إبراهيم ربيع

حفل توديع المبادئ!

الخميس، 06 أغسطس 2009 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة انتخابات الأهلى.. هل أقول وداعاً للمبادئ أم أقول وداعاً للوصاية؟.. أتخيل أننى أرى حفلاً كبيراً أقيم لتوديع معتقدات رسخت فى الذهن سنوات طويلة ليس فى الأهلى فقط بل فى عموم الوسط الرياضى بل كل الأوساط المهتمة بشأن الرأى العام الذى وجد نفسه تحت التنويم المغناطيسى يصدق شيئاً اليوم ويصدق نقضيه غداً.. ويكفى أن نستدل على الأشياء الكبيرة بالأشياء التافهة فنرى لاعباً «يبوس» فانلة فريقه حباً فيها هو وعائلته وبعد أشهر «يبوس» فانلة الفريق المنافس الذى كان يحبه ولم يستطع التعبير عن المحبة إلا بعد أن انتقل إليه وقبض الثمن.

والأهلى مثله مثل الزمالك واتحاد الكرة واللجنة الأوليمبية وأى شىء مصرى مريض بازدواج الشخصية.. يحب المبادئ عندما تحتاج مصالحه أن يحبها ويلونها ويعدلها وربما يكرهها عندما لا تحتمل المصالح غريماً وخصماً لها.. وجميع المرشحين تحدثوا عن المبادئ ولم يعملوا بها، وظهروا فى العلن بملابسهم الرسمية وفى السر والخفاء بملابسهم الداخلية.. ولم تقل قائمة حسن حمدى الحقيقة ولم يتجرأ من عرفها من المعارضة ليقولها تفصيلاً.. فالكلام عن فائض الميزانية كان خاطئاً لأنه لا يوجد فائض ولا ربح ولا دقة فى حساب الإيرادات والمصروفات.. وعرفت المعارضة التفاصيل وأبسطها أن الميزانية خاسرة وأنقذت نفسها بموازنة مجلة الأهلى ليصل الفائض إلى 150 ألف جنيه فقط.. ودخلت الأصول والثوابت فى الميزانية لتصبح وهمية وتعثر النادى فى دفع رواتب العاملين الشهر الماضى لافتقاد السيولة وتمنت الإدارة أن يحترف محمد أبوتريكة لتجاوز الأزمة المالية عكس الانطباع العام.

والغريب أن منافسين ومناهضين لمجلس الإدارة كانوا يعرفون التفاصيل لكنهم اكتفوا بكشف العناوين.. لماذا.. لا أحد يعرف؟.. لماذا لم يتحدث ياسين منصور «الغاضب» من تهميش وتشويه دوره عن كل الحقائق؟.. ولماذا لم يتجرأ العامرى فاروق «المضطهد» لتقديم ولو معلومة واحدة.. هل لهذا أى تفسير غير أن الناس تعيش حالة رعب من بطش أصحاب النفوذ المسيطرين على عواطف الرأى العام.. وهل هذا له علاقة بالمبادئ والقيم والشعارات الأخرى؟

وإذا كان أصحاب المصلحة يضطرون لضرب المبادئ عندما يكون هناك حاجة لضربها.. فما هو سبب اضطرار كل وسائل الإعلام قاطبة أن تتخلى عن شرف المهنة مع سبق الإصرار والترصد.. ولماذا اختارت مؤسسات صحفية كبرى أن تنخاز بفجاجة لأطراف ضد أطراف أخرى؟.. ما هى علاقة وسائل الإعلام بالانتخابات وهى ليست طرفاً منافساً؟.. ما هى الإغراءات أو المخاوف التى دفعتها للتخلى عن دورها؟.. ثم لماذا رغم هذا الحشد المنحاز أخرجت الجمعية العمومية للأهلى لسانها للآلة الإعلامية الرهيبة وتمسكت بحساباتها الخاصة فقادت القائمة إلى الفوز بالأصوات وفى نفس الوقت قادتها إلى الهزيمة فى تحدى العامرى فاروق وهى بذلك كانت عادلة ومبدعة فى قراءة النوايا، وكاشفة لحقيقة جديدة هى أن الإعلام عندما يبالغ ويكشف عن وجهه الحقيقى ويسير ضد المنطق يفقد تأثيره ومصداقيته فيؤدى إلى نتائج عكسية.. وكان مشهد زفاف القائمة الموحدة إلى فوز مكتمل خلال أسابيع طويلة بمساحات واسعة غير مسبوقة مستفزا لدرجة أنه نقل الكثيرين من تأييد القائمة إلى تأييد العامرى ووجه ضربة قاصمة لمعتقدات سلبية مزمنة جعلت الجمعية العمومية الحلقة الأضعف فى منظومة الأهلى الناجحة من خلال انطباع ساد طويلاً بأنها منقادة وهى مغمضة الأعين تجاه وصاية قيادات لا تتحرى النزاهة والشفافية.

ومن الأهلى إلى الزمالك.. حفظت صفقة ميدو ماء وجه الإدارة التى اكتشفت فجأة أن تأسيس تقاليد ومبادئ يحتاج إلى منظومة عمل كبيرة ووقت طويل من الاستقرار وطرح مقنع للرأى العام الذى اعتبر الزمالك لم يمر بعد فى نموه الإدارى بطور المبادئ بما يتناسب مع نموه التاريخى الرائع وأنه مازال - رغم عراقته - يبحث أولاً كيف يصل إلى محطة المبادئ.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة