فاطمة خير

بث مباشر

الخميس، 20 مايو 2010 09:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل وقت أذانه..
وهو تحديداً.. أوان البث المباشر
فى الثانى من مايو، ويوم تظاهرة الحد الأدنى للأجور، وفيما كانت كاميرات التليفزيون تستعد لنقل الحدث، كتقرير فى برامجها الإخبارية والمسائية، على الجانب الآخر لكن فى قلب الميدان، كان هناك شاب يدعى «رامى»، يقف وحيداً، ويعمل بنشاط شديد، فهو قد حدد أهدافه مسبقاً : أحضر ثمانى كاميرات، وزرعها مبكراً فوق الأشجار المحيطة بالمكان الذى سيشهد التظاهرة، ووقف منفرداً يستعد لنقل الحدث، ثم أطلق بكاميراته الثمانى «بثاً مباشراً» لما يجرى، وأذاعه فى التو واللحظة على شبكة «تويتر»، وطبعاً لم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة، ليطير «اللينك» الخاص بموقع البث، على شبكة الإنترنت، ويصبح الجميع، وفى كل مكان «على قلب» مشاهد/ متابع واحد للأحداث.

رامى الذى تجاوز العشرين من عمره بقليل، هو تماماً ابن زمنه، زمن لا يعرف التوقف كثيراً أو أصلاً للتحضير للأشياء؛ طالما أن بالإمكان إنجازها دون الاستعانة بأحد أو تضييع الوقت.
ما فعله رامى كان «تتويت» الحدث، أى نقله عبر «تويتر»، كان رامى هو صاحب القرار، والمنفذ، والمخرج، .. والرقيب، لذا كان فى استطاعة أى من كان، أن يتابع ما يجرى، على التويتر، بتقنيات بسيطة، قبل حتى أن يطير الخبر إلى الوكالات، بكاميرا «لا تكذب ولا تتجمل»، والأكثر من هذا، تديرها عقلية تجاوزت سن الرشد بالكاد.

هو زمن «البث المباشر» بلا منازع، يفرض نفسه بسرعة أكبر مما تصورنا، وها هو «التويتر» مرة أخرى، وفى أقل من عام بقليل، يفرض نفسه كناقل للحدث، ساحباً البساط من شاشات تلفزة عريقة، وموحداً ما بين شبكة الإنترنت العظيمة والساحرة الفضية (شاشة التليفزيون). الأيام الحالية، والتى تشهد تزايداً فى بث الأحداث عن طريق كل تقنيات «الإنترنت»، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك؛ أن الثورة التى تصورناها قد استقرت لبعض الوقت، لا تزال فى فورة لا نعرف متى ستتوقف، فتقنيات الاتصال، صارت تخلق إعلاماً يليق بها، من جانب شديد الأهمية، وهو «الحدث» كما هو، لكنها تقنيات تقودنا، ولا نقودها حتى الآن، كل ما ندركه، أن إعلاماً جديداً صار يفرض نفسه، وستكون له قوانينه تماماً كما أن له آلياته ؛ ما يستحق منا أن نتوقف كثيراً، وأن نفكر بعمق، إلى أين نحن ذاهبون؟، وكيف نخلق إعلاماً نقوده ولا يقودنا؟، والأهم هل نحن مستعدون للاعبين الجدد؟.. هى أسئلة لن تنتظر منا الإجابة طويلاً؛ ستتجاوزنا لتحدياتٍ أرحب، والخاسر الأوحد هو من سيفتش كثيراً عن إجابات سيكون الزمن قد تجاوزها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة