منذ عدة أشهر، أعلنت قناة «اللورد» عن بدء بثها، واعتمدت فى الدعاية لنفسها، على برنامج مزمع وهو «أكاديمية الزعيم» الذى واجه مشكلات لكن لم يتم الإعلان عن إلغائه.
ولأن القناة تطمع فى نصيب من المساحة الإعلامية التى تزداد اتساعاً، فهى تقوم بالفعل بعرض عدد لا بأس به من البرامج، لا يحكمها إطار محدد، بل هى «تنويعة» من برامج طبية، وأخرى تفسر الأحلام، وغيرها من الأفكار التقليدية التى أصبحت موجودة فى كل قناة، لكن الملفت، أن القناة الوليدة، قررت أن تقتحم حلبة برامج «التوك شو» الشرسة، ببرنامج هو «بيت بيوت».
البرنامج الجديد يذاع من الأحد إلى الأربعاء، فى الساعة الثامنة مساءً حتى التاسعة والنصف، ومن الواضح جداً، أن اختيار التوقيت، يهدف إلى تجنب المواجهة، مع البرامج الأقدم والأكثر شهرة، التى يبدأ معظمها فى التاسعة.
البرنامج أيضاً يتجنب المواجهة /المنافسة، بطريقة أخرى، فبرغم كونه يعتمد فى الأساس على تناول القضايا الساخنة إخبارياً لكنه يتجنب الحديث عن الإضرابات والاعتصامات، وغيرها من الأشكال الاحتجاجية، فى محاولة للبحث عن تميز، ورغم غرابة الطريقة، لكن ربما تساعد البرنامج فى وقت متقدم، على أن يصنع لنفسه شخصيةً متميزة، يبدو أنه لا يزال بعيداً عنها، فغياب الرؤية المحددة، وفقر الإنفاق الذى يتضح بشدة فى ديكور البرنامج، ينبئ بأن الفترة ستطول، لكن من ناحية أخرى، يمتلك البرنامج أدوات تميز، فالمذيعة التى تقدمه «علا شوشة»، لديها حضور قد يساعدها على أن تفرض نفسها فى الفترة القادمة كمقدمة لتوك شو، إذا ما حظى البرنامج باهتمام أكبر من القناة، باعتباره سبيلها لأن تصنع لنفسها مكاناً ومكانة على الساحة الإعلامية المزدحمة أصلاً.
الثلاثاء الماضى استضاف «بيت بيوت»، د.«محمد السعدنى» مدير مدينة مبارك للأبحاث العلمية الأسبق، الذى تم إلغاء انتدابه بشكل مفاجئ من جانب وزير التعليم العالى، الرجل الذى لم يتحدث من وقتها إلا نادراً، اختار أن يخرج إلى المشاهدين من خلال هذا البرنامج، وهو الأمر اللافت، ربما لأنه كان يعرف أن المذيعة ستتيح له الوقت ليقول ما يشاء دون مقاطعات مفتعلة بحثاً عن الكاميرا، وربما لأنه اتفق مع الإعداد على أن يتحدث كما يشاء، ويعرض المستندات التى يريدها، لكن المؤكد أنه قال كل ما عنده دون ادعاء، فالكاميرا تفضح المشاعر ولا تجملها، كما أن هذه الحلقة تحديداً، يمكن أن تكون «وش السعد» على البرنامج، ومقدمة لاستضافة شخصيات مهمة ترفع أسهمه فى الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة