أحكى لك عن زوجى، أولا أعترف أننى أحبه جدا، أعترف أكثر بشرط ألا يفتن أحد ويقول له أننى لم أكن أحبه أصلا لكن سبحان مقلب القلوب ومغير الأحوال !
من أول السطر أقول لكم كان ياما كان، فى يوم من الأيام دخلت خالتى حورية إلى بيتنا فى ساعة غذاء وقالت لنا بصوتها الحنون الهامس الوقور: «.. جايبة لكم عريس لفطومة». فطومة هى فاطمة هى أنا، وحتى لايذهب خيالكم إلى بعيد، لست عانس وقتها، كان عندى عشرين سنة.. وثلاث سنوات مخبية عليهم، انسحبت طبعا إلى غرفتى «.. وجاء طاهر مصطفى طاهر إلى البيت فى ساعة عشاء.. وصدمتنى ضحكته التى تشبه صور الإعلانات عن معجون الأسنان، باردة وممتدة، وفى النظرة الثانية صدمتنى الكرافتة التى اختارها لون القميص والجوارب، وبما أننى نزلت بنظرى إلى الحذاء.. فقد أحسست أن العريس نزل هو أيضا من نظرى!
نصحتنى فيما بعد طنط حورية وأختى شاهيناز وصديقتى الأنتيم ميمى أن أقبل، قالت لى شاهيناز بالحرف الواحد «.. ده عريس لقطة، شكلا وموضوعا، كفاية أنه مهتم بالتفاصيل ياعبيطة، عيوبه من وجهة نظرك.. هى مميزاته من وجهة نظر أى واحدة واعية.. لو مش عاجبك.. أختك موجودة موافقة عميانى».
تزوجنا، وبعد ثلاث سنوات من الزواج.. تبقت من هواياتى الثلاث: الطبخ فقط!
عادى، طبعا توقعت، مالم تتوقعه هو أننى أصبحت رومانسية بالفعل وليس بكلام مؤلفى الروايات التى كنت أعيش الحب على خيال أبطالها، لقد تحولت.. إلى فطومة المحبة العاشقة التى تنتظر رجوع زوجها من العمل على أحر من الجمر وقد انتهيت من طبق اليوم الذى صنعته بفن فى مطبخى، وقد اكتشفت أننى أحب زوجى حين وجدت نفسى بعد شهر العسل أعد له طعام الغذاء بمزاج، وقتها فكرت فى سر التحول.. فاكتشفت أننى شخصية عملية واضحة وصريحة وكان طبيعيا أن الحب عندى يصبح حب ملموس.. يعنى: لايهم أن يقول لى طاهر مصطفى طاهر كلمتين حب مع النظر فى العين والضغط على اليدين.. المهم هو أن يلتزم بمواعيد دفع مصاريف البيت وشراء بعض الفاكهة والحلويات وهو عائد إلى البيت، المهم أيضا أن أضمن بدون مجهود يذكر أن طاهر ليس له فى العلاقات الغرامية، وليس له أصدقاء، أنا أصدقاؤه وغرامياته وحصالة فلوسه!
أنا وطاهر أصبحنا حلة وغطاها، نشبه بعض تماما، حتى أن نفس الأفكار عندما نخرج عن المألوف ونفكر تأتى فى نفس الوقت تقريبا، وأقول تقريبا خوفا من الحسد.. واذا لم يحسدنى الناس على طاهر.. على ماذا يحسدوننى، إذا كنت أملك زوجا مطيعا ولطيفا إلى درجة أننى أحيانا كثيرة لا أشعر بوجوده على الرغم من أنه جنبى على نفس الكنبة وأمام نفس التليفزيون نشاهد فيلم لإسماعيل ياسين.. فهل هناك أروع من هذا زوج، لانتكلم فى السياسة ولا لنا فيها.. ولا عمرنا فكرنا يعنى إيه بورصة بالذمة اتحسد ولا.. لأ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة