كم من الجرائم ترتكب باسم الرجولة.. إعلانان مستفزان أذيعا فى أسبوع واحد، كانا آخر هذه الجرائم.
الإعلانان ببساطة، هما عن مقويين جنسيين، وللأسف لن تشاهدهما على قنوات مشفرة، أو لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، بل ستفاجأ بالإعلان، يخترق خصوصية أسرتك، ويضعك أمام تساؤلات أبنائك، فموعد الإذاعة، هو فى وقت الذروة مساء كل يوم.
إعلان منهما، يصور امرأة ورجلا فى يوم عيد زواجهما، الرجل خارج البيت، والمرأة داخله، تبدو حزينة وغاضبة.. ومتنمرة، أما السبب؟ فسنعرفه بعد قليل من المتابعة للإعلان المخزى، فعند وصول الزوج للبيت حاملاً هديته للزوجة التى تنتظره للاحتفال، طبعاً سنفاجأ بأن الهدية هى عبارة عن نبات «صبار»، لن نفهم نحن المغزى؛ لكن الزوجة تلتقط الخيط بسرعة، فتجرى وراء الزوج فى صالة المنزل، صارخة بأعلى صوتها «صبار.. وهو أنا لسه هاصبر تانى؟»، الزوج يندفع بأقصى سرعته هارباً من الزوجة الفاقدة للأعصاب، يدخل غرفته مختبئاً ويغلق الباب بقوة، ثم يبتلع قرصا من المنتج المعلن عنه، وبسرعة شديدة لا تتجاوز فترة فتح الزوجة للباب بالقوة، نجد الزوج واقفاً واثقاً من نفسه وبدأ فى خلع ملابسه، والزوجة الغاضبة تندفع من الباب فيتبدل وجهها (وهى تنظر لنصفه الأسفل) فى لحظات من الغضب.. إلى الانبهار.. إلى السعادة! ليظهر بعدها المنتج على الشاشة باعتباره ضماناً لحياة زوجية سعيدة!.
الإعلان الآخر.. ينطلق من منطقة مختلفة، فالزوجة بالفعل تودع زوجها صباحاً بابتسامة عريضة، وهو ذاهب إلى عمله يشعر بالفخر الذى يجعله «واقفاً» فى سيارته لا يطيق الجلوس! ثم يذهب إلى البنك واقفاً أيضاً يحظى بإعجاب الموظف الجالس أمامه لينهى معاملته، وبعدها يقفز فرحاً بسبب هدف فى مباراة كرة قدم يشاهدها أمام التليفزيون مع أصدقائه، لترينا الكاميرا «ذهول» صديقه الجالس بجواره وهو ينظر إلى نصف جسده السفلى!، بالطبع يعود الزوج المزهو بنفسه إلى بيته فى نهاية اليوم؛ ليجد زوجته الملهوفة فى انتظاره، مع صورة تظهر على الشاشة للمنتج المعلن عنه، وتعليق صوتى يحمل اسم المنتج، وتوصيف «وقفة رجالة»!.
الإعلانان.. ليسا فيلمين إباحيين؛ هما مجرد إعلانين يشاهدهما أطفالنا.. ونحن، غصباً أثناء عرض المواد التليفزيونية التى اخترنا مشاهدتها، هما ببساطة، لا يمكن وصفهما سوى أنهما فعل خادش للحياء، والغريب أن الشاشات التى تخضع الأعمال الفنية لمقص الرقيب بلا رحمة، يمر عليها هذان دون اعتراض، لأجل مكسب مالى، مؤكد هو بسيط مقارنةً بالدخل الذى تدره باقى الإعلانات المعروضة.
وطبعاً لا داعى لأن نتحدث عن مفهوم «الرجولة» كما يصوره الإعلان ويصدره للشباب والمراهقين، فقد سبق أن تم السكوت على حملة كاملة، اعتبرت أن الرجولة هى أن يشرب الإنسان مشروب شعير يدعى «بيريل»!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة