كما يتم تقديم السم فى العسل فى جريمة قتل ناعمة، أو بوضع المخدر فى قارورة عطر فى جريمة تحويل شخص صحيح إلى مدمن.. استطاعت قناة ميلودى أفلام أن تقدم الفجاجة والقبح فى كبسولة خفيفة الظل، ونجحت بالفعل فى مهمتها..
صار وديع وتهامى والآنسة رشا عنوانا لقناة متخصصة فى الأفلام، بل صاروا أبطالاً لدى عموم الجماهير ينتظرون ظهورهم أكثر من الأفلام المصرية ذاتها التى تعرضها القناة. وتحول وديع وتهامى إلى نجوم لهم جروبات خاصة معجبة على الفيس بوك بها الآلاف وحاليا يتم الفكير فى إنتاج فيلم خاص من بطولتهما.
مصيبة إعلامية وإعلانية وأخلاقية بكل المقاييس.. فالإعلان الذى صار علامة تجارية لو فكرت فيه لوهلة وخلصته من خفة ظل أبطاله وبحثت فى رسالته فستجد الآتى:
أولاً: هذا الإعلان يرسخ صورة سلبية قبيحة لكل العاملين فى المجال السينمائى، فالمنتج رجل جاهل فج، والمخرج شخصية مهزوزة وسيلتها القوادة، أما الممثلة فلا وسيلة لديها للوصول إلى البطولة إلا سرير المنتج.
تلك هى الصورة النمطية التى ترسخت فى عقل الجماهير منذ زمن عن السينما وأهلها وكل الفنانين، وما إن بدأت هذه الصورة غير الحقيقية بشكل كامل تتغير قليلاً لدى الأجيال الجديدة بدخول عناصر كثيرة تحترمها الجماهير وتقدرها، حتى أتت قناة ميلودى بفاصل لتمحو سنوات حاول فيها كثير من الفنانين المحترمين تغيير هذه الصورة القاسية النمطية.
الفنانون بشر فيهم الصالح والطالح، والفاجر والتقى، وما بينهما، ومن الظلم إلصاق هذه الصورة النمطية بهم..
ومن الغريب والعجيب أننا ما بين كل حين وآخر نجد طائفة ما تنتفض ضد عمل فنى، لأنها ترى أن فيه إساءة لها مثل المحامين أو الأطباء أو ضباط الداخلية وغيرهم، حتى رجال الأعمال، حتى أن المحاكم قد تداولت قضايا رفعها البعض دفاعا عن صورتهم، رغم أن المسألة لا تعدو دورا فى فيلم يعرض بين الحين والآخر وليس بالتأكيد مثل إعلان يتكرر عشرات المرات فى اليوم.
وفى مقابل ذلك ومن الغريب أننى لم أسمع أو أر فنانا واحدا أو فنانة تنتفض وتشجب الصورة التى يصورها عليها صاحب قنوات ميلودى، والذى جعل من كل نجمات السينما مدام أو آنسة رشا.
قديماً قالوا إن «الدوى على الودان أمر من السحر»، ودوى قناة ميلودى وتهامى ووديع ورشا، سحر أسود على صورة الفنانين أتعجب كيف لم ينتفض منتج أى منتج، أو مخرج محترم أو ممثلة تفخر بمهنتها أمام أبنائها من هذا الإعلان؟؟ كيف لم تخرج نقابتهم حتى لتوجه اللوم لصاحب ميلودى وتهامى ووديع والست رشا؟؟؟
ثانياً: يبدو الإعلان أن ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.. فالإعلان فى ظاهره يدافع عن الفيلم المصرى فى مقابل الفيلم الأمريكى، ولكن الحقيقة أنه يسىء للسينما المصرية بجدارة، بدليل اختيار أفلام من أجمل ما أنتجت السينما الأمريكية مثل «تايتانيك» و«قلب شجاع».. أفلام عظيمة حتى لو ضحكنا منها فى مقابل أفلام قبيجة تخصنا مثل «قبضة الهلالى» و«أيس كريم فى جليم»، قد تكون المفارقة فى هذا الفاصل الساخر مضحكة فى لحظتها ولكنها فى حقيقتها باكية.
ولذا فحسب قناة ميلودى وإبرازها للأفلام المصرية التى تفخر بها، يجب تعديل كلمات الخاتمة لهذا الفاصل الإعلانى إلى «الفيلم الأجنبى.. أم العربى».
ثالثاً: منذ بداية انطلاق مجموعة قنوات ميلودى، فهى دائما تجنح لكل ما هو غريب ومثير وفج وأيضاً قبيح خاصة فيما يخص الفواصل ونوعية الإعلانات التى تروج لها مثل إعلانات قناة ميلودى تريكس والتى كان من بينها فاصل لسيدة تقف فى شرفة منزلها تنشر ملابس داخلية، فى إشارة جنسية صريحة فجة.
وأضافت ميلودى إعلانا آخر لقناة الأفلام مستخدمة شاب رخم وفتاة شبه عارية للإعلان عن كسر الملل ولكن على طريقة ميلودى, ورغم طرافة الأفكار أحياناً فإن القبح والإباحية فيها سيد الموقف.
أكثر ما أكره أن أقف فى طابور المتباكين على جمال فقدناه أو أخلاق نفتقدها، ولكن أمام وديع وتهامى ومدام رشا وصديقهم والمروج لهم جمال مروان، كان يجب أن أتباكى ولكنى لن أفعل إلا أن أقول إنهم رموز للزمن...تيت.. تيت.. تيت.. مش كده يا وديع!!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة