لم يعرف جيلنا طعم الانتصار، كما لم يجرب مذاق الهزيمة المر، مررنا بتجارب تختلف عن سابقينا، عرفنا مرارة «اللاسلم واللاحرب»، أن تعيش وأن لا تعيش.. أن تكون موجوداً وغير موجود.
لم نفرح يوماً من القلب، ولم نحزن حد الثمالة، كان عمرنا «استقراراً» بطعم الموت، ومواتاً فى صورة حياة، من كان محظوظاً استطاع أن يحلم، ومن لم يضع حلمه كان الأكثر حظاً، أما من استطاع تحقيق الحلم فكانوا قلة محدودة.
العام 1973، واليوم 6 أكتوبر، كان إيذاناً بنا، نحن الجيل الذى جاء بعد سنين الهزيمة، ولدنا مع الفرحة الأولى والأخيرة لزمن يمتد حتى الآن، نحن.. همزة الوصل بين جيل حالم، عاش حلمه سواء أفاق على أوهام أو حقائق، وبين جيل لا ينتمى لأى مما سبق، كأنه بلا جذور.. ولا هوية.
نحن الذين ولدنا مع «أكتوبر»، لكنا عرفناه من أفلام سينمائية و أعمال درامية تستخف به حد السذاجة، ورغم ذلك نفرح به كل عام، فرحةً من فرط قصر لحظاتها ننساها سريعاً، لكننا فى النهاية نفرح به، ونحلم بعبور جديد، يعود الفضل فيه إلينا، لكننا لم نحققه.. للأسف.
نصرٌ كأكتوبر، هو ما نحن فى أمسّ الحاجة إليه، «عبورٌ» إلى المستقبل، رغم كل ضبابية الوقت الحالى، فما كان قد كان، والآتى هو الباقى، نحن اليوم فى حاجة إلى استجلاب طعم «أكتوبر» المجيد، كى تتجسد اللحظة فينا، لنتقمص جميعاً روح وإرادة وعزيمة من عبروا يومها، ومن ساندوهم، ومن آمنوا بهم، لنغمض أعيننا، ونرى عالماً أمامنا لا وجود فيه سوى للنصر.. والنصر فقط، ثم نفتحها على عالم نقف فيه بلا حراك، وكلنا نعرف أن من لا يتحرك يرجع إلى الخلف، أو يغوص فى باطن الأرض فى عالم تحيطنا فيه رمال متحركة.
نحن أبناء «أكتوبر» العظيم، نقر ونعترف بأننا أبناء أبرار لمصر، ولآبائنا، ولجدودنا، ونحن آباء جديرون بأبنائنا.
نحن أبناء «أكتوبر» المجيد، نقر ونعترف بالمسؤولية عن خلق إعلام يقودنا إلى المستقبل، ولا يغرقنا فى مستنقع الماضى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة