المصريون القدماء لم يخلفوا وراءهم مجرد تماثيل وأهرامات ومعابد وإمبراطوريات انتقلت من ضفاف النيل لتعيش باقى أيامها فى صفحات التاريخ.. لكنهم تركوا للعالم كله ما هو أهم وأبقى.. فقد اخترعوا الضمير والفضيلة والأخلاق.
أول دين فى مصر لم يكن لينهى عما انتهى عنه الناس بالفعل من قبل.. ولم يكن ليسمح لهم بممارسة ما لم يكن مسموحا من قبل.. وإنما هو دين خرج إلى الناس من لحم واقعهم.. من ظروفهم وعاداتهم وأخلاقياتهم.. لا تناقض ولا تعارض ولا خلاف ولا اختلاف.. إن هذا لم يؤد فقط إلى أن يزداد المصريون تمسكا بالدين.. وإنما أصبح الدين جزءا طبيعيا وتلقائيا من نسيج الإنسان المصرى.
قبل أن يطرح أى منا تساؤلاته حول أخلاقنا ولماذا.. وإلى أى مدى تغيرت وتبدلت.. لابد أن نتوقف أولا لنتناقش ونختلف قبل أن نتفق على أخلاقنا التى كانت.. فنحن المصريين.. المهووسين بالتاريخ والحكايات والصور القديمة.. نحفظ أو نتظاهر بذلك التاريخ السياسى لبلادنا.. المعارك والحروب والملوك والسلاطين والانتصارات ومواسم الاحتلال والانكسار.. ولكن لا يحفل الكثيرون منا بالتاريخ الأخلاقى لبلادنا.. وبالتالى كلما نشبت أزمة أخلاقية فى أى شارع وبيت أو فى أى مدينة مصرية.. لا نعرف هل هذه الأزمات فى الحقيقة بعض من ميراثنا الأخلاقى الذى نتناقله ونحافظ عليه جيلا بعد جيل.. أم أنها فواتير أخلاقية ندفعها كلنا ثمنا لأخطاء وجرائم سياسية واقتصادية.. وفى حقيقة الأمر.. أنا لا أطرح أسئلة أملك لها مقدما إجابات واضحة ومحددة.. وإنما فقط أحاول وأجتهد.. ولا أزال على نفس قناعتى التى اكتسبتها مؤخرا بأن هناك بعض القضايا وبعض الملفات التى لا ينبغى فيها أن يكون الذى يكتب هو وحده الذى يمتلك الرؤية والمعرفة واليقين.. ولا يبقى هناك دور لمن يقرأ إلا أن يوافق فقط ويمنح بسخاء ولامبالاة تأييده ومباركته وإعجابه.. ومن تلك القضايا والملفات.. أخلاقنا الجماعية كمصريين.. تاريخها وقواعدها وجذورها وكيف تغيرت ولماذا تبدلت.
ولن نستطيع أن نبدأ رحلة كهذه وأن نغوص فى جذور أخلاقيات المصريين.. إلا إذا توقفنا قليلا عند رجل اسمه جيمس هنرى برستد.. لا يعرفه الكثيرون منا اليوم لكن من يعرفه يعرف أنه الرجل الذى قام فى عام 1934 بواحدة من أهم وأعظم وأقيم الدراسات العلمية عن الأخلاق والضمير الإنسانى.. وأثبت فيها أن المصريين القدماء لم يخلفوا وراءهم مجرد تماثيل وأهرامات ومعابد وإمبراطوريات انتقلت من ضفاف النيل لتعيش باقى أيامها فى صفحات التاريخ.. لكنهم تركوا للعالم كله ما هو أهم وأبقى.. فقد اخترعوا الضمير والفضيلة والأخلاق.. ولست أقصد بهذا الحديث أن أنضم إلى قافلة أولئك المزعجين الذين لا هم لهم فى الدنيا إلا إثبات أن كل ما نعرفه اليوم هو فى حقيقته من نتاج وابتكار الفراعنة سواء كان طائرة أو صاروخا للقمر.. أو حبة تمنع الحمل أو تعالج السرطان.. وإنما أقصد فقط أننا - بالفعل - ابتكرنا أول دستور أخلاقى فى التاريخ وأول معايير واضحة للفضيلة والقيم والسلوك.. وبهذا الدستور وهذه المعايير.. تأسست الدولة المصرية الأولى.. وعاشت.. وازدهرت.
وقد كانت حماية العائلة - أو الأسرة الصغيرة - من كل شر أو ضرر.. هى أول وأهم قاعدة أخلاقية تعرفها مصر ويتفق عليها المصريون الأوائل.. حتى قبل زمن بناء الأهرامات بوقت طويل.. وقبل ظهور أى ديانة كاملة القواعد والأسس يدين بها الناس فى مصر.. أى قبل أن يكون هناك الحلال والحرام بأمر من الإله.. وقد كان حلالا كل ما يزيد من قوة وتماسك الأسرة ومن رفاهيتها وخيرها وسعادتها.. وبات حراما كل ما يؤدى إلى التفكك العائلى واختصار مساحة الحب المتبادل بين أفراد كل أسرة.. ويقول هنرى بريستد إن حب الأب والأم.. كان أول مدرسة تعلم فيها المصريون صفات الفضيلة والأخلاق القويمة كالحب والكرم والاعتراف بالجميل والشفقة والرحمة وحب الخير.. وهى كلها تعاليم.. استولدتها الرغبة فى حماية كل أسرة.. وإذا كان هناك من لم يلتزم بها.. فإن الغالبية بالمقابل أعلنوا طاعتهم وخوفهم والتزامهم.. حتى أننا لا يمكن أن نصف مصر القديمة بصفة أخرى غير الالتزام والعفة.. ومع كل ما خلفته لنا مصر تلك الأزمان من صور وتماثيل.. إلا أننا لا نجد الإثارة التى نراها فى التراث اليونانى أو الرومانى أو تراث بلاد الشرق البعيدة كالصين والهند واليابان.. بل إن وول ديورانت عدد وفتش عن الصور واللوحات التى تجسد الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة.. وعلى الرغم من التراث المعمارى والفنى الهائل للفراعنة.. فإن المؤرخ الكبير لم يجد إلا ثلاث حالات فقط.. وتوقف الكاتب الراحل محمد جلال كشك أمام المناخ الحار فى مصر الذى كان يسمح بالتخفف من الثياب بعكس برد أوروبا الذى كان يحث على ضرورة التغطى بالثياب الثقيلة بحثا عن الدفء.. إلا أن الذى حدث كان العكس تماما.. تماثيل مصر كلها ترتدى الثياب الكاملة فى غاية الوقار والحشمة.. وتماثيل الإغريق والرومان عارية لا تخفى ولا تستر شيئا من عورات المرأة أو الرجل.. واختتم كشك رؤيته بالتأكيد على أن الجنس عند المصريين كان محددا ومنضبطا ومقيدا أيضا.. وهو ما يمكننا أن نستدل عليه من القرآن الكريم الذى يخاطب فيه الله سبحانه وتعالى قوم لوط بقوله.. «أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين».
إنها شهادة براءة لدولة وشعب ونظام أخلاقى صارم ومحدد وواضح.. حتى إن كانت هناك بعض الاستثناءات.. والأخطاء.. والخطايا والجرائم أيضا.. والحقيقة كما أكدتها كتب التاريخ وحكاياته ودراساته تبقى أن المصريين كانوا شعبا شديد الالتزام - وفقا لمفاهيم زمانهم وحياتهم - وكانوا خاضعين لنظام أخلاقى صارم وواضح.. ولم يكن تعاقب الأيام والسنوات ليزيد هذا النظام ضعفا وترهلا.. وإنما زاد من تماسكه وقوته.. خاصة أن تلك القواعد والقوانين الأخلاقية التى نشأت فى أول الأمر لحماية الأسرة.. تحولت بعد ألف عام من تأسيس الدولة المصرية.. إلى قواعد وقوانين أخلاقية ودينية أيضا.. ولم يعد انضباط وتقويم سلوك الفرد يرجع فقط إلى الخوف على عائلته.. ولكنه أصبح الخوف من إله الشمس.. صحيح أن الدين فى مصر ولد قبل ذلك التاريخ بسنوات طويلة وكثيرة.. لكنه دين لم يكتمل إلا باكتمال دائرة الأخلاق وضوابط السلوك والمجتمع.. وهو الأمر الذى له دلالاته الكثيرة والعميقة.. فأول دين فى مصر لم يكن لينهى عما انتهى عنه الناس بالفعل من قبل.. ولم يكن ليسمح لهم بممارسة ما لم يكن مسموحا من قبل.. وإنما هو دين خرج إلى الناس من لحم واقعهم.. من ظروفهم وعاداتهم وأخلاقياتهم.. لا تناقض ولا تعارض ولا خلاف ولا اختلاف.. إن هذا لم يؤد فقط إلى أن يزداد المصريون تمسكا بالدين.. وإنما أصبح الدين جزءا طبيعيا وتلقائيا من نسيج الإنسان المصرى.
جاء الهكسوس.. بالتحديد فى عام 1675 قبل الميلاد.. وما يعنينا من بقايا أول احتلال أجنبى لمصر.. هو ما قاله رائد التاريخ المصرى مانيتون السمنودى.. عن الهكسوس الذين هدموا معابد الإله.. وأحرقوا المدن.. وذبحوا الرجال.. واستعبدوا النساء واتخذوا منهن جاريات وإماء.
وكانت هذه الأحداث بحق.. هى المسئولة عن كثير من التغييرات الأخلاقية التى بدأت - ثم اعتادت - مصر أن تشهدها وتعرفها وتعانى منها وتدفع ثمنها كثيرا وطويلا.. وكان أول وأهم هذه التغييرات.. غير السلوك العام الذى لم يعد منضبطا والمناخ العام الذى لم يعد آمنا.. أن الجنس لم يعد هو المتعة الخالصة أو الخطيئة الكاملة.. وإنما أضيفت إليه معانٍ جديدة تتعلق بالكرامة والكبرياء.. فالرجل المصرى المهزوم.. والذى وجد نفسه فجأة مهزوما فى الحرب.. اكتشف أن الهزيمة لا تخص الملوك أو القادة أو العسكر وحدهم.. إنما تخصه هو أيضا.. وهو الذى دفع من ثمنها أكثر مما دفعه أولئك الملوك والقادة والعسكر.. هو الذى دفع الثمن الفادح.. زوجته وبناته.. ولم يربط هذا الثمن فقط فى خيال مصر وعقيدتها.. بين الحرب والجنس.. وإنما ربط أيضا بين القوة والكبرياء وبين الجنس.. فالرجل الضعيف هو الذى ستنام زوجته فى فراش رجل آخر.. والرجل المهزوم هو الذى يصبح عاجزا عن ممارسة الجنس مع زوجته أو امرأته.. أى أن الجنس.. باختصار.. كان فى طريقه لأن يصبح اختصارا لكل معانى الرجولة.. وهو المعنى الذى خلفته لنا هزيمتنا أمام الهكسوس.
وبقى معنا وداخلنا حتى اليوم.. فمن يومها أصبح الدليل الذى يقدمه الجندى المصرى على أنه انتصر على أعدائه هو أن يقطع عوراتهم ويسرع بها إلى الكاتب المختص ليحصيها ويسجلها فى دفتر حسناته.. ولعل كثيرين اليوم لا يعرفون أن أهل الصعيد لا يزالون يطلقون على قضيب الرجل كلمة قد تبدو لنا غير مألوفة أو مستساغة.. إنهم يسمونه.. الشخصية.
وعلى الرغم من أن المصريين.. عقب تلك الهزيمة.. سرعان ما تماسكوا.. وانتصروا.. وطردوا الهكسوس من بلادهم.. بل أعادوا صياغة بلادهم على شكل إمبراطورية لها فتوحاتها وانتصاراتها فى فلسطين وسوريا والسودان.. إلا أن الآثار الأخلاقية للهزيمة أمام الهكسوس كانت قد استوطنت الوجدان والوعى والذاكرة.. ولم تجد مصر.. ولا وجد المصريون.. ما كانوا يحتاجونه من وقت لتلتئم كل الجراح وتعود الحياة والعادات والأخلاق إلى سيرتها الأولى.. إذ بعد كل هذه الحروب التى خاضوها فى الشمال والجنوب بقيادة أحمس وأمنحتب وتحتمس الأول والثانى.. جاء زمن إخناتون الذى تولى الحكم عام 1367 قبل الميلاد ليقود أول ثورة دينية فى تاريخ مصر ويدعو لعبادة الإله الواحد آتون.. لتدور صراعات الملك مع الكهنة وتتفتت الإمبراطورية وتفتقد الهدوء والسلام إلى الحد الذى يغرى الليبيين بالاستيلاء على السلطة عام 950 قبل الميلاد.. ثم يأتى بعدهم النوبيون.. حتى تجىء سنة 525 قبل الميلاد التى تشهد فيها مصر ثانى هزيمة عسكرية كبرى فى تاريخها.. وكانت هذة المرة أمام الفرس بقيادة الملك قمبيز.. وبقى الفرس يحكمون مصر مائة وأربعة وعشرين عاما حتى جاء الإسكندر الأكبر فاتحا وغازيا ومنتصرا قبل ميلاد السيد المسيح بثلاثمائة واثنين وثلاثين عاما.
وكان هذا كله كفيلا بأن يؤثر على الاستقرار الأخلاقى الذى عرفه المصريون واعتادوا عليه من قبل طويلا.. فقد زادت معدلات الجرائم والخطايا.. وأحيلت القوانين الأخلاقية والدينية إلى أرشيف التاريخ.. بل تعددت أيضا حوادث الاغتصاب حتى جاء اليوم الذى بات فيه الملك رمسيس الثالث يفخر بما وفره لمصر من أمن وسلام إلى الحد الذى معه أصبح بإمكان أى امرأة مصرية الذهاب إلى أى مكان دون أن يعترض طريقها من تخشاه.. وما تخشاه.
هذا هو الحال.. والواقع الجديد الذى عاشت به مصر نهايات زمن الفراعنة والبطالمة من بعدهم.. ثم الرومان الذين حكموا مصر إلى أن عاد للمصريين اتزانهم الاجتماعى والأخلاقى بالدخول فى الديانة المسيحية.. وقبل الحديث عن ذلك.. ينبغى التوقف عند حكاية.. أو أسطورة.. شاعت على ألسنة المصريين حين كان يحكمهم البطالمة.. وبطل الحكاية أو الأسطورة هو الملك نقتانبو الثانى آخر فراعنة مصر والذى طرده الفرس من مصر.. أما الحكاية أو الأسطورة نفسها فتحكى عن هذا الملك نقتانبو الذى هاجر إلى مقدونيا.. كملك ورجل مهزوم مكسور مطرود من بلاده.. وهام هناك بحب الملكة أوليمبياس.. ولأن الإله آمون قد حلت قوته وقدرته فى جسد نقتانبو.. فقد أصبح من الطبيعى ألا تجد الملكة رجلا غيره تبادله حبا بحب.. شهوة بشهوة.. فمارس الملك المصرى الجنس مع ملكة الإغريق وكان نتيجة ذلك اللقاء هو الإسكندر الأكبر الذى دارت به الأيام وجاء يحكم مصر والعالم كله.
ومع أننى لست أملك دليلا.. إلا أننى أزعم أن تلك الحكاية كانت الأولى من نوعها فى تاريخ مصر.. فصل أول فى حكاية طويلة عاشت معنا حتى اليوم نستبدل فيها القوة بالجنس.. نضطر للاكتفاء والقناعة بالانتصار فى الفراش بديلا عن الانتصار فى الحرب.. وكان هذا - فيما أعتقد - هو ثانى أكبر انقلاب جنسى فى تاريخ مصر بعد الانقلاب الأول عقب غزو الهكسوس الذى جعل الجنس مساويا أو موازيا أو بديلا للقوة والذات والكبرياء والكرامة.. وجاء الانقلاب الثانى ليجعل من قدرتنا على الجنس هى أحيانا العزاء الوحيد والسلوى التى تبقى لو أضاع زماننا كل ما بقى أو كان من المفروض أن يبقى بين يدينا.. ومع ذلك بقيت تلك الأفكار التى تتبدل.. والقناعات التى تتشكل.. والمعانى التى تولد.. مجرد خيالات تستكين تحت الجلد وتكتمها الأعماق.. تنتظر لحظة فيها تخرج إلى السطح لتتحول من الخيال إلى الواقع.. وهى لحظة لم تكن مصر لتعرفها مطلقا فى تلك السنوات التى اعتنقت فيها الديانة المسيحية.. والتى كانت بدايتها فى مدينة الإسكندرية.. أول مدينة مصرية تؤمن بالسيد المسيح بعد ميلاده فقط بخمس وستين عاما.. ويكفى أن نقرأ شهادة المقريزى لندرك بوضوح أن مصر المسيحية كانت مضطرة لأن تبقى أخلاقها ومشاكلها وخيالاتها على ما هى عليه دون تغيير أو تبديل.. فالمقريزى يقول إن ملوك الروم.. أو القياصرة.. غالوا كثيرا وطويلا فى تعذيب المصريين الذين رفعوا الصليب.. أغلقوا كنائسهم.. استباحوا دماءهم.. أسرفوا فى قتلهم.. وعمت أرض مصر بالسبايا والقتلى.. لم تعش يوما واحدا دون موت وعذاب ودموع.. وحتى حين استقرت المسيحية فى مصر ولم يعد الصليب مرادفا للموت أو القهر.. كانت مصر قد اخترعت مسيحيتها الخاصة بها وهى الرهبنة.. وكان من الطبيعى أن يتوارى الجنس بممارساته ورغباته وقضاياه داخل الوجدان وفى السلوك العام والخاص.. فالجنس لا يصبح مطلقا أزمة أو قضية فى مثل هذا المناخ الذى يصفه لنا فيليب كامبى مؤكدا أن الزهد ملأ مصر كالوباء.. من طيبة فى الجنوب إلى الإسكندرية فى الشمال.. ويشير كامبى إلى أن هؤلاء الرهبان تزايدت أعدادهم إلى الحد الذى معه يمكن الاعتقاد بأنهم نصف سكان مصر.. وكان هؤلاء الرهبان يطرحون عن أجسادهم كل ثوب زائد.. بل إن بعضهم لم يستر جسده إلا بالشعر الطويل زهدا فى الثياب وفى رفاهيتها.
ولم يؤد كل هذا الزهد والتقشف وسيادة الرهبنة على فكر المصريين وعلى سلوكهم إلى أن يتطهر الجميع ويتعفف كل أحد.. فبقدر ما يؤكد لنا التاريخ أن الانحلال الكامل ليس من صفات المصريين ولا يستقيم مع عاداتهم وطبائعهم.. فإن هذا التاريخ أيضا يؤكد أن التقشف الكامل أيضا لا يستقيم مع المصريين وحالهم وتكوينهم النفسى والاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة