فاطمة خير

الجزيرة.. مطاردة جديدة

الخميس، 23 يوليو 2009 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أول الغيث قطرة.. لكن الغيث هذه المرة جاء مسموماً وأسرع من التوقعات.
أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية إغلاقها مكتب قناة «الجزيرة» فى الضفة، وذلك رداً على بث القناة لاتهامات «فاروق القدومى» للرئيس الفلسطينى «محمود عباس» و«محمد دحلان» بحضور اجتماع مع مسئوليين إسرائيليين هدف إلى اغتيال الرئيس الفلسطينى الراحل «ياسر عرفات».

ربما أن السبب ذاته ليس هو الموضوع هنا، وإنما رد فعل السلطة الفلسطينية، التى انتهجت النهج نفسه الذى اتخذته الحكومة الإيرانية حيال التغطية الإعلامية الفضائية للأحداث الأخيرة فى الشارع الإيرانى، وتحديداً غلق مكتب قناة «العربية». إنه المنهج المزدوج الذى يرحب بالإعلام طالما كان متماشياً مع مصالح السلطة أو توجهاتها، لكن منع الإعلاميين عن ممارسة المهمة نفسها فى نشر الأخبار وتتبع الحقائق هو الرد الفورى إذا جاءت مخالفة لمصالح السلطة.

ولأن الدول العربية بحكوماتها بلا استثناء ليست فى مرمى بعيد عن الاتهام بتجاهل الديمقراطية؛ لم يبق سوى الإعلام، كوسيلة للتباهى به أمام العالم، على اعتبار أن المحطات التليفزيونية تجد فرصها فى التغطية كيفما تشاء، وبرغم أن قناة «الجزيرة» نفسها، ليست القناة المحايدة على طول الخط، فإنه ما شكل السلطة الفلسطينية حين تمنع مكتبها عن العمل، بعد ثلاثة عشر عاماً كاملة، قضاها إعلاميو المحطة فى نقل التجاوزات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى؟، غنى عن القول ما تعرضوا خلاله لتحرشات أمنية إسرائيلية وصلت إلى تعريض حيواتهم إلى الخطر.

ما ثمن الإعلامى حين يموت فى سبيل مهنته؟ وهل هو الثمن نفسه حين تراه سلطة ما «كائنا بلا قيمة» يمكن إيقافه عن العمل حين تريد؟

وبغض النظر عن اتهامات كثيرة لا تظلم «الجزيرة» حين القول بأنها تتجاهل كل ما يحدث فى «قطر» وأنها متحاملة على «مصر»، وأن الصوت المهنى يغيب فيها أحياناً لصالح توجهات فكرية؛ لكن من ينكر محاربتها للتطبيع؟ وكونها أحد أهم أسباب صور نقل الفظائع تجاه الشعب الفلسطينى إلى العالم؟

وكيف يمكن للعمل الإعلامى العربى أن ينمو وينضج، ليكون معبراً بحق عن مصالح شعوبه إذا تعرض للبتر ؟ وما صورة السلطة الفلسطينية أمام العالم الآن ؟ وما الموقف لو أنها سمحت للمكتب بالعودة إلى العمل، ثم قررت القناة نفسها مقاطعة السلطة أو منطقة الضفة؟ من الخاسر هنا؟ ولماذا؟

هى نفسها الحسابات قصيرة النظر، التى تئد الإعلام العربى، لتترك الفرصة للشاشات الغربية أن تكون هى الملاذ وقت الحاجة، وليقدمنا صانعوها كيفما شاءوا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة