يبدو أننا استكنّا وقتاً طويلاً، إلى أن القناة الإخبارية العربية، لا بد بالضرورة هى «الجزيرة» أو «العربية»، صحيح أن كلٍا منهما لها أوجه تميزها، كما أنهما اتفقنا أم اختلفنا معهما قد سجلا السبق فى هذه المنطقة، لكن هذا لا يمنع ألا نضع سقفا لطموحاتنا فى هذا الاتجاه، ولا أقول هنا «أحلامنا»، لأن الأحلام بالضرورة تليق بالهواة لا بنا.
قرار الوليد باقتحام عالم الفضاء الإخبارى، وهو المعروف بتميزه فى فضائيات الترفيه، ينبهنا بقوة، إلى أن الملعب مفتوح طوال الوقت، ويسع دخول منافسين جدد، وأنه لا مسلّمات فى دنيا الإعلام، فقبل سنوات لم تكن قنوات «روتانا» وأخواتها على الساحة، لكن من يستطيع أن ينكر الآن أن قناة مثل «روتانا سينما» أوأخرى مثل «روتانا زمان»، هما خارج المنافسة لدى المشاهد، وأنهما -لو صح التعبير- «أمر مسلّم به» لدى جمهور عريض من المشاهدين. وهذا على سبيل المثال.. لا الحصر.
«إننا يمكن أن نأتى بما لم يأتِ به الأوائل»، هكذا صرح «جمال خاشقجى» الصحفى السعودى الشهير والذى يتولى إنشاء القناة الجديدة! والتى سيترأسها الوليد بنفسه، منتهى الثقة بالنفس، والتأكد أنه لا بد هناك جديد لم يأت بعد.. إذن ماذا ينقصنا كى نتحلى بالروح نفسها؟! لماذا نتقن إطلاق التصريحات التى يتصدرها الحديث عن الريادة، دون أن نقدم مضموناً يبرهن على ذلك، أوعلى قدرة الإتيان بالجديد؟
ولا يبرر أحد ذلك -أرجوكم- بنقصٍ فى الأموال أو الأنفس! لأن الأولى موجودة بالفعل ويتم إنفاقها فى بعض الأحيان «بهبل»، أما الثانية فأكتر منها مفيش.
«الإرادة والإدراك»، هما ما نحتاجه: «إرادة» البقاء فى الحلبة بل المنافسة لحفظ ماء الوجه وأكثر، و«إدراك» أن المسألة هى بالفعل قضية أمن قومى. يجب أن نفيق، والله العظيم، يجب أن نفيق، الوقت يداهمنا، ومصالحنا فى أيدى إعلام لا يخصنا، وكلٌ يبحث عن مآربه، أما نحن فنطلق القنوات على استحياء وكأن محدش واخد باله، قنوات إخبارية لا تنافس سوى أشباح لا وجود لها!
عام أو أقل هو الوقت المقرر لإطلاق القناة الجديدة والتى لم يستقر على اسم لها حتى الآن، وهو وقت كفيل بإطلاق الحيوية فى الساحة الإعلامية العربية التى تتشوق لكل ما هو جديد، إما قلقاً من المنافسة، بعد أن استقر وعى المشاهد على قنوات بعينها، أو بحثاً عن فرصة تحقق مهنى جديدة بالنسبة للإعلاميين. ولا يمكن لأحد التكهن بحجم النجاح، أو بفشل المشروع الجديد، لأنه لا شىء يمكن أن يساعد فى ذلك، خاصةً أن تجارب تليفزيونية خبرية سابقة، رصدت لها ميزانيات ضخمة ولم تحقق النجاح المطلوب، كقناة «الحرة» مثلاً، مع الاختلاف.
قناة إخبارية مصرية «عفية»، هى السبيل الوحيد لإنقاذ ماء الوجه، والبقاء فى القمة.. التى تليق بنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة