نحن هنا..
والمصريين أهمه..
بالصوت العالى، بل بأعلى صوت، هكذا أعلنها المصريون دون ضجيج، حين بدأ بث قناة التليفزيون العربى.
«التليفزيون العربى».. هى الرد الطبيعى والمنطقى على كل من نسى أو تناسى الدور المصرى فى تأسيس الإعلام العربى، وفى تمهيد الطريق لكل ما يحدث فى عالم الإعلام الفضائى والأرضى الآن.
والأهم.. أنها محاولة قوية بلا اصطناع، لتذكيرنا بإمكانياتنا الحقيقية فى هذا المجال، فمن كان قادراً على الابتكار من العدم، هو بالضرورة قادر على التطوير والاستمرار.
أما الأحلى، فهو بالطبع.. منحنا هذه الفرصة العظيمة للاستمتاع، بالإنتاج الضخم والجميل والرائع، لرواد الإعلام ونجوم الفن والأدب، والذى لم نكن لنعرفه لولا هذه القناة.
أما بالنسبة للجيل الأصغر سناً، فهى خطوة مهمة، لتعريفهم بمصر، فى زمن تتقاذف فيه موجات الإعلام عقولهم وأفئدتهم، هو جيل لا يدين بالولاء الإعلامى سوى لمحطة يهواها، وللأسف تضيع الهوية المصرية ما بين قنوات مصرية هى نفسها بلا هوية واضحة لصناعها، وقنوات عربية لها أجندات تخصها.
مصر الوطن، والتاريخ، والإمكانيات، والإبداع، هى بالتحديد ما نحتاج للتأكيد عليه هذه الأيام أكثر من غيرها، فهى الفرصة الأخيرة للحاق بجيل «خرج من البيضة»، ولا نعرف إلى أين سيتجه.
«تثقيف تليفزيونى».. ربما يمكن أن نطلق عليه ذلك، أو بالأحرى هو «تثقيف وطنى»، ليس لأن المواطن المصرى سيتذكر (للأكبر سناً)، وسيعرف (للأصغر سناً)، بأن فى بلده روادا فى عصر قلت فيه النماذج الرائدة؛ بل أيضاً لأن المادة التليفزيونية المعروضة، هى نفسها «كنز» ثقافى لا يقدر بثمن، تخيلوا مثلاً أن الجيل الحالى، سيشاهد خطب جمال عبدالناصر، وحوارات فنية يجريها مذيعون ومذيعات مثقفون على أعلى قدر من الرقى، من أمثال سلوى حجازى، وأمانى ناشد، وليلى رستم، وطارق حبيب، وهمت مصطفى، وغيرهم، مع نجوم بقامة محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وحسين رياض، وسعاد حسنى، وتحية كاريوكا، وفاتن حمامة، وأن شباب هذه الأيام سيشاهدون أعمالاً على مستوى «الساقية»، للراحل عبدالمنعم الصاوى، و«المعطف» للمخرج حسين كمال أبيض، أو «نجم وسهرة» من تقديم يوسف شاهين، أو حلقة يستضيف فيها يوسف وهبى ويستضيف فيها نادية لطفى ومصطفى أمين، وأخرى تستضيف فيها نجوى إبراهيم صلاح جاهين وبليغ حمدى وأحمد فؤاد حسن!
ما كل هذا الجمال والرقى، ما كل هذه الهامات التى إذا ذكر البث التليفزيونى المصرى فى بداياته ذكرت!
هذه هى مصر التى يجب أن نستعيدها، ونعتز بها، ونروج لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة