ما نراه اليوم من مشاهد فى بعض الأفلام السينمائية، وأيضا فى بعض الأعمال التليفزيونية، هو إهانة للفن بكل معنى للكلمة.
إن الفن هو شىء يرقى بالإنسان ويسمو بت، ممثلاً ذلك فى كدر جميل وكلمة معبرة وإحساس صادق يصل إليك من خلال عمل فنى جميل وراق يرسخ لديك قيما جميلة وعادات طيبة. والفنان هو ذلك الكائن المرهف الحس، والذى يشعر بمن حوله فيعبر عنهم وعن همومهم وأحلامهم.
تحول الفن الآن إلى تجارة وأصبح جسد الفنان هو السلعة تلك المشاهد القبيحة والملابس الخارجة والألفاظ البذيئة التى أصبحنا نسمعها ونراها فى كثير من الأعمال أساءت للفن ولدوره. فما الرسالة التى سوف تصل إلى الناس فى ظل هذا التناول، وإن تضمن ذلك العمل رسالة فإنه سوف يهدم أكثر مما يبنى، وفى هذه الحالة لا داعى له، مضامين ورسائل ضعيفة تصاغ فى إطار عمل فنى مسف يدمر ويفسد فى المجتمع.
إن الفنان عليه أن يعتز بكرامته ويحترم جسده، ولا يجعل منه سلعة تباع وتشترى ويحيل نفسه عبداً للمادة وللشهرة، إن الشهرة التى تأتى من هذا الطريق لا قيمة لها. وفى ذاكرتنا أبداً لن يبقى فنان فرط فى كرامته واحترامه لنفسه من أجل شهرة أو مال، وإن كانت الأضواء المؤقتة مسلطة عليه اليوم فإن أضواء التاريخ أبداً لم ولن تسطع عليه يوما، فكم من فنانين مروا ونساهم التاريخ ولم يبقَ فى الذاكرة إلا أولئك الذين احترموا أنفسهم فاحترمهم الناس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة