلاميا فتلك شريعته، فالحكم الإسلامى الذى يثير بعض الليبراليين الآن وينغص عليهم حياتهم مما يجعلهم يبثون خوفهم للجماهير عبر منابر الإعلام، والذى يساندهم فيها تارة وينافق الإسلاميين تارة أخرى، هذا الحكم الإسلامى لن يخرج عن النماذج الحالية فى تركيا أو دول الخليج، وببساطة لن يكون هناك تغير جذرى فى الدستور، لأنه أساسا يقوم على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع. قد يظن القارئ أنى أتكهن أو أدعى العلم بالمستقبل، لكن فى علوم الهندسة المعطيات تؤدى إلى النتائج واليكم المعطيات: أولا: ثقتى فى ذكاء الإخوان المسلمين وحكمة قيادتها فى أن لا تصطدم بالمواطن المصرى البسيط، ولا المواطن القبطى والكنيسة، ولا بالقوى الخارجية الأجنبية التى تضع مصر تحت المنظار الآن، ومع أن الإسلاميين ليسوا كلهم إخواناً، إلا أنى أطلب منهم قيادة الفصائل الأخرى لقلة خبرتهم السياسية والإدارية والإعلامية، وغالبا هذا ما سيحدث حتى لا نصطنع حرباً إسلامية إسلامية. ثانيا: الدستور الحالى أو القادم ليس دستوراً كافراً لا سمح الله، فلا أعلم به مادة تكفر أحداً، أو تحثنا على ترك أحكام الإسلام، وخيالى المتواضع لا يسع أن يقوم أحد بمنع حقوق المواطنة عن أى فصيل من المصريين.
ثالثا: الصندوق الذى أتى بالإسلاميين قادر على الإطاحة بهم إن لم يخدموا الوطن، أو إن لم يقوموا بتحقيق طموحات الشارع المصرى، لذا لن تكون أولوياتهم الخمور والحجاب، وقائمة المحظورات المعروفة، رابعا: الأزهر وهو صمام أمان الوسطية الإسلامية، وسنشهد له عودته كلاعب أساسى فى قائمة لاعبى الوطن، خامسا: ميدان التحرير لن يتم زراعته بالقمح على ما أعتقد مما يعنى أنه سيكون وسيلة الضغط الجاهزة فى أى وقت على من يكبت حرية المصريين، هذه الأسباب تعبر عن معطيات واضحة ستؤدى إلى نتائج أظنها منطقية، أهم هذه النتائج أن الأقباط لهم فى مصر مثل مسلميها، وأن الحكام الجدد تنتظرهم تركة ثقيلة عليهم التركيز فيها، فالوطن بحاجة لسواعد صلبة وعقول مستنيرة ومجهود مستمر فى التخطيط والتنفيذ والرقابة والمتابعة لكل مشروعاته.. فالأفضل لم يأت بعد... ومصر تستحق الأفضل.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة