شريط أخبار صغير يسير فى نهاية شاشة «النيل لايف» - التابعة لشبكة TNT - يقدم طوال اليوم نصائح فلكية للمشاهدين، يرسل المشاهد طالباً معلومات عن برجه الفلكى وبرج حبيبه ومدى توافقهما، فتأتى إجابة «العراف» شارحة كافية.. ثم يذيلها بعبارة «والله أعلم»!.
عبثية شديدة.. ما بين أن يقدم شخص نفسه كـ«عراف»، ثم يختتم حديثه بـ«الله أعلم»، وكأنه يبادر فوراً إلى الاعتذار عن «فعلته»، متماهياً مع التوجه العام فى مجتمعنا بإشهار الإيمان؛ خوفاً من اتهام بالكفر!، فإذا كنت تريد أن تعمل «عرافاً» لا تسارع إلى تأكيد إيمانك.. وكأنك تبادر للاعتراف بأن ما تفعله حرام!، المسألة ببساطة: أن تكون عرافاً أو لا تكون.
ويبدو أنه ليس شخصاً واحداً فقط هو الذى يقوم بالمهام «الفلكية» على «النيل لايف»؛ فأحياناً يأتى الرد من «الكواكب» وليس من «العراف»، وفى هذه الحالة لا تذيل النصيحة الفلكية بجملة «والله أعلم»، والشهادة لله أنه ليس فى كل الأوقات تذيل هذه الجملة نصيحة «العراف»، وربما أن هذا يأتى على «حسب مزاج» من يتولى كتابة شريط الأخبار.
والمضحك فى الأمر، أن القناة نفسها تقدم يومياً من خلال برنامجها «نهارك سعيد» فقرة ثابتة عن الأبراج، واضح جداً أنها تلقى نسبة مشاهدة عالية (وهو نفس حال نصائح العراف على مدى 24 ساعة، والتى من المؤكد تدر ربحاً على القناة)، فأى تناقض هذا بين البرنامج الذى يذاع، وبين شريط يسير فى نهاية الشاشة نفسها؟، وكأن البرنامج فى واد والشريط فى وادٍ آخر!.
لكن يبدو أن المشكلة تتعلق بكل الشاشات المصرية؛ ففى حين سارعت القناة نفسها نايل لايف من خلال برنامجها «كل ليلة» للإعلان عن انفجار فى حى الزيتون، رغم أنه لا طبيعة البرنامج ولا القناة تدور حول متابعة الأحداث، إلا أن الشاشات المصرية بما فيها الفضائية وقناة النيل الإخبارية، خلت فى صباح اليوم التالى من مجرد إشارة إلى الخبر، وكأنه بهذه الطريقة سيبقى سراً!!، والمؤلم والمثير للسخرية فى الوقت نفسه، أن الشاشات الإخبارية العربية والناطقة بالعربية، حملت جميعها تفاصيل الحدث.. للأسف.
«شريط الأخبار».. ليس رفاهية ولا «سد خانة» أو مجرد «إكسسوار» لتجميل الشاشة، بل هو أحد أهم مكونات الشاشة لا يجب الاستهانة به، ولا الاستخفاف بعقول متابعيه من المشاهدين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة