جمال العاصى

خطة عز لتحقيق انتصار الحزب أم لـتوحيد المعارضة؟

الخميس، 09 ديسمبر 2010 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت انتخابات مجلس الشعب فى المرحلة الأولى مخيبة للآمال، ومحبطة للأحزاب المعارضة المشاركة، وأكدت بعد نظر بعض رجال القوى الوطنية الذين رفضوا المشاركة، لتأكيدهم أن العملية الانتخابية ليس لها ضمانات تحميها، وتضمن صوت الناخب، وتحمى الصندوق الانتخابى.

وربما أكدت الأحزاب المنسحبة مثل الوفد الذى كان بالأمس قريبا من وجدان السلطة، وكنت تشعر أنه يعيش فى حجر الحكومة حتى أن الكثيرين أكدوا أن حزب الوفد سيكون البديل المحتمل والمنطقى لنواب الإخوان المسلمين.

وراح البعض يتكهن بالنتائج، وأكد المحللون السياسيون أن الأحزاب المختلفة، سيكون لها مقاعد مهمة فى تورتة البرلمان القادم. ولكن جاءت الصدمة موجعة.. وظهر اليوم الانتخابى، وكأنه كابوس مخيف كتم أنفاس كل المرشحين المعارضين فى كل الأحزاب.. ولكننا أمام بعض حالات الجدل والمناقشات والرغى الشعبى والاتهامات المتبادلة بين رجال الوطنى الذين اتهموا المرشحين المنافسين بالفشل تارة، أو بضعف شعبيتهم قياسا بمرشحى الحزب الوطنى تارة أخرى.. وذهب أحمد عز أمين التنظيم يترجم نجاحات مرشحى الوطنى بكل هذا الاكتساح، نظرا للتكتيكات الانتخابية التى مارسها الوطنى فى تلك الانتخابات، والتى كان لها الفضل فى كشف عورة الأحزاب المنافسة، وإذا كانت الشماتة هى اللغة التى أظهرها أمين التنظيم سواء فى تصريحاته مثلا ضد النائب حمدين صباحى، أو فى المؤتمر الصحفى الكبير فى يوم إعلان نتائج المرحلة الأولى، إلا أن هناك أسئلة كثيرة عايشتها مع أصدقاء بعيدين عن العمل السياسى، أو زملاء فى المهنة أو الذين قالوا آراءهم بشكل واضح من رجالات الحزب الوطنى نفسه فى دردشة معى.. ولكن على ما يبدو، فإن هذا الكوكتيل البشرى المصرى اتفق بشكل كبير على البحث عن إجابات أو استفسارات عن تلك الأسئلة والتساؤلات..

أولاً: يرى البعض أن أمين التنظيم ظن أن الحزب الوطنى احتكار خاص، ونسى أننا جميعا شركاء فى هذا الوطن، ولا فضل لأحد على الآخر، ورأى هؤلاء أن فكرة الاحتكار التى تسيطر على عقلية «عز»، ويساندها عموم رجال الأعمال، هى التى جعلت هذه الانتخابات بهذا الشكل المخيف، وحصد الوطنى كل الكراسى سواء بالحق أو الباطل، ويرى هؤلاء أيضا أن «عز» لديه أجندة مهمة يريد «تستيفها وتظبيطها» فى البرلمان القادم، ويبدو أنه سوف يمرر قرارات اقتصادية مهمة تخص رجال الأعمال فى مصر، ولذا كان أمين التنظيم نابها، وتخلص من الذين كشفوه، وتصدوا له، وفضحوا ممارساته فى البرلمان الماضى، وإلا كيف يتم إسقاط علاء عبدالمنعم، وجمال زهران، وسعد عبود، ومحمد العمدة، ومصطفى بكرى؟ ولماذا كل هذا الغيظ ومحاولات التنكيل بالصحفى الكبير حمدين صباحى.

ويرى هؤلاء أن أمين التنظيم غير محنك سياسيا، واستخدم سياسة «فتح الصدر»، و«تشمير الأكمام»، وارتدى قفاز الملاكمة ليفوز بالضربة القاضية، رغم أن العمل السياسى دوما، لا يخضع إلا لقوانين الفوز بالنقاط، حتى يتعايش الخصوم دوما مع المنافسين، ويظل المجتمع يسير بكل أطيافه السياسية، دون ضغائن وصراعات وصدامات.

ثانيًا: يرى بعض رجالات الوطنى أن انسحاب الإخوان والوفد، أطفأ فرحتهم، وبات النجاح بلا رائحة ولا طعم.. غير أن أفكار عز وحدت صفوف المعارضة مرة أخرى، بعد أن نجح الوطنى خلال الفترات السابقة فى استقطاب البعض، واستطاع أن يجعل معظم رموز القوى الوطنية تهز جماعة الإخوان، حتى تظهر بصورة شرعية من خلال حزب معلن واضح المعالم..

إلا أن مهزلة النتائج الانتخابية، أعادت تلك المعارضة إلى رشدها، وتوحيد صفوفها، وربما ستظهر هذه القوى العين الحمراء للحزب الوطنى، ليس فقط فى الملاحقات القضائية، لتثبت الرأى العام الداخلى والخارجى عدم شرعية هذا البرلمان، وربما يؤثر ذلك بالسلب على انتخابات الرئاسة القادمة، للطعن أولاً فى عدم شرعية المجلس القادم، علاوة على مقاطعة انتخابات الرئاسة فى كل الأطياف السياسية، وهو ما يهدد مسيرة الرئيس القادم أمام الرأى العام العالمى، وربما تكون تصرفات «عز» وتخطيطاته عائقا كبيرا ضد مصلحة هذا الحزب الكبير، وربما تفرض الأيام القادمة رؤية أخرى لإعادة الانتخابات كلها، حتى يتم توزيع الأنصبة على كل الأحزاب، ليكون هناك تمثيل منطقى تحت قبة البرلمان، يعيد للحياة السياسية فى مصر توازنها.

ثالثًا: يرى البعض أن نتائج الانتخابات وما صاحبها من انسحاب الوفد والإخوان، وضرورة نجاح مجلس أشبه بأنه جاى بالتعيين، يراه أمين التنظيم أنه المجلس الأنسب، لكى يلاغى به جمال مبارك الذى يراه الرئيس المحتمل القادم، ولذا فقد تم استبعاد كل القوى الوطنية المناهضة لمبارك الابن، والتى تميل إلى استمرار مبارك الأب أكثر، نظرا لشعورهم معه بالاستقرار بعيدا عن الهزات السياسية..

ويجدون معه أيضا صيغة فى الحوار، تجعلهم يحققون إلى حد بعيد ما يريدونه، غير أن ما فعله عز يمكن أن ينعكس سلبا على الحزب .. وهو ما يراه المراقبون سيحدث أزمة وشرخا كبيرا فى الفترة القادمة، أو يعتقد البعض أن هناك صراعا محتملا داخل الحزب نفسه وفى صفوف كوادره ونوابه.

وأخيرًا علينا أن ننتظر كيف سيخرج الحزب الوطنى من الورطة الكبرى التى وضعته تكتيكات أمين التنظيم فيها، وكيف سيتم ترطيب الحياة السياسية فى مصر، أم أن الصدام قادم لا محالة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة